في أشد وأصعب أوقات الثورة في ميدان التحرير بالقاهرة أتى أحمد بطرفة ممزوجة بالوجع يحمل لافته مكتوبا عليها "امشي يا مش مبارك"، ثم تتناسى الجموع بعض أوجاعها ويشاركونه في تبادل النكات.
وظل المتظاهرون العزل من أي سلاح يواجهون به القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وأحيانا الرصاص الحي، يفتشون عن سلاح آخر يحاربون به, لا يسقط قتلى وجرحى، ولكنه يرسم البسمة التي تخفي أوجاعا طالت سنوات.
فالمشهد في ميدان التحرير كان يحمل مشاعر متضاربة، أحيانا تسود مشاعر الخوف والقلق على مستقبل الورود التي تفتحت في الميدان، ولكن في الغالب كانت تتبدل هذه المشاعر عندما تجد إحدى الفتيات تحمل لافته مكتوبا عليها "ارحل بقى عايزة أدخل الحمام".
وهذه فتاة أخرى تأتي من بعيد وقد اشتد بها الغيظ فتحمل لافته مكتوبا عليها "يا لزقة أمريكاني مش عاوزينك تاني".
أما دعاء فإقامتها بمدينة الشيخ زايد التي تبعد كثيرا عن ميدان التحرير لم تساعدها على تغيير ملابسها، وربما صممت على عدم تغييرها حتى يرحل النظام، فحملت لافته مكتوبا عليها "امشي بقى عايزة استحمى"، وآخر يحمل لافتة "ارحل بقى إيدي وجعتني".
ومن شيخ عجوز يرفع لافتة مكتوبا عليها "آخر طلعة جوية هتكون للسعودية"، إلى شاب متزوج منذ 20 يوما فقط اشتاق إلى زوجته التي وقف رحيل مبارك حاجزا بينها وبينه يظهر لافتة "ارحل بقي مراتي وحشتني"، حتى طفل نائم ملتحفا لافتة مكتوبا عليها "لما يمشي صحوني".
أما حازم فيقول إن زوجته على وشك أن تلد لكنها حذرة تتحسب شيئا ما "الولية عايزة تولد والواد مش عايز يشوفك"، وآخر أنفق معطفه في سبيل التعبير عن إرادته فكتب عليه "لازم ترحل لأني خلاص ضحيت بالجاكيت".
بينما يظهر شاب آخر نفد الورق منه فلم يجد أي شيء يكتب عليه سوى جسده "الورق خلص أعمل لك إيه تاني".
نكتة سياسية
وهكذا الإنسان المصري معروف بأنه "ابن نكتة"، وأقدم نكتة سياسية مكتوبة في العالم فرعونية.
ولم يسلم الرئيسان الراحلان جمال عبد الناصر أو أنور السادات من نكات المصريين مع اختلاف الباعث، فالنكتة في عهد عبد الناصر كانت نتيجة لاختلاف وجهات النظر.
وكانت النكتة في عهد أنور السادات هي روح السخرية والفكاهة المواكبة لخصائص في شخصية السادات نفسه. أما النكتة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك فجاءت ممزوجة باليأس وفقدان الأمل.
وإذا كان البريطانيون اشتهروا بإجادتهم النكات السياسية فإن شباب ثورة 25 يناير قد تفوقوا عليهم بلافتات خطوا عليها عبارات طريفة في الظاهر مضمونها أبكاهم طويلا، مما جعل للثورة الشعبية المصرية نكهة خاصة.
ولم يكف هؤلاء الشباب عن تأليف النكت حتى بعد رحيل النظام، فقد قالوا للرئيس المخلوع "أنت زعلت يا ريس ولا إيه؟ إحنا كنا بنهزر معاك، كنت معانا في الكاميرا الخفية"، فتعقب سيدة "لو عايز تذيع هنذيع".
وظل المتظاهرون العزل من أي سلاح يواجهون به القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وأحيانا الرصاص الحي، يفتشون عن سلاح آخر يحاربون به, لا يسقط قتلى وجرحى، ولكنه يرسم البسمة التي تخفي أوجاعا طالت سنوات.
فالمشهد في ميدان التحرير كان يحمل مشاعر متضاربة، أحيانا تسود مشاعر الخوف والقلق على مستقبل الورود التي تفتحت في الميدان، ولكن في الغالب كانت تتبدل هذه المشاعر عندما تجد إحدى الفتيات تحمل لافته مكتوبا عليها "ارحل بقى عايزة أدخل الحمام".
وهذه فتاة أخرى تأتي من بعيد وقد اشتد بها الغيظ فتحمل لافته مكتوبا عليها "يا لزقة أمريكاني مش عاوزينك تاني".
أما دعاء فإقامتها بمدينة الشيخ زايد التي تبعد كثيرا عن ميدان التحرير لم تساعدها على تغيير ملابسها، وربما صممت على عدم تغييرها حتى يرحل النظام، فحملت لافته مكتوبا عليها "امشي بقى عايزة استحمى"، وآخر يحمل لافتة "ارحل بقى إيدي وجعتني".
ومن شيخ عجوز يرفع لافتة مكتوبا عليها "آخر طلعة جوية هتكون للسعودية"، إلى شاب متزوج منذ 20 يوما فقط اشتاق إلى زوجته التي وقف رحيل مبارك حاجزا بينها وبينه يظهر لافتة "ارحل بقي مراتي وحشتني"، حتى طفل نائم ملتحفا لافتة مكتوبا عليها "لما يمشي صحوني".
أما حازم فيقول إن زوجته على وشك أن تلد لكنها حذرة تتحسب شيئا ما "الولية عايزة تولد والواد مش عايز يشوفك"، وآخر أنفق معطفه في سبيل التعبير عن إرادته فكتب عليه "لازم ترحل لأني خلاص ضحيت بالجاكيت".
بينما يظهر شاب آخر نفد الورق منه فلم يجد أي شيء يكتب عليه سوى جسده "الورق خلص أعمل لك إيه تاني".
نكتة سياسية
وهكذا الإنسان المصري معروف بأنه "ابن نكتة"، وأقدم نكتة سياسية مكتوبة في العالم فرعونية.
ولم يسلم الرئيسان الراحلان جمال عبد الناصر أو أنور السادات من نكات المصريين مع اختلاف الباعث، فالنكتة في عهد عبد الناصر كانت نتيجة لاختلاف وجهات النظر.
وكانت النكتة في عهد أنور السادات هي روح السخرية والفكاهة المواكبة لخصائص في شخصية السادات نفسه. أما النكتة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك فجاءت ممزوجة باليأس وفقدان الأمل.
وإذا كان البريطانيون اشتهروا بإجادتهم النكات السياسية فإن شباب ثورة 25 يناير قد تفوقوا عليهم بلافتات خطوا عليها عبارات طريفة في الظاهر مضمونها أبكاهم طويلا، مما جعل للثورة الشعبية المصرية نكهة خاصة.
ولم يكف هؤلاء الشباب عن تأليف النكت حتى بعد رحيل النظام، فقد قالوا للرئيس المخلوع "أنت زعلت يا ريس ولا إيه؟ إحنا كنا بنهزر معاك، كنت معانا في الكاميرا الخفية"، فتعقب سيدة "لو عايز تذيع هنذيع".
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد