الدكتور شديد والدبور

فكر وعيش الحلم حريه الحوار قول الي نفسك فيه ...شاركنا شعرك وهواياتك وخواطر قلبك وشارك الدبور أخر الاخبار وساهم معنا في منتداك الديني والاعشاب والطب البدوي ...ديوان عشقي شعر وشعراء وكاله دبور للاخبار دنيا ودين ولي حواء منتدها الخاص حواء شديد هنا شديدة وطفل سعيد ومنتدي للشباب مسابقات وضحك وتسالي ومنتداك الخاص أطلب تلاقي الدكتور والدبور


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الدكتور شديد والدبور

فكر وعيش الحلم حريه الحوار قول الي نفسك فيه ...شاركنا شعرك وهواياتك وخواطر قلبك وشارك الدبور أخر الاخبار وساهم معنا في منتداك الديني والاعشاب والطب البدوي ...ديوان عشقي شعر وشعراء وكاله دبور للاخبار دنيا ودين ولي حواء منتدها الخاص حواء شديد هنا شديدة وطفل سعيد ومنتدي للشباب مسابقات وضحك وتسالي ومنتداك الخاص أطلب تلاقي الدكتور والدبور

الدكتور شديد والدبور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الدكتور شديد والدبور

****** منتدي مصرى لكل المصريين********الدكتور شديد والدبور********* منتدي لكل العرب************ عيش حلم حريه الحوار قول الي نفسك فيه وشاركنا شعرك وخواطر قلبك وشارك الدبورأخرالاخباروتابع دنيا ودين والاعشاب وحواء شديدهنا شديدة وطفل سعيد

https://shokry.ahlamontada.net وكاله دبور للاخبار ديوان عشقي القراءن كتاب الفرقان
شاركنا وتذكر مجهود الاخرين وابدى رائيك اوسجل مشاركتك ه
كتاب الله شفيعك فأجعل لك ورد يومي من القراءن
لا يشغلك شئي عن الصلاة قم الي الصلاة في وقتها
الدكتور شديد}admin{يتمني لكم وقت جميل ومفيد شاركونا اجعل منه منتداك الخاص الدبور زززززززززززززز
زائري العزيز دخولك له مذاق خاص شاركنا قبل الرحيل
nحوار مع يحيي تادرس السيناريست Ba7bikyamasrrrrrdl2
لتفعيل مشاركتك يكون الدخول عن طريق الاميل بعد تسجيلك بالمنتدي شارك ووأجعل منتداك منتدي خاص بك
لبابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسية المصرية توفي يوم السبت 17/3/2012البقاء لله نعزى الاخوة المسيحيين

المواضيع الأخيرة

» قصه القاتل.......
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد

» شعيد وابن شهيد
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد

» رباعيات في الخاطر
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد

» احوالك يا بلد
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد

» الله ما عارف
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد

» امسك امسك
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد

» ادينا ماشين
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد

» اة منك يا دنيا
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد

» ماتلومنيش يا صاحبي
حوار مع يحيي تادرس السيناريست I_icon_minitimeالإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد

كل يوم قصه

كل يوم خبر وقصه تابع الدبور وأهم الاخبار

    حوار مع يحيي تادرس السيناريست

    الدكتور شديد
    الدكتور شديد
    مدير عام المنتدي
    مدير عام المنتدي


    عدد المساهمات : 8421
    تاريخ التسجيل : 20/09/2009
    العمر : 53
    الموقع : shokry.ahlamontada.net

    حوار مع يحيي تادرس السيناريست Empty حوار مع يحيي تادرس السيناريست

    مُساهمة من طرف الدكتور شديد الجمعة أبريل 08, 2011 6:45 am

    الاهرام
    حوار‏:‏ سـهير حـلمي
    حوار مع يحيي تادرس السيناريست Ii_7_4_2011_39_8خشيت من فتنة جلساته‏..‏ فالمعد الشهير والسيناريست يحيي تادرس في جعبته آلاف القصص والحكايات التي التقطها بحاسته الرادارية وعينيه اللتين تلتهمان مصر واحياءها الشعبية التي تدخر كل ما تبقي من الأصالة.

    يهوي النبش في مروج الفطرة النقية.. محاولا استنطاق الجمال وتسجيله, قبل أن يذوي تحت وطأة السنين سواء كان بشرا أو حجرا, فالشتات يجمعه خيط واحد من الإنسانية التي ترقي للعالمية.. برامجه التليفزيونية مدرسة في التلقائية.. ويعد برنامجه الشهير حكاوي القهاوي طقسا من طقوس رمضان في بعض العهود فهو كتاب.. وصف مصر تليفزيونيا لما حواه من وصف تفصيلي للحياة الاجتماعية ولأماكن وأشخاص أصبحوا نسيا منسيا.. كنوز نتمني المحافظة عليها وإعادة عرضها.. ففي طياتها أحاديث الأجداد الذين عاصروا الإنجليز وثقافتهم التي تحترم اللقب قبل حامله, وتاريخ بعض العادات التي تواردت إلينا منذ عهد المماليك مرورا بنماذج من العصاميين بأسمائهم البسيطة يحتسون الشاي مع الذكريات في حديث مسهب يأخذهم في سكة المبالغة والتهويل, مرورا بالرواد الأوائل في كل المجالات والملهمين الذين لديهم من الأضواء ما يكفي لإنارة أعماقهم وهم بعيدون في الظل.. مرورا بالعارفين بأسرار العزائم والقدرات الخارقة. سحر لا يداني من الحكي وأفلام تسجيلية عديدة أشهرها رحلة العائلة المقدسة في مصر, وحارة نجيب محفوظ وعالمه الذي جسده تادرس بامتياز ونال رضا أديب نوبل.. وحياة الرهبان بكل ما يكتنفها من زهد وتقشف حيث لا يستطيع الانسان بحق أن يخدم سيدين.. وأخيرا ملحمية ثورة25 يناير التي ستكون آخر أعماله إبداع تجرد له صاحبه دفعه للغرق في لجة المغامرة والبحث, وقصة حياة تستدعي عبارة جوجول القدم لا الرأس هي التي تستحق أن نرفعها علي الوسادة. كناية عن إعلاء قيمة السعي ومقت الكسل.
    برامجك تثير الفضول لمعرفة سر ارتباطك بدروب مصر العتيقة ومبانيها التي تفوح منها الرطوبة في الأحياء الشعبية حيث البشر علي سجيتهم النقية.. هل نشأتك كانت تنبئ بذلك؟
    البيئة لها أثر بالطبع في إيقاظ الموهبة وتفتحها في بعض الأحيان وقد ولد الحلم معي في بني سويف فكنت أبنا لموظف في السكة الحديد ضمن سبعة صبيان وأخت واحدة.. أشعلت وجداني بالحكايات والقصص والعوالم المسحورة... الأمر الذي دفعني للقراءة بنهم وغزارة ولم أكن أتجاوز المرحلة الثانوية حين كنت أتحاور مع أساتذة التاريخ عن الثورة الفرنسية والكسندر دوماس وروايات جورجي زيدان وقرأت عن القنبلة الذرية لاينشتاين وأنا في الصف الثاني الثانوي وغالبا ما كان يتم طردي خارج الفصل.. فكنت أرحب بهذه العزلة وأحرص علي ألا تضيع هباء فكنت أذهب لجزيرة في بني سويف واقرأ المزيد ولم أكن اعبأ بكراهية المدرسين ولا استسيغ المواد الجافة وحصلت علي الثانوية العامة بمجموع50% ثم انتقلنا إلي القاهرة والتحقت بكلية الآداب قسم علم نفس والتي تخرجت فيها عام1963 وأيقنت أن المعرفة هي سلاحي الوحيد لكي تطول قامتي ويلحظني أحد في هذه المدينة العملاقة ثم جاءت فترة الاعتماد علي الذات والجوع فكانت التجربة الشخصية جامعة أخري انتسبت إليها ثم عبق المكان الذي ساقتني إليه الأقدار علي أثر خلاف بيني وبين الأسرة.
    يبدو أنك ثوري متمرد.. تفضل الوحدة وتسبح ضد التيار هل التمرد من وجهك نظرك قرين الإبداع؟
    نعم في معظم الأحوال فالإبداع خروج علي المألوف وتمرد علي قوالب الآخرين.. فشاءت الظروف أن استقر وحدي في منطقة قريبة من شارع محمد علي أثناء فترة الدراسة الجامعية واضطررت للعمل فتعلمت الادخار واشتريت سريرا بدلا من النوم علي الحصيرة وأصبح الكتاب أهم من الساندوتش إذا كان هناك مفاضلة في تلك الفترة تبلورت جوانب عديدة في شخصيتي نتيجة لأن أهالي هذا الشارع الملهم كانوا يلجأون إلي لكي اكتب لهم الخطابات ومن خلال الحكي تعرفت علي مشاكل حياتية في غاية الغرابة وكانوا بدورهم يكنون لي كل تقدير لذلك عقدت العزم علي أن يصبح هؤلاء البسطاء هم أبطالي عندما بدأت العمل في التليفزيون.
    هل ساهمت دراستك لعلم النفس في فك شفرتهم فأنا اذكر جيدا كيف كان أبطال حلقات حكاوي القهاوي ينطلقون في حكاياتهم بطلاقة لافتة؟
    أجاب بجزم: لا قطعا كلمة علم تعني معمل والإنسان لا يوضع في معمل لكني أؤمن( بالحدس) وهو لا يخطئ ومن خلاله كنت أشعر مع من احاورهم بالتقارب أو التباعد وفي معظم الأحيان يكون حدس سليما فالعينان لا تكذبان وحركات اليدين تكشف عن العصبية حين يحاولون اخفاء بعض الحقائق وأود أن أوضح أن شارع محمد علي لا تقتصر شهرته علي العوالم والراقصات ولكنه شهد أحداثا أخري كثيرة وأعكف الآن علي عمل مسلسل عن تاريخ هذا الشارع الذي يوجد شبيه له في معظم مدن مصر مثل درب صيام بالمنصورة والبياضة بالإسكندرية فالبشر في هذه الأحياء واضحون تماما غلابة نفسيا وماديا بمجرد أن يبدأوا الحكي مثل الآلاتية حتي تسمعي حكايات أغرب من الخيال وحين يشعرون بقدر من الاهتمام ينظرون في الفضاء وتحمل عباراتهم قدرا كبيرا من المبالغة واكتشف قدرتهم علي التأليف بالرغم من ذلك فهذه الحكايات بمثابة سجل متكامل لتفاصيل الحياة الاجتماعية في مصر وقد سجلت60 حلقة في التليفزيون عن الأفراح وكلمة فرح تعني مجتمع أي اقتصاد وعادات وتقاليد وتاريخ.
    يقال إن العين في المدن الكبري تصبح عضوا لا حاسة نتيجة للسلبيات المحيطة التي نألفها ولكن حين تستيقظ العين لتكون حاسة مرة أخري لابد أن يكون المشهد لافتا فكيف نجحت في أن يكون لديك جديد دائما تحت الشمس؟
    كنت أجوب القاهرة واقتحم دوربها الضيقة وحواريها وأصاب بالدهشة الفلسفية التي تبحث عما وراء الأشياء تتبعها الحاسة الصحفية وقد يستوقفني مظهر أحد الأشخاص وأدردش معه ليكشف لي في النهاية عن سرداب جديد من البشر من أصحاب الحرف والمهن المندثرة وقد تمرست كثيرا علي اقتناص ملامح الوجه والسمات الشخصية شأن الفنان التشكيلي وتراكمت الخبرة بمرور الأيام وأصبحت أكثر رهافة وأحساسا بالأماكن والبشر وأذكر أنني أثناء تجوالي في مدينة الطور في سيناء علمت بالصدفة أن هناك شخصا يعيش في أحد كهوف الجبال المحيطة بمدينة الطور يطلقون عليه الشيخ عطوة فاصطحبني أحد أبناء الطور وذهبنا إليه في طرق مظلمة واكتشفت شخصية غريبة لازالت عالقة في ذاكرتي فطوله لا يتعدي ثلاثين سنتيمترا.. وجدته شديد المرح متفائلا متصالحا مع نفسه إلي أبعد حد لديه رصيد روحاني ضخم يجتر منه دون أن ينضب وكان خاله هو الذي يحمله وراعاه منذ طفولته وسألته سامية الأتربي في حكاوي القهاوي ما هي أمنياتك يا شيخ عطوة فقال: أن خاله مطلوب للخدمة العسكرية وإذا تركه فلن يجد من يرعاه فاتصلت بالمشير أبو غزالة وكان اسم البرنامج يسبقني واعفاه المشير بالفعل وانهالت عليه التبرعات. مرة أخري أرشدني أحد الأشخاص لشخصية عجيبة تعيش في سبك الضحاك بالمنوفية مظهره عادي لكنه رجل ذو قدرات خارقة جدا يستطيع أن يبتلع البطاريات الجافة ويشرب البنزين ولو ضربه أحد بالسكين ينكسر ويظل هو سليما معافا وذهبت إلي القرية أنا وفريق العمل وسامية الأتربي وتم استدعاؤه من خلال مآذن القرية وقيل له التليفزيون يريد أن يسجل حكايتك التي رواها كاملة وحكي أنه كان يحب شقيقته الكبري وحين توفيت أصر أن يبيت معها في القبر ليلة واحدة وبعد خروجه شعر أنه أصبح غير عادي واستعرض قدراته أمام الكاميرا فضرب نفسه بالسكين ولم يحدث له شيئا فقمنا بشراء السكين لنتأكد ولم يصب بأي شئ وآكل أمامنا فخذة ضاني نية ونام علي الأرض ومر من فوقه وبور زراعي حمولة10 أفراد دون أن يطلق آه واحدة وأذيعت الحلقة في مصر وأحدثت دويا وطلبتها اليابان ثم أصبحت الأب الشرعي لشخصيات شاذة لم نملك حيالها تفسيرا.
    تحظي برامج الخرافات والقدرات الخارقة الآن في الفضائيات بنسبة مشاهدة عالية بالرغم من الهجوم عليها فما هو السبب من وجهة نظرك؟
    بين العلم والخرافة منطقة رمادية والإيحاء يكون له دور كبير في استقطاب البعض وكانت سامية الأتربي رحمها الله بالرغم من ثقافتها تؤمن بالقدرات الخارقة وتستهويها وقد عملت حلقات عديدة في هذا المجال.. وخضت في كل ما يتنافي مع العقل في برنامج كاميرا(9) مع أماني ناشد ليس بهدف اثباتها ولكن كشفها فكان يتنامي إلي علمي وجود أحد الشخصيات الغريبة الأطوار فأحرص علي مشاهدته وفي حياتي قصص عديدة ففي أحدي المرات في ستوديو(6) علي الهواء مباشرة قام أحد أصحاب هذه القدرات بكتابة ورقة صغيرة أمام الكاميرا وطلب من أماني ناشد أن تغلق يدها عليها بشدة فبدأت تشعر بالحرارة تزداد في يدها ففتحتها وكانت الورقة تحترق ثم طلب منها أن تفتح شنطة يدها فوجدت فيها الورقة الأصلية كل ذلك علي الهواء وأمام الناس وإلي يومنا هذا لا أملك تفسيرا لما شاهدت ولكن في احدي المرات اضطررت للمبيت في منزل مهجور في شبرا كان يسمي بيت الأشباح وأخذت قرصين منومين تحسبا لأي عفاريت قد تضرني لكنني نمت بعمق وفي إحدي المرات أدعت سيدة قدرتها علي قراءة الفنجان وكانت شهرتها مدوية في الوسط الفني لكنني تعمدت أنا وسامية تبديل الفناجين خلسة فظهر كذبها وإدعاؤها وأذكر راهب الحوامدية الذي ذهبت إليه مع سعاد حسني وطلب منها شراء بيض من محل البقالة بجوار منزله البسيط ثم جلسنا علي الحصيرة ووضعت سعاد البيض أمامه فتدحرج البيض تلقائيا بعد أن قامت بوشوشته وتحرك باتجاه سعاد ثم وقع ثلاث مرات وأخبرها مسبقا أن وقوع البيض يعني فشلها الفني وبالفعل لم تنجح أخر أعمال سعاد بما يتفق مع مكانتها الفنية.. وقصة مشابهة مع نفس الراهب بطلها يوسف إدريس رفض حكاية البيض وقال للراهب علاقة( بالاكتوبلازم) وعبارات علمية فخيمة لم أفهمها فوضع الراهب مسبحة خشبية وحدث ما حدث مع سعاد وغضب السادات علي يوسف إدريس وخرج رحمه الله مندهشا مرتبكا لكنني أؤمن بكذب المنجمين ولو صدقوا أيضا.
    كيف بدأت فكرة حكاوي القهاوي أشهر برامجك الذي استمر13 عاما ونجح في إحداث ثغرة في برامج ماسبيرو التقليدية في الأستوديوهات؟
    بعد انتهائي من الدراسة الجامعية التحقت بمعهد السينما قسم سيناريو وتعرفت علي خليل شوقي المخرج زوج المرحومة أماني ناشد وبدأنا معا في برنامج( كاميرا9) وقررت أن يكون إنسانيا وفاجأتها ليلة رأس السنة بالتصوير في قسم الوايلي لرصد الحوادث والشجارات التي تحدث في هذه الليلة وليس في فندق من خلال حفل استعراضي كالمعتاد لقد تزامنت بداية مسيرتي المهنية في أوائل الستينيات عقب تخرجي في الجامعة مع نشأة التليفزيون تقريبا وكان مليئا بالكبار ولكني اقتحمت عالمهم في أواخر الستينيات فالمعدون الأوائل للبرامج آنذاك كانوا صفوة الكتاب والمفكرين أنيس منصور ومفيد فوزي ورؤوف توفيق ولكني عاهدت نفسي أن يكون لي مذاق خاص ومسار مختلف وقررت ألا استضيف الممثلين والنجوم إلا إذا كانت هناك لحظة مرتبطة بهذا النجم ولم يفطن لها أحد ففريد شوقي علي سبيل المثال ضرب نفسه بالقلم بعد طلاقه من هدي سلطان مواقف استثنائية جدا ولم يكن الأمر هينا وتعرفت علي سامية الأتربي وحجبت عنها في البداية طبيعة البرنامج الأصلية وأخبرت رئيسة التليفزيون سهير الأتربي أننا سنقوم بالتصوير في قهوة قتشتمر بالظاهر والتي كان يجلس عليها نجيب محفوظ في بعض فترات حياته علي أن نقوم بالتسجيل مع الفنانين أو الوزراء كما كان معتادا آنذاك وقمت بتسجيل مقدمات عشر حلقات كجزء من خدعتي لها ولكنها ألحت في السؤال عن مصير الفنانين فصارحتها وقلت لها لقد وصلنا إلي الخط الفاصل أنا رجل أعشق الشارع ولا أحب إلا الناس البسطاء فإذا كان يروق لك ذلك وتريدين أن تفقدي عقلك وتسيري في سكة الجنان فعلي الرحب والسعة وإلا هذا فراق مؤقت بيننا فوافقت علي الفور وأنا أشعر بالامتنان لها لثقتها, ثم جلست رحمها الله تسمعني بكل شغف ولم ندع محافظة في مصر لم نذهب إليها من شمالها إلي جنوبها فقدمت حلقات عن أصحاب الحرف والمهن التي تعتمد علي الكلام( الكلمنجي) وعن الملحنين والفنانين الشعبيين المغمورين وأصحاب الحرف الغريبة والقديمة والمهمشة فقدمت أول حلقات عن مؤرخ الترام وشيخ الرياضيين عبد الكريم صقر وأول طبيبة مصرية وتدعي هيلانة سيدراوس وقصر السكاكيني باشا واتفقت مع سامية أنه ليس ضروريا أن يتم التصوير في قهوة اتساقا مع اسم البرنامج وقررنا أن تكون مصر كلها قهوة فنحضر ترابيزة وكراسي خيزران وبراد الشاي واستخدمت موهبتي الزجلية في وضع مقدمات للبرامج والحمد لله أصبحت برامجي مدرسة في التلقائية لها مريدون ساروا علي نهجها فيما بعد.
    الا تشعر ببعض الحساسية حين يطلق عليك معد بعد أن امتزجت هذه الكلمة بالسطحية والنقل الحرفي عن الآخرين؟
    بالقطع فالأمر تغير كثيرا في السنوات الأخيرة فكلمة اعداد كانت تتضمن أبعادا عديدة اختفت كلها الآن فأنا كنت أتدخل في الإعداد بما تعنيه هذه الكلمة من معان بدءا من اسم البرنامج وطريقة كتابة التتر وأسلوب المذيعة واختيار الموسيقي بالتعاون مع المخرج ومقدمة البرنامج وبذلك كنت أعيد الصياغة إذا جاز التعبير للأجواء والشخصيات فكنت أقدم برنامج كانت أيام الذي يتحدث عن الآثار الإسلامية لمدة ثماني سنوات وكان يستنطق الحجر لكن الآن معظم المعدين يستخدمون الإنترنت ومعلوماته قشور والنت مثلما أرسي ثقافة جديدة فقد ألغي بدوره ثقافة التقصي والبحث الميداني إلي حد بعيد في العمل التليفزيوني ويقال والصحفي أيضا فالمعد الحق يجب أن يتسلح بالقراءة والمعرفة ويكون ملما بالفن والتشكيلي لأنه يوسع المدارك ومعظم برامجي يربطها خيط واحد لا يتغير وهو الحركة في كل الأحوال سواء فكريا أن مكانيا التي يحفظها الناس إلي الآن وبفضل تلقائية وصدق المذيعة القديرة سامية الأتربي.
    قمت بكتابة سيناريو الفيلم التسجيلي حارة نجيب محفوظ عقب فوزه بجائزة نوبل فما هي أبرز مفردات عالمه التي حرصت علي إظهارها خاصة أنك كنت قمت بتصويره شخصيا في أماكنه المفضلة؟
    وبعد فوزه بنوبل رشحتني المخرجة المبدعة سميحة الغنيمي لكتابة السيناريو ووضع كمال الطويل الموسيقي التصويرية وشعرت أنني أمام تحد كبير فالفيلم عن أعظم روائي عربي فهو شديد المصرية لا يحب مباهج القصور أيضا يهوي الأزقة وواقعيته التي تتبدي تحت منظاره عينان تقرآن مصر تستخلصان ما بين السطور فبحثت عن عالمه الخاص جدا في رواياته واستشعرت أنه خير من يعبر عنه فالشخصيات الروائية أخلد وأبقي في بعض الأحيان من الشخصيات العادية ووضعت العديد من الأسئلة التي حذفناها ومن خلال إجاباته عن فترة الكرة الشراب في الجمالية وفتوات الحسينية والعوالم في الثلاثينيات والعربجي وهو عالم الحرافيش علي وجه التحديد استطاعت كاميرا رمسيس مرزوق أن تصهر عالمه في صورة فنية بديعة وحين شاهد الفيلم سألني ضاحكا كيف عثرت علي فتوة الحسينية عباس حجازي وزميله لاعب الكرة وعرض الفيلم في أوروبا وحصل علي العديد من الجوائز وهو من أندر الأعمال التي تجسد مسيرة هذا الروائي العظيم في حياته.
    فيلم رحلة العائلة المقدسة من أشهر أعمالك التسجيلية حصد نجاحا كبيرا فهل تعتقد أنه ساهم في تقليص الفجوة المعرفية بين المصريين عن رحلة المسيح إلي مصر أم أن الموضوع أعقد من ذلك؟
    عرض الفيلم أول مرة بمناسبة الألفية الثانية وحظي بنجاح عالمي وكان دافعي الأول هو المساهمة ولو بقدر قليل في إلقاء الضوء علي الحقبة المسيحية التي أعقبت رحلة المسيح إلي مصر وإظهار فترة الصراع بين الكنيسة المصرية وكنيسة روما وهي فترة غاية في الأهمية تؤكد وطنية الأقباط وارتباطهم الشديد بمصر وتظل رحلة المسيح إلي مصر أهم رحلة في تاريخ مصر علي مر العصور حيث كشفت النقاب عن طيبة المصريين ووداعتهم وأكدت أن مصر هي حصن الأمان ببشرها ونيلها وجبالها التي أوت العذراء وطفلها الصغير وفي الإنجيل نص صريح يقول اذهب إلي مصر ونص آخر ارجع إلي فلسطين وقد استمرت الرحلة ثلاث سنوات بدأت من بيت لحم وانتهت في أسيوط وكل مكان استقر فيه المسيح تحول فيما بعد إلي كنيسة أو دير وأشهرها دير جبر الطير في المنيا ودير المحرق في أسيوط وكنيسة المعادي وشجرة مريم بالمطرية.. أتمني أن توضع مزارات العائلة المقدسة علي خريطة السياحة العالمية وفق خطة محددة وستصبح مصدرا سياحيا هائلا لو قدر لها النجاح علما بأن مصر صاحبة أقدم رهبنة في العالم وأنا أعتبر الدير نوعا من المرجعية فكل إنسان يبحث عن نقطة أمان أو ضوء في هذا العالم المعتم, فحياة الرهبان علي خشونتها وزهدها تمثل أرقي أنواع الاختيار وتظل مصر غنية بأديرتها العتيقة والتي جسدتها في فيلم تسجيلي أيضا ومن الأفلام التسجيلية التي أعتز بهاب أيضا فيلم النيل الذي يروي قصة النهر من المنبع إلي المصب ويطرح سؤالا محوريا مفاده: لماذا لم تظهر حضارة عبر كل دول النهر التي يقطعها إلا في مصر؟ وخلصت إلي أن المصريين روضوا هذا النهر العنيد ومن ثم فمصر ليست هبة النيل كما يقول هيرودت ولكنها هبة المصريين!! وأبرزت مفهوم التوحد الذي يجمعنا عبر العصور من خلال المعتقدات المختلفة التي انصهرت في النهاية لتصبح الشخصية المصرية ثرية وشديدة الخصوصية.
    كنت مشاركا في ثورة25 يناير في ميدان التحرير في أكبر حشد بشري شهدته مصر فما الذي استخلصته بحاستك الفنية من الميدان الذي لم يكن له مارتن لوثر أو زعيم إصلاحي معروف؟
    يضحك قائلا: مصر كلها كانت في التحرير والبعض يحرص علي تأكيد تواجده ولكن عبقرية ميدان التحرير تكمن في أنه دائرة ليس لها بداية أو نهاية ولا يمكن تربيعها ولا يمكن أن تتحول لكيان هرمي له صفة التراتبية فثورة يناير من وجهة نظري أعظم من ثورة1919 لأن الأخيرة اشتعلت عقب نفي سعد زغلول وهدأت بعودته ولكن ثورة يناير أحدثت صدمة كهربائية شديدة وأجبرت مبارك علي التنحي وأيقظت روحا كانت كامنة تنبأ بها توفيق الحكيم في عودة الوعي.
    بعض الآراء تسترجع ما حدث منذ25 يناير وحتي الآن وتري أنه يرقي لنبوءات الأنبياء هل تري في ذلك تهويلا؟
    ما حدث في التحرير كان أقرب للخوارق أكثر من الواقع المعاش ويذكرني بنبوءات نوسترادموس الذي تنبأ بالحرب العالمية الأولي والثانية وسقوط هتلر ونهاية صدام حسين ويحفز الذاكرة برؤية يوحنا المعمدان في سفر الرؤيا.. وكانت موضعا لإلهام صناع السينما في11 فيلما عالميا ثم جاءت الثورات العربية تتوالي كالأحلام في اليمن وليبيا في منطقة كانت تتخذ من حكمة جنكيزخان شعارا حيث قام بقتل كل أشقائه لكي لا يرثه أحد فكل جيل كان حريصا علي إقصاء الجيل التالي له وأنا أعكف الآن علي كتابة فيلم تسجيلي عن ثورة يناير وتنحي مبارك اسمه آخر رجال الرئيس من خلال قصة شخصية أحد حراسه الذين تتم برمجتهم ويتبع خطواته أينما ذهب ولا يعي الحقيقة لأنه لو تفتح وعيه لتحول من حارس إلي قاتل ويكتشف هذا الرجل حقيقة الأوضاع في مصر حين يسمع خطاب التنحي لمبارك علي كوبري قصر النيل فينتحر بسلاحه الميري ماديا بعد أن انتحر مبارك معنويا بتنحيه ناقدا وتلك هي المعالجة الخلاقة للواقع وإعادة صياغتها بشكل فني مؤثر.
    بعد الثورات يخرج كل شئ إلي الشارع كما حدث في الثورة الفرنسية حين ترك الأدب الصالونات ونزل إلي الشارع فهل تشعر أن أمواج الثورة بلغت منتهاها ووصلت لأغلبية الشعب؟
    ما حدث في ميدان التحرير منذ25 يناير وحتي تنحي مبارك اسميته كريم شانتيه أختفي سريعا والآن يتم تقسيم الكعكة بين الغرماء ولا أعتقد أن الثورة وصلت لـ85 مليون مصري الكثيرين منهم يعانون من الأمية التي تعوق أي تقدم ديمقراطي أتمني أن نعود لاسم مصر كما ورد في الكتب المقدسة خاليا من أي إضافات وإلي علمنا الأخضر( رمز الخير والنماء) بدلا من الألوان الثلاثة التي تتشابه مع أعلام العديد من الدول أما أحداث الثورة فلم ترو بعد وربما استغرق الأمر عشر سنوات علي الأقل حتي تسقط الأقنعة وتظهر الحقائق.. فالثورات يكتنز تاريخها بالأدعياء وعلمتنا الحياة أن الحقائق تكون أحيانا أغرب من الخيال.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 7:16 pm