اليوم ينطلق الحوار الوطني بقيادة الدكتور عبدالعزيز حجازي.. وربما لا يعرف نصف الشعب المصري خاصة أجيال الشباب من هو الدكتور حجازي.
ودون تجاوز.. هناك أوصاف عديدة يمكن اطلاقها عليه, فهو أحد خبراء المال والاقتصاد البارزين ـ وهو أحد حكماء مصر.. كما انه رجل دولة بالمعني العلمي والعملي.. لكن أنسب الأوصاف ربما يكون رجل المهام الوطنية الصعبة.. فقد كان اختيار عبدالناصر له لتولي حقيبة المالية عقب النكسة.. ووقع عليه اختيار السادات ليرأس مجلس الوزراء عقب حرب أكتوبر في واحدة من أهم محطات العمل الوطني.. والآن تولي مسئولية الحوار الوطني في لحظة فارقة من تاريخ مصر. الحوار مع الدكتور عبدالعزيز حجازي أصبح ضرورة ليكشف لنا عن خريطة طريق الحوار الوطني الذي يعول عليه كثيرون باعتباره الفنار الذي قد يهدي سفينة مصر الثورة إلي شاطئ الأمان والانطلاق.. وإلي نص الحوار:
> عقب الجلسة الوحيدة للحوار الوطني.. ثار جدل مثير حوله وحول جدواه.. فلماذا قبلت المهمة؟
ـ لم أتردد لحظة في قبول التكليف.. ودافعي كان وطنيا خالصا, تدعمه60 عاما من الخبرة في العمل العام.
> لكن الحوار ليس حكوميا, بل هو عمل أهلي أو شعبي؟
ـ كان ذلك أيضا أحد أسباب قبولي للمهمة, أولا لأن الناس تريد بالفعل حوارا شعبيا.. وثانيا لأنني أمتلك الخبرة المطلوبة في التعامل مع المجتمع المدني والمنظمات الأهلية, فأنا رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية. وأتابع30 ألف جمعية أهلية والكثير من المؤسسات, وأعايش العمل المدني, وبالمناسبة فقد قدمنا مشروع قانون للحكومة السابقة لتطوير وتفعيل النشاط المدني, لكن لم يجد اهتماما.. وإذا اضفنا إلي خبرتي بالعمل, خبرتي في العمل الحكومي, سيكون سهلا معرفة لماذا قبلت التكليف بإدارة ملف الحوار الوطني.
> ما هي الأولوية.. وهل تحتاج مصر إصلاحا سياسيا أولا أم اصلاحا اجتماعيا أم اقتصاديا؟
ـ الصورة ليست وردية بالطبع.. وهناك مشكلات عديدة نتيجة الانفلات الأمني والاحتجاجات الفئوية, ونحتاج بالفعل للكثير من الوقت لايجاد منظومة جديدة لمجموعة من السياسات والبرامج والآليات التي تهدف إلي تمهيد الأرض أمام مصر الجديدة, واعتقد أن الأساس هو الاهتمام بالانسان المصري الجديد, ويجب أن يهدف العمل إلي هذا الانسان الذي يحتاج رعاية صحية وتعليمية واقتصادية واجتماعية, وهنا فلا أذيع سرا, عندما أقول إنني أرسلت في مارس2010 مذكرة للرئيس مبارك تحتوي علي شرح للوضع المتأزم في مصر, وتحدثت فيها عن البطالة والفقر والغلاء, وطالبت بالدعوة لمؤتمر وطني علي غرار المؤتمر الذي دشن به ولايته في بداية الثمانينيات. وبالطبع لم يحدث شيء. ومن خلال رئاستي للاتحاد العام للجمعيات الأهلية, كنت بصدد عقد هذا المؤتمر, خاصة أن لدينا بحوثا ودراسات عديدة ترصد وتحدد الحلول لمشاكل الفقر والبطالة, وكنت أريد تخصيص5 مليارات جنيه لحل مشاكل العشوائيات ولكن لم يحدث شيء.
> علميا.. ما هي محاور وأهداف الحوار الوطني الذي ينطلق اليوم؟
ـ بعد التشاور مع جهات وخبراء وقوي عديدة حددنا5 محاور للحوار وهي:
1 ـ الديمقراطية وحقوق الانسان وما يندرج فيها من نظام الحكم في مصر والسلطة التنفيذية والقضايا الخاصة بالممارسة نحو حكم نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان.
2 ـ المحور الثاني: التنمية البشرية والاجتماعية ومحورة الانسان المصري واحتياجاته من تعليم وتنمية مهاراته وبحيث يخدم التعليم السوق المصرية, والحاجة ملحة الآن لتنمية مهارات العقل المصري لاننا وللأسف نجد أن الهنود والباكستانيين تفوقوا علي المصريين في سوق العمالة بدول الخليج. كذلك التركيز علي محاربة الفقر وسوف أعرض تجارب ناجحة لـ10 دول تغلبت علي الفقر, ونحن في مصر لدينا أكثر من1000 قرية معدومة, كذلك يستعرض تجربة بنك الطعام, وتجربة احدي الجمعيات القبطية التي تعمل في صعيد مصر بشكل فعال حتي يعلم الناس أن البلد فيه خير لكن لابد من العمل.
المحور الثالث: التنمية الاقتصادية والمالية وكل ما يخص قضايا الملكية, لابد أن يحسم لأن بمصر7 مصادر أساسية للدخل وهي الانتاج الزراعي, والانتاج الصناعي والسياحة وقناة السويس والانتاج الحربي والبترول. وتمويلات المصريين العاملين بالخارج. وهناك مشاكل مالية مثل عجز الموازنات والقروض والميزان التجاري والمدفوعات والاحتياطي المصري الذي كان36 مليارا ثم اصبح31 مليارا.
ونحن بطرح هذه المحاور نحدد مواضيع محددة حتي لا يتحول الحوار إلي مكلمة ونحن نعرض المشاكل والأطروحات للمناقشة لاقرار الصالح منها.
المحور الرابع: الثقافة وحوار الأديان والإعلام. وأنا أركز علي أهمية هذا المحور لأنه يمثل ويشكل ويعبر عن الوجدان من موسيقي وأدب وشعر ونحن بلد صاحب حضارة عظيمة. سواء فرعونية أو إسلامية أو قبطية. ولابد أن يستعيد الشعب المصري حضارته وطاقته. والمرحلة المقبلة مهمة ودور الثقافة مهم للغاية. وحوار الأديان سوف تخصص له جلسة خاصة لأن التطرف والفتن الطائفية التي تحدث بين الحين والحين, أمر جديد علي الحياة المصرية. وهذا موضوع أخلاقي بحت لأن الناس ابتعدت عن القيم والأخلاق السماوية.
المحور الخامس: ماذا بعد مبارك وثورة52 يناير وشكل العلاقة مع أمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وإسرائيل. وهناك العديد من الدراسات عن هذه العلاقات والشراكات وهذا من أجل وضع رؤية مستقبلية لمصر.
> وكيف سيتم مناقشة هذه المحاور في جلسات الحوار الوطني التي ستبدأ اليوم؟
ـ اليوم الأول لجلسات الحوار سوف يبدأ بجلسة افتتاحية بحضور15 شخصية عامة. وهم اللجنة الاستشارية التي تم اختيارها من أفراد ليس لديهم انتماءات أو إتجاهات يختلف الناس عليها ليعرض عليهم ما تم التوصل إليه ثم يعقبها جلسة خاصة بالشباب وحدهم ليعبروا عن هويتهم وهدفهم وأفكارهم ورؤاهم للمستقبل ثم يتم مناقشة الشباب لأفكارهم مع المحاضرين.
> ما هي القواعد التي تم علي أساسها اختيار المشاركين ومن هم المشاركون في هذا الحوار؟
ـ طلبنا من جميع الأحزاب والنقابات والاتحادات العمالية ومراكز الشباب والجامعات وكل الهيئات المعنية بالدولة ترشيح من يمثلها للمشاركة في الحوار. علي أن ترشح كل جهة فردا لتمثيلها في جلسات الحوار, وبالفعل وجدنا اهتماما كبيرا للمشاركة لدرجة أن كثيرا من الأحزاب والجامعات أرسلت الينا اكثر من مرشح واحد.
> وماذا عن الشباب بعد ظهور عدد من الكيانات الجديدة بعد الثورة؟
ـ نحن نخاطب بالفعل الآن41 تجمعا شبابيا حتي يرسلوا الينا مرشحين من جانبهم. كما أن لدينا عددا من الشباب في اللجنة الاستشارية المكونة من51 عضوا.
> هل سيكون الحوار ممثلا لجميع محافظات مصر؟
ـ هذا أهم ما في الموضوع.. لأننا قررنا منذ اللحظة الأولي أن يكون الحوار شعبيا علي مستوي مصر كلها, وليس علي مستوي القاهرة أو الجيزة. وبالتالي نعمل الآن علي تكوين وحدات للحوار في كل المحافظات, وسوف يتم تشكيلها من ممثلين من الجامعات واتحادات العمال, والنقابات الفرعية, ومراكز الشباب, وفروع الأحزاب والجمعيات الأهلية. ومن خلال هؤلاء ستنشأ لجنة للحوار. وهؤلاء سوف يدعون من خلال اللجنة للعمل علي المحاور التي سوف نقرها.
> هل هناك مدي زمني محدد للحوار الوطني؟
ـ من المقرر أن تبدأ اليوم الأربعاء أولي الجلسات في الحادية عشرة, صباحا بمقر وزارة التنمية الإدارية وتنتهي آخر يونيه, وخلال هذه الفترة سننتهي من المناقشات وبعدها سنكون بصدد التوصيات التي ستمثل شكلا جديدا لاستمرار هذا الحوار.
> وفقا لخبراتك ووسط الحديث عن نهب المال العام والذي تخطت أرقامه المليارات حسب ما تطالعنا به وسائل الإعلام. هل تتوقع أن تعود هذه الأموال؟
ـ لا نريد أن تكون هناك آمال في الهواء. وأي أموال سترد سيعاد استخدامها لصالح البلد.
> هل لديك ثقة في ان تتجاوز مصر هذه المرحلة الحرجة؟
ـ اعتقد ذلك ومن واقع تجربتي الشخصية وأنا عملت عام68وبعد النكسة واستطعنا أن نعبر هذه الأزمة.
> في رأيك متي سيعود المستثمر المصري. وماذا نفعل حتي نجذبهم الينا مرة أخري؟
ـ يجب إنهاء المحاكمات بأسرع وقت ممكن مع جميع ضمانات النزاهة والشفافية. كذلك يجب أن يعلم الناس ان الغني ليس عيبا. ولكن العيب عدم مساعدة الأغنياء للفقراء. وكل الأديان السماوية ليست ضد الغني والأغنياء. وأنا أذكر عام74ذهبت لدول الخليج وعدت بمليار جنيه, كذلك ذهبت لإيران وعدت بمليار جنيه, وأيضا لانه كان هناك ثقة فيما يحدث في مصر وفي شخصي وأعترف انه كان هناك الكثير من القيادات في هذه الدول من تلاميذي. وهنا أهمية العلاقات بين الدول.
الاهرام
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد