قال ناشطون سوريون إن المعارضين للنظام تعهدوا بمواصلة "ثورتهم" عبر تنظيم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد، في حين يستمر الجيش في محاصرة عدة مراكز لحركة الاحتجاج، وحثت فرنسا رعاياها على مغادرة سوريا وطالبت الاتحاد الأوروبي بتبني عقوبات ضد الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيان أصدرته لجان تنسيق المظاهرات في عدة مدن سورية قوله "مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة أرجاء سوريا حتى تحقيق مطالبنا بالحرية".
ودان الناشطون قمع النظام والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين مؤكدين أن النظام "عمد خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث أصبح متوسط عدد الاعتقالات يوميا لا يقل عن 500 شخص".
وتحدث الناشطون عن "حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها"، كما أكدوا أن السلطات "تستخدم أبشع الأساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لأهلها بالإهانة والترهيب".
وكانت جماعات حقوقية سورية قد أكدت أن السلطات اعتقلت نحو ألف شخص خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السلطات وجهت لمئات الأشخاص تهما تتعلق بـ"وهن نفسية الأمة" وهي تهم عقوبتها السجن ثلاث سنوات.
وقد تظاهر آلاف السوريين أمس الثلاثاء في عدة مدن للمطالبة بفك الحصار الذي تفرضه قوات الأمن على مدينة درعا ولتأكيد الاستمرار في الاحتجاج على النظام خاصة بعد حملة الاعتقالات الواسعة.
وشهدت جامعة حلب تظاهر آلاف الطلاب في ثانية أكبر المدن السورية، كما شهدت بانياس خروج نحو ثلاثة آلاف شخص للمطالبة بفك الحصار عن المدينة وكذلك عن درعا التي كانت مهد الاحتجاجات التي خرجت مطالبة بالحرية والإصلاح ثم تطورت إلى المطالبة بإسقاط النظام.
وامتدت المظاهرات إلى القامشلي التي يغلب الأكراد على سكانها حيث خرج الآلاف وهم يحملون الشموع ويهتفون بشعارات الحرية، وفق ما أكدته وكالة رويترز للأنباء.
وأكد شاهد عيان قد تحدث للجزيرة من القامشلي أن السلطات تفرض قيودا على الدخول والخروج إلى المدينة وتجري عمليات تفتيش، مشيرا إلى أن شبان المدينة يخططون لمظاهرات كبيرة يوم الجمعة المقبل للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
كما نقلت رويترز عن سكان بضواحي العاصمة دمشق تأكيدهم تزايد حواجز الطرق حول المدينة في إجراءات ربما تستهدف منع الاحتجاجات المتوقعة يوم الجمعة المقبل.
وفي حمص، قال ناشط حقوقي لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه يخشى "هجوما وشيكا" على التلبيسة والرستن القريبتين من المدينة، مشيرا إلى وجود نحو خمسين دبابة للجيش على الطريق بين حمص وحماة.
تهوين رسمي
من جانبه، قال الرئيس السوري إن وحدات الجيش التي دخلت درعا في 25 من الشهر الماضي ستنهي مهمتها قريبا جدا، وسعى للتهوين من شأن الأحداث الأخيرة حيث قال إن كل بلد في العالم من الممكن أن يتعرض للأحداث التي تعرضت لها درعا.
وجاءت تصريحات الأسد خلال لقاء مع وفد يمثل الفعاليات الأهلية في مدن محافظة دير الزور بشرق البلاد وفقا لما ذكرته صحيفة الوطن السورية التي قالت إن الاجتماع دام أربع ساعات دون حضور أي من المسؤولين.
وكان مصدر عسكري سوري قد تحدث عن استمرار عمليات التفتيش وملاحقة "المجموعات الإرهابية المسلحة" في مدينة درعا، مشيرا إلى أنه تم القبض على عدد من عناصر هذه المجموعات، كما تم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في مخابئ تحت الأرض وفي البساتين.
وأضاف المصدر أنه استجابة لبلاغ وزارة الداخلية الأخير "فقد بادر عدد ممن غرر بهم بتسليم نفسه لوحدات الجيش والقوى الأمنية".
من جانبها، أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى أن الاحتجاجات تتصاعد في سوريا التي يوجد بها بالفعل آلاف السجناء السياسيين، وذلك على الرغم من الحملة التي تشنها السلطات والتي وصلت إلى قيام وحدة للجيش تدعمها الدبابات ويقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بقصف الحي القديم في درعا بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة من أجل إخضاعه.
وتضيف الوكالة أن الأسد الذي تحكم أسرته سوريا منذ 41 عاما، يواصل حملة عنيفة لقمع احتجاجات اندلعت منذ ستة أسابيع بدأت بالمطالبة بمزيد من الحريات وإنهاء الفساد وتسعى الآن للإطاحة به، وسط تقارير من منظمات حكومية تتحدث عن مقتل 560 مدنيا منذ تفجر الاضطرابات يوم 18 مارس/ آذار الماضي.
ضغط دولي
في هذه الأثناء، تواصل الضغط الدولي على النظام السوري حيث نصحت فرنسا المقيمين في سوريا بمغادرتها إلى حين عودة الوضع إلى طبيعته، كما حثت الأشخاص الذين كانوا يعتزمون زيارة سوريا على تأجيل رحلاتهم، مع إقرارها بأن الرعايا الأجانب لم يتعرضوا حتى الآن إلى تهديد مباشر.
في الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي آلن جوبيه اليوم إن بلاده تريد أن يتخذ الاتحاد الأوروبي عقوبات بحق الرئيس السوري بشار الأسد معتبرا أنه سيتم إسقاطه إذا استمر قمع المظاهرات.
وأضاف جوبيه "نحن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي بصدد إعداد عقوبات تستهدف عددا من الشخصيات ونريد نحن الفرنسيين أن يدرج بشار الأسد على هذه اللائحة" مؤكدا أن "عليه أن يكف عن قمع شعبه وأن يتوقف فورا عن استعمال العنف وإلا فان العملية التي ستؤدي إلى الإطاحة به سيكون لا مفر منها".
ويضاف الموقف الفرنسي إلى تصريحات أميركية شديدة اللهجة عبرت عن الانزعاج من العملية العسكرية السورية في درعا التي تشمل استخدام الدبابات والاعتقالات التعسفية ووصفت هذه الأعمال بأنها "إجراءات همجية".
المصدر: الجزيرة
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد