الإسلام في روسيا.. بين ماضي ابن فضلان وحاضر ميدفيديف
رسالة موسكو: د. سامي عمارة
ميدفيديف
000 السلافي) في مطلع القرن العاشر الميلادي مبشرا بالاسلام يذكر الكثيرون نادرة طالما حرص الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف علي ترديدها في لحظات الصفاء.
يقول جورباتشوف ان مبعوثي الخليفة نجحوا في اقناع قيصر روسيا بفضائل الاسلام ما جعله يعلن قبوله دينا رسميا للأمة الروسية ويأمر بحمل الشراب وتبادل الانخاب احتفالا بهذه المناسبة. لكنه سرعان ما عاد عن قراره حين رفض الضيوف العرب مجاراته تمسكا بمبادئ الدين الحنيف الذي يحرم الشراب. فقد اطلقها القيصر حاسمة مانعة لا حاجة لنا بدين يحرم الشراب, حيث قالها مقدمة لتحول رعاياه الي اعتناق المسيحية الارثوذكسية ممن يبلغ عددهم اليوم نسبة80% من ابناء الدولة الروسية التي يزيد تعدادها علي140 مليون نسمة في الوقت الذي يزيد فيه عدد مسلمي روسيا عن العشرين مليونا.
وبغض النظر عن صحة ما سمعناه عن جورباتشوف فإن الاسلام استطاع ان يتسلل رغم كل اجراءات القمع والمنع التي سادت ذلك الزمان وما تلته من سنوات عجاف ابان الحكم الشيوعي الي افئدة الكثيرين من ابناء القوقاز وآسيا الوسطي ممن اورثوه الابناء والاحفاد والذين اعادوا له هيبته ومكانته بعد خصام مع الدين والمتدينين طال الي ما يقرب من سبعة قرون. وكان الاسلام عنصرا اساسيا في ادبيات تلك العصور ومنها ما سجله شاعر روسيا الاعظم الكسندر بوشكين في رائعته يات قرآنية وما تناوله نيكولاي جوجول في كتاباته عن ازدهار الحضارة الاسلامية ابان فترة حكم هارون الرشيد.وها هو يعود اكثر قوة من ذي قبل وبدعم صريح من الدولة مع اولي سنوات البيريسترويكا في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بعد ان وجدت فيه السبيل المناسب لمواجهة الكثير من تجاوزات الماضي وإن شابت المسيرة اخطاء ارتكبها بعض ذوي الافكار المتطرفة ممن نجحوا في فرض توجهاتهم تحت ستار الحركات القومية والنزعات الانفصالية مثلما حدث في الشيشان في مطلع تسعينيات ذلك القرن.
علي ان الدولة الروسية سرعان ما استطاعت واعتمادا علي ذوي الافكار النيرة وفهم صحيح الاسلام وبمساعدة العديد من البلدان الاسلامية الحيلولة دون الانجراف الي تيارات التطرف والارهاب. وعاد المسلمون في روسيا الي ممارسة شعائرهم الدينية وافتتاح مساجدهم القديمة وتأسيس الكثير الجديد منها والتي يتراوح عددها اليوم حسب تصريحات عبد الواحد نيازوف رئيس المركز الاسلامي الروسي بين7500-10,000 مسجد في مختلف ارجاء الوطن وإن انتشر اكثرها في جمهوريات القوقاز والاورال, أي في داغستان والشيشان وانجوشيتيا وتتارستان وبشكيريا. ورغم ما يبدو وكأنه كثرة في عدد المساجد قال نيازوف بندرته في بعض المناطق مثل موسكو العاصمة والتي يقتصر فيها العدد علي سبعة مساجد رغم ان عدد المسلمين فيها يتجاوز المليونين حسب تقديـــرات الشــسيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية ورئيس مجلس المفتين وفي سان بطرسبورج التي لا يوجد بها سوي مسجدين اثنين رغم ان عدد المسلمين فيها يتجاوز المليون!. وما دام الشيء بالشيء يذكر نشير هنا الي قصور سياسات الدولة في الماضي القريب والتي ادي فشلها في معالجة الصراعات القومية في القوقاز الي اندلاع الحركات الانفصالية مثلما حدث في الشيشان التي ظهر فيها من حاول تنفيذ اجندته الداخلية بمساعدة خارجية كانت لها وبطبيعة الحال اهدافها الذاتية.
ويذكر الكثيرون ان المقاتلين الشيشان ممن سقطت غالبيتهم في شرك الفهم غير الصحيح للإسلام اعلنوا' الجهاد' ضد روسيا رغبة في تأسيس الخلافة الاسلامية ما كان يعني الخطر المباشر الذي يهدد وحدة اراضي واستقرار الدولة الروسية المتعددة الاعراق والقوميات والاديان.
واذا كانت القيادة الروسية مع تولي فلاديمير بوتين رئاسة الحكومة الروسية في صيف عام1999 قد نجحت في التصدي للحركات الارهابية والانفصالية في الشيشان فان ما تلا ذلك من احداث يقول إن الطريق لا يزال طويلا وان الاوضاع لا تزال في حاجة الي معالجات صحيحة قد يكون منها ما اقدمت عليه القيادات الدينية مؤخرا حول توحيد صفوفها استجابة لدعوة من الشيخ طلعت تاج الدين الذي دعا الي تشكيل لجنة توفيقية لبحث اعلان اتحاد الادارة الدينية المركزية للمسلمين ومجلس المفتين في روسيا ومركز التنسيق لمسلمي شمال القوقاز. وكانت الادارة الدينية لمسلمي روسيا قد تأسست في عهد الامبراطورة يكاتيرينا الثانية عام1788 في اوفا عاصمة بشكيريا لكنها عادت وتفككت الي ادارات متفرقة مع انهيار الاتحاد السوفيتي. ولا نستطيع هنا اغفال ما تقوم به القيادة السياسية من جهود منها الدعوة التي اطلقها الرئيس ميدفيديف في لقائه مع قيادات المسلمين في صيف هذا العام الي اطلاق فضائية اسلامية تعني بنشر صحيح الدين والتوسع في افتتاح الجامعات الاسلامية التي يبلغ عددها اليوم في روسيا خمس جامعات الي جانب ارسال المبعوثين الي المؤسسات التعليمية في البلدان الاسلامية وعلي رأسها الازهر الشريف انطلاقا من حقيقة ان مسلمي روسيا جزء اساسي من نسيج المجتمع وسكانه الاصليين وليسوا من المهاجرين او الوافدين من بلدان
اخري.
رسالة موسكو: د. سامي عمارة
ميدفيديف
000 السلافي) في مطلع القرن العاشر الميلادي مبشرا بالاسلام يذكر الكثيرون نادرة طالما حرص الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف علي ترديدها في لحظات الصفاء.
يقول جورباتشوف ان مبعوثي الخليفة نجحوا في اقناع قيصر روسيا بفضائل الاسلام ما جعله يعلن قبوله دينا رسميا للأمة الروسية ويأمر بحمل الشراب وتبادل الانخاب احتفالا بهذه المناسبة. لكنه سرعان ما عاد عن قراره حين رفض الضيوف العرب مجاراته تمسكا بمبادئ الدين الحنيف الذي يحرم الشراب. فقد اطلقها القيصر حاسمة مانعة لا حاجة لنا بدين يحرم الشراب, حيث قالها مقدمة لتحول رعاياه الي اعتناق المسيحية الارثوذكسية ممن يبلغ عددهم اليوم نسبة80% من ابناء الدولة الروسية التي يزيد تعدادها علي140 مليون نسمة في الوقت الذي يزيد فيه عدد مسلمي روسيا عن العشرين مليونا.
وبغض النظر عن صحة ما سمعناه عن جورباتشوف فإن الاسلام استطاع ان يتسلل رغم كل اجراءات القمع والمنع التي سادت ذلك الزمان وما تلته من سنوات عجاف ابان الحكم الشيوعي الي افئدة الكثيرين من ابناء القوقاز وآسيا الوسطي ممن اورثوه الابناء والاحفاد والذين اعادوا له هيبته ومكانته بعد خصام مع الدين والمتدينين طال الي ما يقرب من سبعة قرون. وكان الاسلام عنصرا اساسيا في ادبيات تلك العصور ومنها ما سجله شاعر روسيا الاعظم الكسندر بوشكين في رائعته يات قرآنية وما تناوله نيكولاي جوجول في كتاباته عن ازدهار الحضارة الاسلامية ابان فترة حكم هارون الرشيد.وها هو يعود اكثر قوة من ذي قبل وبدعم صريح من الدولة مع اولي سنوات البيريسترويكا في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بعد ان وجدت فيه السبيل المناسب لمواجهة الكثير من تجاوزات الماضي وإن شابت المسيرة اخطاء ارتكبها بعض ذوي الافكار المتطرفة ممن نجحوا في فرض توجهاتهم تحت ستار الحركات القومية والنزعات الانفصالية مثلما حدث في الشيشان في مطلع تسعينيات ذلك القرن.
علي ان الدولة الروسية سرعان ما استطاعت واعتمادا علي ذوي الافكار النيرة وفهم صحيح الاسلام وبمساعدة العديد من البلدان الاسلامية الحيلولة دون الانجراف الي تيارات التطرف والارهاب. وعاد المسلمون في روسيا الي ممارسة شعائرهم الدينية وافتتاح مساجدهم القديمة وتأسيس الكثير الجديد منها والتي يتراوح عددها اليوم حسب تصريحات عبد الواحد نيازوف رئيس المركز الاسلامي الروسي بين7500-10,000 مسجد في مختلف ارجاء الوطن وإن انتشر اكثرها في جمهوريات القوقاز والاورال, أي في داغستان والشيشان وانجوشيتيا وتتارستان وبشكيريا. ورغم ما يبدو وكأنه كثرة في عدد المساجد قال نيازوف بندرته في بعض المناطق مثل موسكو العاصمة والتي يقتصر فيها العدد علي سبعة مساجد رغم ان عدد المسلمين فيها يتجاوز المليونين حسب تقديـــرات الشــسيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية ورئيس مجلس المفتين وفي سان بطرسبورج التي لا يوجد بها سوي مسجدين اثنين رغم ان عدد المسلمين فيها يتجاوز المليون!. وما دام الشيء بالشيء يذكر نشير هنا الي قصور سياسات الدولة في الماضي القريب والتي ادي فشلها في معالجة الصراعات القومية في القوقاز الي اندلاع الحركات الانفصالية مثلما حدث في الشيشان التي ظهر فيها من حاول تنفيذ اجندته الداخلية بمساعدة خارجية كانت لها وبطبيعة الحال اهدافها الذاتية.
ويذكر الكثيرون ان المقاتلين الشيشان ممن سقطت غالبيتهم في شرك الفهم غير الصحيح للإسلام اعلنوا' الجهاد' ضد روسيا رغبة في تأسيس الخلافة الاسلامية ما كان يعني الخطر المباشر الذي يهدد وحدة اراضي واستقرار الدولة الروسية المتعددة الاعراق والقوميات والاديان.
واذا كانت القيادة الروسية مع تولي فلاديمير بوتين رئاسة الحكومة الروسية في صيف عام1999 قد نجحت في التصدي للحركات الارهابية والانفصالية في الشيشان فان ما تلا ذلك من احداث يقول إن الطريق لا يزال طويلا وان الاوضاع لا تزال في حاجة الي معالجات صحيحة قد يكون منها ما اقدمت عليه القيادات الدينية مؤخرا حول توحيد صفوفها استجابة لدعوة من الشيخ طلعت تاج الدين الذي دعا الي تشكيل لجنة توفيقية لبحث اعلان اتحاد الادارة الدينية المركزية للمسلمين ومجلس المفتين في روسيا ومركز التنسيق لمسلمي شمال القوقاز. وكانت الادارة الدينية لمسلمي روسيا قد تأسست في عهد الامبراطورة يكاتيرينا الثانية عام1788 في اوفا عاصمة بشكيريا لكنها عادت وتفككت الي ادارات متفرقة مع انهيار الاتحاد السوفيتي. ولا نستطيع هنا اغفال ما تقوم به القيادة السياسية من جهود منها الدعوة التي اطلقها الرئيس ميدفيديف في لقائه مع قيادات المسلمين في صيف هذا العام الي اطلاق فضائية اسلامية تعني بنشر صحيح الدين والتوسع في افتتاح الجامعات الاسلامية التي يبلغ عددها اليوم في روسيا خمس جامعات الي جانب ارسال المبعوثين الي المؤسسات التعليمية في البلدان الاسلامية وعلي رأسها الازهر الشريف انطلاقا من حقيقة ان مسلمي روسيا جزء اساسي من نسيج المجتمع وسكانه الاصليين وليسوا من المهاجرين او الوافدين من بلدان
اخري.
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد