تاريخ في تاريخ مصر لن ننساة بدايه التغيير10/2/2011

قال ليون بانيتا رئيس المخابرات المركزية الأمريكية اليوم الخميس أن الاحتمال قوي أن يتنحى الرئيس حسني مبارك الليلة. وأضاف بانيتا أمام جلسة للكونجرس " يوجد احتمال قوي أن يتنحى مبارك هذا المساء وهو ما سيكون مهما فيما يتعلق بما نأمل أن يكون انتقالا منظما في مصر".

أذاعت قناة النيل للأخبار أن الرئيس حسنى مبارك سيوجه بيانا للأمة من مقر الرئاسة فى القاهرة الليلة.

أعلنت قناة النيل للاخبار
أنه الان يجتمع الرئيس مبارك مع نائبه في مقر الرئاسه بمصر الجديدة

عن قناة النيل للاخبار
يجتمع الان الرئيس مبارك اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء أحمد شفيق في مقر رئاسه الجمهوريه بمصر الجديدة
ومن المنتظر ظهور مبارك في بيان علي الهواء مباشرةبعد قليل
ووسط ترقب شعبي وتكهنات حول البيان خصوصا بعد بيان المجلس الاعلي للقوات المسلحه

أعلن الرئيس حسني مبارك أنه فوض سلطاته لنائبه عمر سليمان وفق ما يحدده الدستور، وأنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة، كما طلب من مجلس الشعب تعديل خمسة مواد من الدستور هى 76 و77 88 و93 و198 و تقدم بطلب لإلغاء مادة سادسة هى 179 بما يفتح الباب أمام إلغاء قانون الطوارىء فور عودة الهدوء إلى البلاد. وتعهد الرئيس مبارك بتهيئة الظروف لإجراء إنتخابات رئاسية نزيهة.
وفي خطاب وجهه عبر التليفزيون مساء اليوم قدم الرئيس مبارك اعتذاره لأهالي ضحايا المظاهرات، مؤكدا أن دماء الضحايا لن تضيع هدرا وسيحاسب المسئولين عن العنف، وأعلن أنه لا يقبل إملاءات من الخارج.

طالب عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية في كلمة مساء اليوم شباب الثورة بالعودة لديارهم وأعمالهم، معلنا تعهده بتنفيذ مطالبهم والحفاظ على مكتسباتهم، مؤكدا التزامه بإجراء كل ما يلزم لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة وفقا للدستور.
وعبر عن تعهده بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في الحوار الوطني، قائلا إن حركة شباب 25 يناير أحدثت تغييرا هاما في مسار الديمقراطية، موضحا أن ما أعلنه الرئيس اليوم يؤكد من جديد حسه الوطني وانحيازه للمطالب المشروعة للشعب كما يبرهن على إدراكه لخطورة المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر اليوم.
جاءت كلمة سليمان بعد خطاب مبارك التي تضمنت تفويض صلاحيات الرئيس له

سيطرت حالة من الغضب علي غالبية المتظاهرين الذين إمتلأ بهم ميدان التحرير الليلة، عقب القاء الرئيس حسني مبارك بيانه إلي الأمة والذي أعلن فيه تفويض صلاحياته إلي نائبه عمر سليمان ، وهتف متظاهرون كثيرون ضد النظام، مرددين "ارحل .. ارحل .. الشعب يريد إسقاط النظام".
و شهد الميدان لحظات من الصمت أثناء اعلان الرئيس مبارك تفويض نائبه عمر سليمان لصلاحيات رئيس الجمهورية .
وفور انتهاء الخطاب سادت حالة من الوجوم وانخرط عدد من الشباب والفتيات في بكاء وصرخات هيستيرية بكلمة أرحل.
ثم أنطلق الميدان كله بكلمة واحدة وهي أرحل أرحل.

وقام بعض المواطنين الذين توافدوا في ميدان التحرير، بمظاهرات بشوارع منطقة وسط البلد حاملين العلم المصري، ورددوا هتافات معادية للنظام، ولكل المؤسسات الأمنية بالدولة.
وهددوا بمظاهرة مليونية غداً الجمعة، يتم التحرك فيها إلي جميع الميادين بالقاهرة وقصور الرئاسة، بعد أن قالوا إن أملهم في الخطاب الذي وجهوا الرئيس خاب، حيث كانوا يأملون في أن يقوم الرئيس بالتنحي ونقل السلطة سلمياً إلي اللواء عمر سليمان نائب الرئيس، ولكن جاءت كلمات الرئيس كالصاعقة عليهم، الأمر تسبب في حالة من السخط واليأس، وطالب مجموعات كبيرة من المتظاهرين بالتوجه إلي قصر العروبة، وطلب آخرون بالتوجه إلي التليفزيون، وطالبت مجموعة أخري برحيل الرئيس.
وعلي مدار 3 ساعات كاملة توافد عشرات المواطنين إلي ساحة ميدان التحرير عقب قيام القوات المسلحة بإصدار البيان الأول لها، وعلقوا أنظارهم علي شاشات العرض التي قام المتظاهرون بوضعها في الميدان لنقل وبث الخطاب، وقبل أن ينتهي الرئيس من خطابه، تيقن المتظاهرون بأن الخطاب لن يأتي بجديد، مما تسبب في حالة إحباط عامة منددين بسياسة الظلم والاستبداد.
كما اكتظت شوارع منطقة وسط البلد والمقاهي الكائنة بشوارع العاصمة، الذين جلسوا لمشاهدة الخطاب، وعقب انتهاء الخطاب، اكتظت الشوارع مرة أخري، وسادت حالة من الفوضي.
فيما اعرب بعض الشباب الذين توافدوا إلي ساحة الميدان، عن وجود نية صادقة لدي الرئيس في تنفيذ وعوده، أملين في أن يتحقق حلم الشباب المتظاهرين في الميدان من أجل التغيير ومستقبل أفضل لمصر.
وعقب انتهاء الخطاب انصرفت مجموعات غفيرة من المتظاهرين عائدين إلي منازلهم.
وكان المتظاهرون قد شاهدوا خطاب الرئيس مبارك من خلال شاشة ضخمة في أحد أركان الميدان واستمع الباقون عبر الهواتف المحمولة . .
وفور أنتهاء الخطاب انصرفت المستشارة تهاني الجبالي نائب ؤئيس المحكمة الدستورية العليا التي أستمعت الى الخطاب وسط المحتجين وعلقت قائلة أن خطاب الرئيس مبارك ليس فيه جديد وأنه لا يلبي طموحات المحتجين.
وقال عبد العظيم المغربي نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب أن الثورة أعلنت منذ أول يوم أن هدفها الأول رحيل الرئيس مبارك وبما أن هذا الهدف لم يتحقق ويتم الالتفاف عليه فإن الثورة مستمرة حتى رحيل الرئيس مبارك.
وقال أكرم ابراهيم أحد المعتصمين باكيا في الميدان" هو عايز كام واحد يموت علشان يمشي".
وقد تجمهر عدد كبير من المعتصمين في الميدان حول الدبابات في مداخل الميدان قائلين بهتاف "واحد اثنين الجيش المصري فين" .
وقد أعلنت كل الأذاعات الداخلية في ميدان التحرير عن استمرار الاعتصام حتى رحيل الرئيس مبارك.
وكانت تصريحات الدكتور حسام بدراوي لمحطة السي أن أن عن خطوة سوف يتخذها الرئيس مبارك لتلبية مطالب الشعب قد أشاعت جوا من شبه اليقين أن الرئيس مبارك سوف يعلن تنحيه اليوم عن رئاسة الجمهورية.

"بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة المواطنون، الأبناء شباب مصر وشاباتها اتوجه بحديث اليوم لشباب مصر بميدان التحرير وعلى اتساع ارضها ، اتوجه اليكم جميعا بحديث من القلب حديث الأب لأبنائه وبناته أقول لكم انني اعتز بكم رمزا لجيل مصري جديد .
وقال الرئيس حسني مبارك في كلمته التي وجهها الى الامة مساء أمس من مقر الرئاسة بمصر الجديدة ان المواد التي طلب تعديلها من الدستور هي المواد 76 و 77 و 88 و 93 و 179 و 189 فضلا عن الغاء المادة 179 من الدستور .
و أعلن الرئيس حسني مبارك في كلمته التي وجهها الى الامة مساء أمس عن تفويض سلطاته الى نائبه عمر سليمان .

أكد السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهوريةأن ما أعلنه الرئيس حسني مبارك في كلمته للامة مساء امس يؤكد حسه الوطني وانحيازه لمطالب الشعب.
وقال سليمان في كلمة له الى الشعب مساء اليوم التزامه بإجراء كل ما يلزم لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة وفقا للدستور .
كما أكد فى وقت سابق أن بعض الجمل من تصريحاته لقناة‏(‏ إيه‏.‏ بي‏.‏ سي‏)‏ الأمريكيةأخذت علي محمل غير صحيح وخاصة تعليقه حول التحول الديمقراطي في مصر‏,‏ حيث أكد أنه مؤمن بالديمقراطية‏.‏ وقال أننا نسعي لأن تنتشر ثقافة الديمقراطية بمصر‏,‏ وإن أي تفسير آخر لهذه العبارات هو تفسير مغلوط وفي غير محله‏.‏
وأكد نائب رئيس الجمهورية في بيان له أمس أنه أكد في أكثر من بيان تقديره لحركة شباب‏25‏ يناير‏,‏ وأنها تحرك يؤكد الديمقراطية التي تعيشها مصر‏,‏ موضحا أن الحوار الوطني الذي يجريه والتعديلات الدستورية التي تم طرحها من أهم دعائم ودلائل هذا التحول الديمقراطي‏.

تصاعدت ردود الأفعال الغاضبة بين المتظاهرين في ميدان التحرير عقب قيام عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية، بإلقاء خطابه الذي وجهه إلي جموع المتظاهرين في الميدان وطالبهم فيه بالعودة إلي منازلهم وأعمالهم. وقد هتف المتظاهرون عقب انتهاء الخطاب ورددوا قائلين " مش هانمشي"، " ولا عمر .. ولا سليمان.. كلنا قاعدين في الميدان". وقامت بعض الإذاعات المتواجدة في ميدان التحرير بإذاعة بعض الأغاني الوطنية، والخطب الحماسية التي تلهب مشاعر المتظاهرين الشباب وتدعوهم إلي عدم ترك أماكنهم. كما قام عدد من الشعراء بإلقاء أبيات شعرية تحث علي البقاء مع المتظاهرين، إلي جانب استخدام جميع الإذاعات المتواجدة في الميدان لتثبيت المتظاهرين الذين قرروا الإنصراف بعد خطاب نائب الرئيس عمر سليمان. وقام بعض المتظاهرين بالسير وسط ساحة المكان يناشدون فيها الشباب بالثبات في أماكنهم ومواصلة التظاهر والثورة التي بدأوها منذ 17 يوماً، رغم الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة.
أكد المتظاهرون أن الحكومة والنظام بدأوا في الإستجابة لمطالبهم، لذلك مازالوا مصرين علي مطلبهم الرئيسي وهو إسقاط النظام وتنحي الرئيس.
عقب انتهاء خطاب نائب الرئيس عمر سليمان انخفضت الأعداد المتواجدة في ميدان التحرير وبدأ عدد كبير منهم فى الانصراف إلي منازلهم، بعضهم في حالة رضا، والآخر في حالة غضب وتفكير في المستقبل. وهناك فئة مازالت متمسكة بالبقاء في أرض الميدان، حتى يتم تنفيذ مطلبهم.
أثناء خروج المتظاهرين، يقوم بعض أفراد اللجان المخصصة لتأمين المتظاهرين، بدق الطبول والهتاف والحث علي عودة المتظاهرين والدخول إلي الميدان مرة أخري، والدعوة إلي مظاهرة مليونية. بينما قامت القوات المسلحة بالوقوف علي جميع المنافذ المؤدية إلي ساحة ميدان التحرير لتأمين وحماية المتظاهرين، سواء الوافدين أو الخارجين، أو المقيمين، عقب قيام بعض الأشخاص بنشر شائعة أن هناك مظاهرة لتأييد الرئيس سوف تأتي إلي ميدان التحرير، وقد تم تأمين كافة المداخل وتفتيش جميع الوافدين تفتيشاً ذاتياً، والإطلاع علي هوياتهم منعاً لوقوع أي اشتباكات بين الفريقين.
أدي انصراف عدد كبير من المواطنين إلي امتلاء الشوارع بالمواطنين، رغم حالة فرض حظر التجوال، ولم تمنعهم القوات المسلحة من المرور بأمان.

10 فبراير 2010 يوم لن ينساه المصريون .. يوم استمر فيه تحدى المصريين لعناد الواقع سعياً فى حياة كريمة ، يبنى المصريون قواعد وطنهم على أسس العدل والمساواة..وهو يوم اشرقت فيه مصر شمسها بإعلان الدكتور أحمد زويل أن مصر تستحق نظاما جديدا نشطا ، مطالبا الرئيس مبارك بالتنحى عن الحكم وتشكيل حكومية انتقالية ، وقال :"شعب مصر سيحقق مايريد".
من رأى زويل مصري ، إلى رد فعل دولى ، حيث قال بن رودز مستشار الأمن القومىالأمريكي :إن موقف الإدارة الأمريكية من الوضع فى مصر يقوم نقاط ثلاث ، أولها احترام الحقوق العامة للشعب المصرى ، والالتزام بعدم العنف ، وضرورة التغيير السياسى من خلال فترة للانتقال السلس للسلطة الذى يجب أن يتم دون تأخير، ويحقق تقدمًا لا رجعة فيه ويشعر به الشعب فى مصر بما يلبى مطالبه.
الموقف الأمريكى تجاه الثورة المصرية ، بدا متناقضا منذ قيامها ، على عكس موقف المتظاهرين فى ميدان التحرير منذ أول يوم ، فمطالبهم كانت ، ولازالت محددة ، وتكررت اليوم فى بيان قالوا إنه لن يقبل القسمة على اثنين ، فرحيل الرئيس مبارك عن الحكم جاء على قائمة المطالب ، تلى ذلك ،إلغاء العمل بقانون الطوارئ وجهاز مباحث أمن الدولة ، وإعلان نائب الرئيس عمر سليمان التزامه بعدم الترشح فى انتخابات الرئاسة القادمة ، وحل مجلسي الشعب والشورى ، والإفراج عن كل المعتقلين منذ 25 يناير ، وإنهاء حظر التجوال لعودة الحياة الطبيعية فى كل أنحاء البلاد ، وإلغاء الحرس الجامعى.
على مدى أيام سابقة ، حاولت بعض القوى السياسية "ركوب الموجة" بإعلانها التحدث باسم المتظاهرين ، الأمر الذى نفاه المحتجون بالتحرير"مئة مرة" لكن اليوم جاء نفيهم قاطعاً بتأكيدهم عدم تفويضهم أو اختيارهم لأى قيادة موحدة ، واستنكروا محاولات بعض الأحزاب والحركات ، فرض نفسها كقادة للميدان ، رافضين ما ادعاه هؤلاء بتفويض المتظاهرين لهم أو الإختيار من قبل أى ائتلاف أو مجلس أو إطار.
انتصف ظهر يوم 10 فيراير ، بتصريح متكرر لمسئول أمريكى قال فيه ، إن حكومة الرئيس باراك أوباما تراقب عن كثب التأثيرات الاقتصادية الناجمة للأزمة السياسية في مصر، وتعتقد أن التقدم تجاه الإصلاحات الديمقراطية سيسهم في إنهاء عدم الاستقرار الاقتصادي.
ميدانياً ، جاءت عبارة الناشط وائل غنيم "مستعد للموت من أجل قضية التغيير ولن يقف أحد فى وجه تحقيق تطلعاتنا" لتشعل حماس المتظاهرين فى ميدان التحرير ، خاصة وأنه وجه هذه العبارة لنائب رئيس الجمهورية عمر سليمان ، وقال:" الوقت الحالى لم يعد وقت مفاوضات".
على عكس مايطالب به المتظاهرون فى ميدان التحرير ، خرج وزير الخارجية أحمد أبو الغيط "ليلوح" إلى أن الجيش قد يتدخل لحماية الأمن القومى إذا ماحاول المغامرون انتزاع السلطة ، وذلك فى إشارة واضحة إلى المحتجين الذين يطالبون بتغييرات شاملة فى النظام الحاكم.
لم تكن مطالب المتظاهرين بالإنقلاب على الفساد ، وقطع فتيل الظلم والديكتاتورية ، مقتصرة على الوضع فى مصر، إنما أعلنوا تضامنهم مع الشعب الإيرانى الذى قالوا فى بيان لهم عصر اليوم أنه يواجه أبشع صور الديكتاتورية والظلم والفساد ، إلى الصين التى انتقدت بشدة ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من ضغط على الرئيس مبارك بالتنحى عن الحكم فورا ، ، وقال بيان لوزارة خارجيتها : يجب أن يحدد الشعب المصرى شئونه ، بعيدا عن إملاءات خارجية خاصة من الولايات المتحدة.
ومع غياب تدريجى لشمس يوم العاشر من فبراير ، بدأ التخبط يسيطر على أراء رجال الدولة حول ما سيحتويه خطاب الرئيس مبارك الذى تم الإعلان عنه فى تمام السادسة مساءً ، فمنهم من قال إن مبارك سيتنحى عن رئاسة الجمهورية ، والآخر تكهن بأن مبارك سيستجيب لمطالب الشعب فى خطابه .
ظهر التخبط عبر الهواء مباشرة ،وعلى شاشات الفضائيات ، و كان للدكتور حسام بدراوى الأمين العام للحزب وأمين لجنة السياسات الأسبقية فى التناقض عندما توقع أن يستجيب الرئيس لمطالب الشعب ، وقال نصا: طلبت من الرئيس مبارك الإستجابة لمطالب المتظاهرين . لكنه لم يحدد أى مطالب نقلها للرئيس مبارك كى يتم الإستجابة لها.
من وجة نظر حكومية ، كان للفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء "تكهن" آخر بشأن مسار خطاب مبارك ، عندما قال إن تنحى الرئيس وتسليم السلطة لنائبه عمر سليمان ، أمر مطروح على البحث ، فيما أوردت شبكة سى إن إن الإخبارية ، حول هذا السياق ، تكهنات جديدة بورود أنباء عن تسليم الرئيس مبارك السلطة للقوات المسلحة ، تحاشيا لغضب المظاهرات التى تقرر تنظيمها الجمعة.
وسط كل ذلك ، عاد رئيس الحكومة إلي الظهور من جديد على قناة العربية الفضائية قائلا إن الرئيس مبارك مازال فى موقعه ولم يتم اتخاذ أى شئ حتى الآن والأمور تسير على ماهى عليه ، ولم يتم اصدار قرار من قريب أو بعيد بشأن ترك مبارك للسلطة ، وكان ذلك عقب صدور البيان رقم 1 للمجلس الآعلى للقوات المسلحة.
فى هذه الأثناء ، خرج ليون بانيتا رئيس المخابرات المركزية الأمريكية فى محاولة لتبييض ماء وجهه أمام شعبه بعدما فشلت الجهاز الذى يرأسه فى توقع ثورة الشباب المصرى ، وقال إن الإحتمال الأقوى أن يتنحى مبارك هذا المساء.
زاد من التكهنات السياسية حول الخطاب المنتظر، عندما عقد الرئيس مبارك اجتماعا مع نائبه عمر سليمان بمقر رئاسة الجمهورية ، أعقبه اجتماع مع أحمد شفيق رئيس الحكومة ، وهنا خرج محللون سياسيون على شاشات الفضائيات لتحليل المقابلتين ، لدرجة أن أحد المحللين السياسيين قام على قناة "سي إن إ" بتحليل ذلك على أساس أن مبارك يريد "توديع سليمان وشفيق قبل التنحى".
وبعبارت تجهل ماستسفر عنه اللحظات المقبلة التى تسبق خطاب مبارك ، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن إدارته تتابع عن كثب مايحدث فى مصر ، وأن أمريكا ستقوم بكل مابوسعها لعدم انتقال طبيعى للسلطة فى مصر ، ومن حق الشعب المصرى تحديد مصيره.
على الصعيد الإسرائيلى تجاه مايحدث فى مصر من مظاهرات ، اتخذت تكهنات الساسة الإسرائيليين طريق " الإستخفاف" بالأحداث ، من خلال فتح مواقع المراهنات الإسرائيلية الكثير من الجبهات واللينكات لتوقع ماسيؤول إليه خطاب الرئيس مبارك لكن اللافت للنظر ان غالبية من شاركوا فى الرهان مقابل مبلغ من المال توقعوا أن يكون عمر سليمان هو القائم بأعمال الرئيس بعد تفويضه بذلك .
ثم جاءت لحظة ، عندما ظهر الرئيس حوالي الساعة الحادية عشرة إلا الربع مساء ليحسم الجدل ويفوض عمر سليمان للقيام بمهام سلطاته ، وذلك فى خطاب انقسم عليه متظاهرو ميدان التحرير ، أعقبه خطاب لـ"سليمان" دعا فيه شباب مصر إلى العودة إلى ديارهم ، وعاهدهم على حماية الوطن وتحقيق باقى مطالبهم ، لكن لايزال الإنقسام فى الرأى يبدو مسيطراً على الساحة السياسية ، وتنتهى آخر دقائق فى اليوم العاشر من فبراير بحصول نائب الرئيس على صلاحيات الرئيس للمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث ، وتبدأ أولى لحظات اليوم الحادى عشر ، بمستقبل غامض ، لكن إلى متى سيستمر هذا الغموض؟.

11/2/2011
احتشد آلاف من المتظاهرين الغاضبين عقب صلاة الجمعة أمام كل من قصر رأس التين بمنطقة بحرى ومبنى الإذاعة والتليفزيون.

أصر المتظاهرون على استمرار الاعتصام، والذى قد يصل إلى حد العصيان المدنى، إذا ما استمر الرئيس على تعنته فى رفضه مطالب شعبه، مرددين الهتافات التى تطالبه بالرحيل والتنحى عن السلطة هو ونائبه الذى فقد شعبيته سريعا.
تظاهر اليوم المئات بمدينة رأس غارب شمال محافظة البحر الأحمر، مطالبين بتنحى الرئيس مبارك وعمر سليمان وإسقاط النظام فيما شهدت باقى مدن محافظة البحر الأحمر هدوءاً، حيث لم تشهد مدينة الغردقة أى تظاهرات حتى الآن ولزم المواطنون منازلهم وكذا مدن سفاجا والقصير ومرسى علم وحلايب وشلاتين.
خرج اليوم أكثر من 100 ألف متظاهر من جميع مساجد محافظة الشرقية فى مظاهرة حاشدة سليمة أمام النصب التذكارى للجندى المجهول وسط مدينة الزقازيق عقب أداء صلاة الجمعة استجابة للنداء الذى وجه أئمة المساجد اليوم فى خطبة الجمعة التى دعت للتصدى للفساد والاستشهاد بعدل حكم سيدنا عمر بن الخطاب.

وتوافد المتظاهرون من جميع مراكز المحافظ للمطالبة بمحاسبة النظام بأكمله والتحفظ على أموال رموزه وتولى القوات المسلحة أمور البلاد لتنفيذ مطالبه لعدم ثقته فى رموز النظام السابق.

وردد المتظاهرون "الله أكبر يسقط حسنى مبارك.. الله أكبر تحيا مصر.. ثورة ثورة حتى النصر"، كان شارك فيها قيادات وأمناء بالحزب الوطنى بالمحافظة وأساتذة جامعة الزقازيق والنقابات المهنية والعمالية وأيضًا الشيخ عبد الرحمن الرصد أحد مؤسس حركة جماعة الإخوان مسلمين بمصر، والذى قال إن الشباب استطاع أن يغير تاريخ مصر والوطن العربى ورد للمصريين كرامتهم، بينما دعا الأطباء فى كلمته إلى ضرورة التبرع بالدم.


انضم المئات من المواطنين إلى المظاهرات بمدينه قنا، ووصل عدد المتظاهرين إلى 4000 فى متظاهرة خرجت لتطوف شوارع المدينة للمطالبة بتنحى الرئيس مبارك.

كانت المظاهرات بدأت عقب صلاة الجمعة ووصل عدد المتظاهرين بها 1500 مواطن تقريبا فى ميدان الساعة واتجهوا إلى ميدان المحطة متجولين بشوارع المدينة وكان من بينهم عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومختلف القوى السياسية.

أكد المتظاهرون انعدام الثقة بين الشعب والحكومة مشيرين إلى أن بقاء الرئيس أثار غضب المواطنين.


نزل مئات الآلاف من المتظاهرين مجددًا إلى الشوارع الجمعة فى القاهرة والإسكندرية وعدة محافظات أخرى للمطالبة مجددًا برحيل حسنى مبارك رافضين الاكتفاء بتفويضه صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان وتعهدات الجيش بـ"ضمان" تنفيذ الإصلاحات السياسية التى وعد بها الرئيس المصرى.

وفى ميدان التحرير، الذى بات رمز الانتفاضة غير المسبوقة المطالبة بإسقاط مبارك الذى يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود، تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين لإعلان إصرارهم على رحيل مبارك بعد أن دعوا الجيش إلى أخذ موقف هاتفين "الجيش لازم يختار الشعب أو النظام".

وتدفقت الحشود فى العاصمة المصرية إلى حد أن حركة السير توقفت فى شارع رمسيس، أحد أكبر شرايين القاهرة الذى يربط وسط المدينة بمصر الجديدة، بسبب امتلائه بالمتظاهرين
احتشد ما يقرب من 7 آلاف متظاهر أمام نادى هليوبوليس الرياضى بمصر الجديدة وهى النقطة الأخيرة القريبة من قصر العروبة، لأن الجيش يفرض سياجاً مانعاً قوياً، وكان أمس قد توجه قرابة ألفى متظاهر من ميدان التحرير حتى قصر العروبة، وأصروا على المبيت هناك، وذلك عقب خطاب الرئيس مبارك مباشرة.

وصلت مسيرة حاشدة من محطة مترو الأوبرا، شارك فيها العشرات من المواطنين وأئمة المساجد والشباب من مختلف القوى السياسية إلى ميدان التحرير، للمشاركة فى المظاهرة المليونية المطالبة برحيل الرئيس مبارك ورفضهم خطابه أمس الذى أعلن فيه تفويضه لنائبه عمر سليمان. وردد المشاركون فى المسيرة "لرحل يا مبارك سيب فلوسنا وخد عيالك" رافضين التفاوض مع أى جهة إلا بعد تنحى الرئيس ورحيله خارج البلاد.

كما وصلت مسيرة إلى التحرير، شارك فيها الفنانون التشكيليون، رافضين ما يردده أحد المسئولين فى الدولة من تفويض الرئيس لنائبه، مؤكدين أنهم لن يرحلوا إلا برحيل مبارك، وتحقيق مطالب الشعب الممثلة فى حل البرلمان، وتعديل الدستور وجميع المطالب التى يرونها فى خدمة الشعب، رافعين لافتة "للشهيد الفنان أحمد يونس" مرددين (ارحل ارحل يا مبارك، ارحل ارحل يا سفاح).
انطلقت عقب صلاة الجمعة، مسيرات حاشدة من أماكن متفرقة من الإسكندرية، حيث انطلقت مسيرة مليونية حاشدة من أمام مسجد القائد إبراهيم تتجه نحو قصر الرئاسة برأس التين للاعتصام أمامها ومطالبة الجيش بالتدخل، وهى تردد هتافات تطالب برحيل الرئيس وإسقاط النظام.

كما انطلقت مسيرة حاشدة أخرى من شرق المدينة من مناطق العصافرة وسيدى بشر فى اتجاه مبنى الإذاعة والتليفزيون بمنطقة باكوس، كما انطلقت مسيرة أخرى حاشدة من غرب الإسكندرية تستهدف قصر رأس التين بمنطقة بحرى للاعتصام أمامه، تعبيرا عن رفضها التام لخطاب الرئيس مبارك أمس.

كانت المسيرات المتظاهرة قد انطلقت تجوب شوارع الإسكندرية مساء أمس، تعبيرا عن رفضها لخطاب الرئيس مبارك، حتى استقر حوالى 5 آلاف متظاهر أمام المنطقة الشمالية العسكرية للاعتصام أمامه حتى صباح اليوم الجمعة.

تشهد السويس اليوم، الجمعة، تظاهرات حاشدة تجوب شوارع السويس، يشارك فيها الآلاف من المواطنين بمشاركة القوى الوطنية والسياسية وجماعة الإخوان المسلمين والجمعية الوطنية للتغيير، وتنطلق التظاهرات من جميع مساجد السويس وأبرزها مسجد الشهداء والأربعين والأنصارى وتتجمع فى ميدان الشهداء "الإسعاف سابقاً"، كما يطلق عليه المواطنون.

هذا وقد سادت حالة من الغضب بين أبناء السويس بعد خطاب الرئيس ونائبه أمس وتوعدوا بمواصلة التظاهرات حتى رحيل النظام بالكامل.

ومن المتوقع أن تشهد مظاهرات اليوم أعداداً كبيرة من المتظاهرين بعد انضمام شرائح جديدة إليهم من عمال الشركات والمصانع التى شهدت عدة اعتصامات وإضرابات، وعدد كبير من أهالى الشهداء.

لأول مرة منذ 30 عاماً إلا 7 أشهر تشرق شمس نهار اليوم، السبت، على مصر بدون وجود لحسنى مبارك، الذى حمل أمس الجمعة لقب "رئيس سابق".

وبحلول اليوم السبت يبرز مشهدان، الأول استمرار الأفراح العارمة فى القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات برحيل نظام "مبارك" الذى يحكم قبضته على مصر منذ 1981، فمازال الآلاف من المصريين يفضلون البقاء فى الشوارع للاحتفال بـ"سقوط النظام" ويهتفون "الشعب خلاص..أسقط النظام" ويترحمون على أرواح الشهداء الذين قُدِّرت أعدادهم خلال "مظاهرات الغضب" بنحو 308 أغلبهم من الشباب.

أما المشهد الثانى فيتمثل فى حالةٍ من الترقب تسيطر على المصريين، وبخاصةً الشباب، فى انتظار البيان رقم "4" من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو البيان الذى من المنتظر أن يحدد الآليات التى ستسير بها شئون البلاد خلال المرحلة المقبلة وكيفية انتقال السلطة إلى نظام جديد يحدده الشعب.

وبعيداً عن هذين المشهدين، مازالت الأحداث المتلاحقة لثورة الشباب تجول بأذهان المصريين، ففى يوم الثلاثاء 25 يناير الماضى، الموافق عيد الشرطة، خرج عشرات الآلاف- بعد دعوة إلكترونية على موقع "الفيس بوك"- إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة بالتزامن مع تحركات احتجاجية بالمحافظات للمطالبة برحيل النظام، ليدوى هتافٌ بدا غير مألوفٍ على مسامع المصريين "الشعب يريد إسقاط النظام".

وفى نفس اليوم لجأت قوات الأمن إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى و"الخراطيش" لتفرقة المتظاهرين، الذين كانوا قد قرروا المبيت فى ميدان التحرير، وبالفعل تمكن الأمن من تفريقهم بعدما أفرط فى استخدام الغازات الخانقة، ولم يكتف بذلك بل ألقى القبض على العشرات من النشطاء والحقوقيين والإعلاميين.

وفى أيام 25 و 26 و 27 يناير تصاعدت الأحداث فى مدينة السويس، واشتبك المواطنون مع قوات الأمن ليتساقط القتلى والجرحى من المدنيين فى المدينة الساحلية، كما وقعت أحداث عنف فى الإسكندرية والإسماعيلية.

ثم جاءت "جمعة الغضب" فى 28 يناير لتُسقِط الحكومة والحزب الوطنى وتعلن عن نجاح المصريين فى إلحاق هزيمة غير مسبوقة بقوات الأمن التى انسحبت فجأة بعد صدور قرار من "مبارك" بنزول الجيش للشارع وفرض حظر التجول.

فى نفس الليلة نجح ما يزيد عن 100 ألف مصرى فى الوصول إلى ميدان التحرير وأعلنوا بدء الاعتصام على أرضه حتى يسقط مبارك، هذا التحرك تزامن مع انسحاب أمنى "غير مفهوم" من جانب وزارة الداخلية بكل تشكيلاتها.

وبوقوع "الفراغ الأمنى" بدأ المصريون فى الدفاع عن منازلهم ومنشآتهم وسياراتهم ضد "البلطجية" و"العناصر ذات الهوية الأمنية"، وظهرت "اللجان الشعبية" بكثافة فى الشوارع، تزامن ذلك مع تسمية "مبارك" مدير المخابرات عمر سليمان نائباً له مع تعيين أحمد شفيق، وزير الطيران السابق، كرئيس للوزراء بدلاً من د. أحمد نظيف الذى استقال هو وحكومته.

ومع استمرار المظاهرات الغاضبة ضد "مبارك" خرج الأخير مساء الثلاثاء 1 فبراير ليعلن أنه لن يترشح مجدداً لمنصب رئيس الجمهورية وأنه سيبدأ فى تعديل الدستور والاستجابة لأحكام القضاء فيما يتعلق بمدى صحة عضوية أعضاء البرلمان الجديد، لكن المتظاهرين فى "التحرير" كان لهم رأى مختلف إذ رفضوا الخطاب الثانى للرئيس السابق وأعلنوا استمرار اعتصامهم.

وفى اليوم التالى، الموافق 2 فبراير، ظهرت مسيرات محدودة تؤيد "بقاء مبارك"، وسرعان ما اتجهت إحدى هذه المسيرات إلى ميدان التحرير على وقع "الخيول والجمال" لتدور معركةٌ بين "بلطجية" يرفعون لافتات "نعم لمبارك" ومتظاهرين يقولون "لا لمبارك" ويدافعون عن أنفسهم ضد من يعتدون عليهم.

فى هذا اليوم سقط نحو 11 قتيلا وقارب عدد المصابين الـ1000، ورغم ذلك استمرت اعتداءات "البلطجية" على المتظاهرين طيلة ليل 2 فبراير وخلال ساعات النهار فى اليوم التالى، ليسقط مزيدٌ من القتلى من جانب شباب 25 يناير.

وفى يوم الجمعة الموافق 4 فبراير خرج ما يزيد عن 2 مليون متظاهر إلى ميدان التحرير للإصرار على مطالب شباب 25 يناير، ثم استمرت المظاهرات المليونية فى قلب العاصمة يوم الأحد 6 فبراير والثلاثاء 8 فبراير، وفى اليومين التاليين انتقل الآلاف من المتظاهرين إلى شارع مجلس الشعب واعتصموا أمام البرلمان ورئاسة الوزراء، يأتى ذلك فى الوقت الذى اندلعت فيه العشرات من الاحتجاجات الفئوية بالوزارات وأجهزة الحكومة والمصانع.

وفى مساء الخميس 10 فبراير خرج الرئيس "مبارك" على المصريين "الغاضبين" ليعلن أنه طلب تعديل 5 مواد فى الدستور وألغى مادة تتيح رفع حالة الطوارئ كما كشف عن استقراره على نقل صلاحياته لنائبه عمر سليمان.

إلا أن الجمعة 11 فبراير كان بمثابة "يوم الحسم"، فقد خرج ملايين المواطنين فى القاهرة الكبرى والإسكندرية والصعيد ومحافظات الدلتا والقناة للإعلان عن رفض الخطاب الثالث لـ"مبارك"، كما تحرك الآلاف من المحتجين إلى "أماكن حساسة" بالدولة على رأسها قصرى الرئاسة بمصر الجديدة ورأس التين بالإسكندرية ومبنى الإذاعة والتليفزيون المطل على نهر النيل.

ومع اشتداد "غضب الجماهير" وزيادة أعداد المتظاهرين أمام "ماسبيرو" و"قصر العروبة" وارتفاع الهتافات المعادية للنظام، خرج عمر سليمان على 85 مليون مصرى ليعلن أن "مبارك" لم يعد منذ تلك اللحظة رئيساً لمصر إذ قرر التنحى ونقل سلطة شئون البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى خرج ممثل عنه بعد دقائق ليلقى التحية العسكرية لشهداء "ثورة الشباب" ويعلن أن الجيش لن يكون بديلاً للشرعية التى يختارها الشعب.

الشرطة العسكرية في مصر تخلي ميدان التحرير
القاهرة (رويترز) - أخلت الشرطة العسكرية وجنود الجيش يوم الاثنين ميدان التحرير بوسط القاهرة من المحتجين الذين كانوا يعتصمون به لاكثر من أسبوعين.

لكن شاهدا من رويترز قال ان الاف المحتجين الذين يلوحون بعلم مصر عادوا بعد ذلك بقليل الى الميدان مما تسبب في توقف حركة السيارات.

وكان الجيش المصري قد وجه انذارا أخيرا يوم الاثنين لعشرات المحتجين في الميدان بوسط القاهرة الذي شكل قلب الحركة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك لاخلائه حتى تعود الحياة الى طبيعتها والا واجهوا الاعتقال.

ووقعت مشادات بين الجنود والمحتجين يوم الاحد في حين نجح الجيش في تسيير حركة المرور بالميدان. وأصر بعض المحتجين على البقاء عاقدين العزم على متابعة تنفيذ مطالبهم بالحكم المدني وارساء نظام حر وديمقراطي.

ويقول زعماء للمحتجين ان المصريين سيتظاهرون مجددا اذا لم تتم تلبية مطالبهم باجراء تغيير جذري. ويعتزمون تنظيم مسيرة يوم الجمعة للاحتفال بانتصار الثورة وربما تذكرة الجيش بقوة الشارع.

ويؤكد القادة العسكريون المصريون -الذين لعبوا دورا مهما في الثورة على مبارك بعدم محاولتهم اخمادها- سيطرتهم على البلاد بعد الاطاحة بمبارك.

ويحترم المصريون بوجه عام الجيش البالغ قوامه 470 الف فرد ولم يتعرض لانتقادات شعبية في عهد مبارك لكن البعض في المعارضة لايزال متشككا في نواياه.

وأثارت الثورة التي استمرت 18 يوما على حكم مبارك الذي دام 30 عاما موجة من الاحتجاجات بين الموظفين وحتى أفراد الشرطة. ويضغط الموظفون الغاضبون للحصول على صفقات أفضل.

ودخل مئات من رجال الشرطة المصرية بزيهم الرسمي وبملابس مدنية ميدان التحرير في وسط القاهرة يوم الاثنين لابداء تضامنهم مع المحتجين الذين أطاحوا بالرئيس مبارك.

وذكر شهود أنهم كانوا يلوحون بأعلام مصر ويرددون هتافات تبدي تضامنا مع المحتجين. وقال رجال الشرطة انهم يريدون تكريم شهداء الثورة.

وقرر المجلس الاعلى للقوات المسلحة أن يكون اليوم عطلة للبنوك بعد اضرابات في القطاع المصرفي اما الثلاثاء فهو عطلة رسمية بمناسبة المولد النبوي.

وعطل الجيش العمل بالدستور وحل البرلمان يوم الاحد وهي خطوات رحب بها من كانوا يعتبرون أنه كان يتم التلاعب بالاثنين من أجل أهداف مبارك الشخصية. وقال مصدر عسكري ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يعتزم اصدار أوامر تهدف الى وقف اي تعطل للحياة اليومية واعادة البلاد الى العمل.

وقال الجيش انه ستجري انتخابات حرة ونزيهة في اطار الدستور بعد تعديله لكنه لم يحدد جدولا زمنيا يتجاوز قوله انه سيدير البلاد "بصفة مؤقتة لمدة 6 أشهر أو انتهاء الانتخابات في البلاد وانتخاب رئيس الجمهورية."

وبعد أن أحدثت "ثورة النيل" زلزالا في الشرق الاوسط قالت الجزائر انها في غضون ايام سترفع حالة الطواريء المفروضة بالبلاد منذ 19 عاما مما يهديء المخاوف من أن تتصاعد الاحتجاجات الاخيرة التي شهدتها كما حدث في مصر وتونس.

وقال الجيش المصري انه سيلغي العمل بقانون الطواريء الذي بدأ تطبيقه بعد اغتيال انور السادات سلف مبارك وأبقى عليه الرئيس السابق لخنق المعارضة لكن الجيش لم يحدد جدولا زمنيا لهذا وهو ما أقلق المحتجين.

وستستمر الحكومة التي عينها مبارك الشهر الماضي كحكومة تسيير أعمال ترفع تقاريرها لقادة الجيش.

من ناحية أخرى قال الجيش مطلع هذا الاسبوع انه ملتزم بالتزامات مصر الدولية ومن بينها معاهدة السلام مع اسرائيل التي جرت اتصالات بين وزير دفاعها ونظيره المصري الذي يرأس المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

وقال رئيس الوزراء المصري احمد شفيق مطلع الاسبوع ان مبارك موجود حاليا في الفيلا الخاصة به بمنتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر.

وتظاهر مئات الموظفين امام فرع لبنك الاسكندرية بوسط القاهرة يوم الاحد ورددوا هتاف "ارحل... ارحل" الذي وجهوه لرؤسائهم.

وتظاهر ما لا يقل عن 500 شخص امام مبنى التلفزيون مطالبين بزيادة الرواتب.

وقالت صفاء محمد جودة (52 عاما) وهي أرملة لها خمسة ابناء لرويترز "لو وزعوا مليارات الدولارات التي سرقها مبارك على 80 مليون مصري كانت ستكفي."

وقال احمد علي (37 عاما) الكبار يسرقون والصغار

وشهدت هيئات حكومية احتجاجات واعتصامات واضرابات من بينها البورصة وشركات للمنسوجات وشركات للصلب ومنظمات اعلامية وهيئة البريد والسكك الحديدية ووزارتي الثقافة والصحة.

وعبر الموظفون عن عدد من الشكاوي. ويجمعهم شعور جديد بالقدرة على التعبير علنا في حقبة ما بعد مبارك.

غير أن الجيش حريص على عودة الحياة الى طبيعتها في مصر وتدوير عجلة الاقتصاد الذي تضرر بسبب الاحداث الاخيرة واعادة السائحين وجذب الاستثمارات الاجنبية.

وقال مصدر بالجيش ان من المتوقع أن يصدر المجلس الاعلى للقوات المسلحة أمرا بحظر اجتماعات النقابات العمالية او النقابات المهنية مما يمنع الاضرابات ويدفع المصريين للعودة الى العمل.

وأضاف المصدر أن الجيش سيوجه تحذيرا ايضا لمن يتسببون في اشاعة " الفوضى والاخلال بالنظام" لكنه أشار الى أن الجيش سيقر الحق في الاحتجاج

الشـعب يريد تطــهير البـــلاد
القاهرة ـ من سمير السيد‏:‏

في مظاهرات مليونية شهدتها عدة محافظات طوال يوم أمس ـ كان أبرزها مظاهرة ميدان التحرير بالعاصمة‏,‏ وكذلك بالإسكندرية‏,‏ والسويس‏,‏ والمنصورة‏,‏ وسائر المدن الكبري والصغري ردد الملايين في إصرار كبير‏:‏ الشعب يريد تطهير البلاد‏.‏

وأكدوا ـ خلال احتفالاتهم بانتصار ثورة الخامس والعشرين من يناير ـ إصرارهم علي تحقيق جميع مطالب الثورة‏.‏
وتشمل المطالب‏:‏ إلغاء حالة الطوارئ‏,‏ والإفراج الفوري عن المعتقلين والمسجونين السياسيين‏,‏ وتشكيل لجنة للتحقيق في جرائم وزارة الداخلية‏,‏ ومحاكمة الجناة بشكل عاجل وملاحقة رموز الفساد من النظام السابق وتقديمهم لمحاكمة عاجلة‏,‏ وإقالة حكومة أحمد شفيق‏,‏ وعدم تمكين نائب الرئيس السابق عمر سليمان من تولي أي منصب سياسي أو سيادي أو أي من رموز النظام السابقين‏,‏ وتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية المستقلة تدير شئون البلاد لفترة انتقالية وتهيئ لاجراء انتخابات حرة ونزيهة‏.‏
كما تشمل المطالب إطلاق حرية تكوين الأحزاب علي أسس مدنية دون قيد أو شرط وبمجرد الإخطار‏,‏ وإصدار قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية وإجراء الانتخابات تحت مسئولية هيئة مستقلة بعيدا عن وزارة الداخلية وتحت إشراف قضائي كامل‏,‏ وإطلاق حرية الإعلام وتداول المعلومات وحرية التنظيم النقابي وتكوين منظمات المجتمع المدني‏,‏ وإلغاء جميع المحاكمات الاستثنائية والمحاكمات العسكرية للمدنيين‏,‏ وإلغاء كل الأحكام التي صدرت بحق مدنيين من خلالها‏.‏
وأدي الملايين صلاة الجمعة أمس بميدان التحرير خلف الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين‏,‏ وذلك في إطار احتفالات انتصار الثورة‏,‏ كما أدي الإخوة المسيحيون الصلاة ابتهاجا بهذه المناسبة‏.‏ وشارك الجميع في تكريم شهداء الثورة‏.‏
وحرص الشيخ القرضاوي ـ في مستهل خطبة الجمعة علي مخاطبة المسلمين والمسيحيين معا‏,‏ مؤكدا أن جميع فئات المجتمع المصري شاركت في الثورة وحققت انتصارها‏.‏
وقال‏:‏ إن اليوم هو يوم أبناء مصر جميعا‏,‏ مسلمين وأقباطا‏,‏ داعيا الشعب المصري إلي التمسك بوحدته‏,‏ ومحذرا من محاولات المنافقين ـ الذين يلبسون كل يوم وجها جديداولباسا جديدا ـ سرقة الثورة‏.‏
وخاطب القرضاوي الشباب قائلا‏:‏ حافظوا علي الثورة‏,‏ واحذروا المنافقين‏..‏ كونوا علي يقظة‏,‏ واستمروا في الحفاظ علي وحدتكم‏..‏ إياكم أن يدخل بينكم من يفسد الصلة الطيبة التي جمعت بينكم في الميدان‏.‏
وحرص الشيخ القرضاوي علي تلاوة آيات القرآن الكريم التي تندد بفساد فرعون وحاشيته خلال فترة حكمه مصر‏,‏ وذلك في أثناء أداء الصلاة‏.‏ وعقب الصلاة أدي الملايين صلاة الغائب علي أرواح الشهداء‏,‏ وفور انتهاء الصلاة دوت الهتافات في ميدان التحرير‏:‏ الله أكبر تحيا مصر‏..‏ الشعب يريد تطهير البلاد‏..‏ ولا حسني ولا نظامه‏..‏ ولا حزبه ولا أعوانه‏..‏ حسني مبارك ساب القصر وأعوانه لن يحكموا مصر‏..‏ ارفع راسك فوق‏..‏ أنت مصري‏.‏
وكسا العديد من الفنانين التشكيليين أرض ميدان التحرير بالعديد من الرسومات التي تظهر قوة الشعب المصري‏,‏ ورسموا العديد من الصور التي جسدت آمالهم في تحقيق أهداف الثورة‏.‏
وأنهت اللجنة التنسيقية المنظمة لفعاليات جمعة النصر برنامج الحفل في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر حرصا علي حياة المتظاهرين بعد إصابة عدد كبير بحالات اغماء بسبب الزحام الشديد‏,‏ وذلك عقب تقديم بعض فقرات من الحفل‏.‏
وتضم اللجنة‏6‏ تحالفات هي ائتلاف شباب ثورة‏25‏ يناير و مجلس أمناء الثورة وتحالف ثوار مصر وحركة شباب‏25‏ يناير ومصر الحرة واكاديميون مستقلون‏.‏
من جهة أخري شكلت الجمعية الوطنية للتغيير والبرلمان الشعبي وجبهة دعم الثورة‏,‏ لجنة من الدكتور حسام عيسي وشاهندة مقلد والدكتور محمد البلتاجي لتسليم المجلس الأعلي للقوات المسلحة خطابا يتضمن مطالب الثورة‏.‏

سقط جدار الخوف‏..‏ ارتفع جدار الأمل‏..‏
بعدما تعالت صيحات الثوار‏..‏ وتحمل المجلس الأعلي للقوات المسلحة مهمة الوفاء بالمطالب الشعبية المشروعة‏..‏وفي ميدان التحرير سألنا ماذا يريد المواطن في العهد الجديد‏,‏ لنستمر كلنا ملتفين حول علم مصر بيد واحدة علي كل شبر من ارضها‏..‏ لنترك رسالة لكل من يحاول ايقاف مواصلة المشوار‏.‏

في البداية ناشد وجدي خالد بكتابة جملة مصر الحضارة علي جوانب القطارات والأتوبيسات في شتي المحافظات‏,‏ مع إقامة دعوه عامة يختار فيها الشباب مايتمنون تحقيقه من أهداف لصالح مصر خلال الفترة المقبلة بعدما ننقل لهم حسب رؤي عمرو عطا وبشري فايز وخالد الهواري تجربة الدول الغربية في الارتقاء بأمتهم‏,‏ بجانب قيام الدولة بإعادة النظر في الدراسات الابحاث المقدمة في المجالات المختلفة والتي علي رأسها العلاقات الاجتماعية والزحف العمراني والتلوث البيئي‏.‏ ويكون ذلك في رأي جمال علي ومحمد عادل وإبراهيم سمير برعاية الحكومة لحملات لغزو الصحراء ورفع العشوائيات والقضاء علي البطالة وإلغاء الوساطة في الوظائف بجانب تلبية احتياجات المناطق الشعبية من نظافة ومرافق وخدمات وما إلي ذلك‏,‏ في ظل تفعيل دور المنظمات الخدمية والاهتمام بالتعليم لتحقيق نهضة محمودة بجانب تنظيم رحلات ثقافية وتشجيعية للشباب للترويج لمصر ثقافيا وصناعيا دون أن ننسي في رأي سناء الشافعي إن ذلك سيتحقق بإنصات المسئولين والمحافظين لما يعانيه المواطن من إهمال بعامة وما يحدث ببعض كمائن التفتيش وأقسام الشرطة بخاصة‏,‏ مع المراقبة والمحاسبة الدورية للمديرين الذين يبثون الرعب والجبن في نفوس مرؤوسيهم حسبما أشار هشام فواز ومحسن عارف وماجدة حماد لإيجاد ثقة متبادلة بين الحكومة والشعب‏.‏
فيما أعرب محمد جاهين ومصري أحمد وكرم حامد بضرورة إعادة النظر ي خطة التنمية الاقتصادية دون انتظار إعانات من أي دولة أخري‏,‏ وهذا يكون عبر التعلم من التجربة الصينية التي يري يوسف سمير أنه يمكن الاستفادة منها بعد عمل دراسة جدوي لإنتاج منتج ينافسها في الجودة والسعر‏.‏
وجاء حرص راوية خليفة وأحمد مختار وثناء عامر علي استخدام التاريخ في تربية الأبناء من أجل تعليمهم ماهية الانتماء وتحفيزهم علي تغيير بعض العادات السلبية‏,‏ ومناشدة الجميع بعدم التقصير في تأدية عملهم متكئين علي جملة علي قدر فلوسهم إذا أردنا الارتقاء بأنفسنا‏..‏
واستكمالا لحالة التوحد الشعبي دعا أشرف إسماعيل ويوسف محمود بتحديد يوم عمل وليس إجازة للاحتفاء بعلم مصر مع تجميع عدد من الفنانين التشكيليين لرسم لوحة فنية علي جدران المنازل يتخللها علم مصر‏.‏