مع دخول الشتاء واشتداد ضراوة فيروس إنفلونزا الخنازير تزداد الخطورة علي الحوامل اللائي أصابهن الهلع والرعب من خطورة هذا الوباء. وزارة الصحة بدورها أوضحت خطورة الفيروس مع الحوامل وأعلنت عن تطعيم الحوامل في نهاية هذا الشهر بعد التأكد من سلامة التطعيم وعدم وجود أعراض جانبية له علي الجنين. تحقيقات الأهرام رصدت حالة الهلع عند الحوامل وماتم من اجراءات لحمايتهن خلال الشهور المقبلة.
د.عبد الرحمن شاهين المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة يوضح بعض الحقائق العلمية حول المرض قائلا إننا نتعامل معه علي أنه مرض فيروسي يسببه فيروسH1N1 الذي أطلق عليه الإنفلونزا المستجدة أو إنفلونزا الخنازير وهو في شكله العام لايختلف كثيرا عن الانفلونزا العادية من حيث الأعراض ومن وحيث طريقة العلاج, ولكن الاختلافات الجوهرية بينهما أنه سريع الانتشار بدرجة أكثر وأسرع من الانفلونزا العادية وأنه كذلك يذهب إلي الرئة مباشرة, بل أن من مضاعفاته المهمة أنه إذا أصاب الجهاز التنفسي وتمكن من الرئتين فانه يؤدي إلي التهاب رئوي حاد إما في رئة واحدة أو إلي التهاب رئوي مزدوج وهنا تكمن الخطورة.
أما الفرق الثالث فهو يتمثل في أن الأطفال وكبار السن هم أكثر الفئات عرضة للانفلونزا الموسمية, بينما هذا الفيروس المستجد لايقتصر علي فئة عمرية محددة فلايفرق بين الشباب وكبار السن ولابين الرجل والمرأة.
ومن وحسن الحظ أن هذا الفيروس له علاج يتمثل في عقار التاميفلو المتوفر علي هيئة عبوة للكبار( أقراص) وللأطفال( شراب معلق) والعالم أجمع كان يسابق الزمن من أجل انتاج اللقاح لأنه المخرج الوحيد للوقاية من المرض, ولعلها المرة الأولي في تاريخ البشرية التي يظهر فيها وباء عالمي في شهر أبريل ويتوافر له لقاح يقي من الاصابة منه في أقل من4 أشهر نظرا للرعب الشديد الذي ساد العالم من هذا الفيروس.. فشركات الأمصال واللقاحات تأثرت تاريخيا بالوباء الذي حدث في يونيو1918 الذي جاء علي هيئة موجة عارمة اتسم الفيروس فيها بالضعف الشديد ولكن في نهاية العام نفسه جاءت موجة أخري شديدة العنف حتي أنها حصدت30 مليون مواطن علي مستوي العالم في شتاء1919
وكان هذا الفيروس هو إنفلونزا الخنازير, وفي الستينيات والسبعينيات جاءت موجات أخري أقل حدة ولعل ذلك هو مايفسر القلق الشديد الذي ينتاب العالم الآن حيث أن الأمراض التي تسببها البكيتريا تكون تحت السيطرة أما الأمراض التي تسببها فيروسات فهي تكون ذات قدرة غير عادية علي المراوغة( التحور) ولاينبغي أن نغفل هنا ـ كما يتابع د.عبد الرحمن شاهين أن إنفلونزا الطيور متوطنة في22 محافظة في مصر لذلك فقد أصبح هناك نوعان من الانفلونزا هماH5N1AH1N1, ومن هنا ومنذ ظهور أول إصابة لإنفلونزا الخنازير في مصر في يوليو الماضي
فقد قمنا باحكام السيطرة علي المنافذ البرية والبحرية والجوية للقادمين من الخارج حيث كان يتم حجز الحالات المشتبه فيها من المطارات إلي مستشفيات الحميات لأنه من الضروري أن تقوم وزارة الصحة بمتابعة جميع الحالات المكتشفة أولا بأول لتكون تحت أعين المتخصصين حتي تكتمل لدي الوزارة قاعدة بيانات ومعلومات دقيقة لأول1000 حالة إصابة في مصر لرصد طبيعة الفيروس والتوزيع الجغرافي للحالات والمراحل العمرية والقدرة علي مقاومة الفيروس وتأثير التاميفلو ومقارنة الأعراض ونسب الشفاء وتطور الحالات في مصر ومقارنتها بغيرها من الدول.
تغيير الاستراتيجية
وفي أول سبتمبر الماضي كان لابد لنا من تغيير الاستراتيجية في التعامل مع الموقف بعد اكتمال قاعدة البيانات في حيث تحولنا إلي مرحلة العلاج في المنازل لمعظم الحالات واقتصار العلاج في المستشفيات علي حالات معينة, ففي مصر نسبة الوفاة بين المصابين هي1% بينما المعدل العالمي هي1,6% وهناك مجموعات عالية الخطورة وهم من ذويو الأمراض المزمنة كأمراض الدم أو الجهاز التنفسي أو المتعلقة بالجهاز المناعي والمتعاطين لأدوية كيميائية, وكذلك المرضي ذوي السمنة المفرطة والأطفال أقل من عامين والحوامل
حيث أصيبت حتي الآن91 سيدة حامل وتوفي منهن13 سيدة, أي بنسبة تصل إلي12% وهي بالقطع ليست نسبة ضئيلة وفي هذه الحالات لم تكن كل الحوامل اللاتي توفين مصابات بأمراض الضغط أو السيدات الرئوية أو السمنة المفرطة فعلي سبيل المثال منهن الحالة رقم8 التي كانت حاملا في36 أسبوعا والحالة رقم11 التي كانت حاملا في38 أسبوعا وكذلك الحالة رقم28 فهؤلاء لم يكن مصابات ولكننا بشكل عام توصلنا إلي مؤشر هام, هو أن الحوامل من بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة
وهنا تلتقط الحوامل خيط الحديث ليعبرن عن قلقهن البالغ إزاء الإصابة بالفيروس وهو ماتشير إليه ميري رءوف حامل في الشهر الثامن قائلة أشعر بالرعب الشديد, ومنعت طفلتي من الذهاب إلي الحضانة خوفا من إصابتها وإصابتي أنا الأخري بالتبعية لأنها بالقطع شديدة الالتصاق بي ونعاني من حالة حبس لي ولها في المنزل لأننا نخشي التجمعات في أي مكان حتي في النادي فحتي الآن لم يتم تطعيمنا ضد المرض ولا أدري إلي أين أتوجه إذا حدثت لي أية أعراض: هل أتوجه إلي أي مستشفي عام أو إلي الحميات فأنا أخشي من انتقال العدوي لي من هناك.
قلق علي الجنين
أشعر بالقلق الشديد علي الجنين أيضا ـ هكذا تقول نشوي محمد فأنا إمرأة عاملة وفي شهور أصبحت أخشي حتي من وضع يدي علي أي سطح صلب حتي في وسائل النقل العام وكذلك لا أدري ماهو الموقف بالنسبة لطفلي الرضيع بعد ولادته باذن الله.
حنان شاكر مقبلة علي الزواج خلال الاسابيع المقبلة وتنوي أن تؤجل الحمل إلي فترة لاحقة حتي يتبين الأمر وتنقشع هذه الكارثة لكنها لا تعرف ما هي الوسيلة المثلي لذلك, بحيث لا تؤدي إلي مشكلات تعوق الحمل فيما بعد لاسيما إذا طالت الأزمة الحالية.
د.محمد عبدالسلام استشاري أمراض النساء والتوليد بمستشفي الجلاء التعليمي يؤكد من جانبه أن التشخيص المبكر أمر مهم للغاية في مثل هذه الحالات لأنه يفيد في تحديد المضاد الحيوي المناسب مع خوافض الحرارة والراحة التامة والاكثار من السوائل حتي يتم الحصول علي عينة من الحلق مسحة, وارسالها إلي البنوك المركزية لتحديد ما إذا كان المرض التهابا في الحلق أو إنفلونزا عادية أو إنفلونزا الخنازير, وبالنسبة للادوية والتطعيمات فمن المعروف أن ينصح بعدم تناولها في الثلاثة أشهر الأولي, ومن الأفضل تناولها بدءا من الشهر الرابع أو الخامس حتي تكون أعضاء الجنين قد تم تكوينها لكن في مثل هذه الحالات فان حياة الأم تفوق أية اعتبارات.
تأجيل الحمل
د.علاء محيي الدين استشاري أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة يشير إلي أن عقار التاميفلو لا يؤثر عليها لكن المشكلة تكمن في أن الفاكسين الخاص بهذا الفيروس غير معروف وليس هناك دراسة كافية حول أعراضه الجانبية علي المدي الطويل وبالقطع لاينصح بتناوله إلا بعد التأكد من سلامته, وهذا هو سر الجدل حوله الآن.. أما فيما تعلق بارتباط الإصابة بالنسبة للمرأة الحامل بالمرحلة العمرية, فنحن نؤكد أنه لا يوجد أي ارتباط فيما بينهما فالأمر برمته يتوقف علي حالتها الصحية وجهازها المناعي ومدي عمله بكفاءة من عدمه
وبالتالي مدي مقاومتها للمرض والتصدي له بالنسبة لأي فيروسات سواء موسمية أو غيرها فمن المعروف أن المرأة الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بأية ميكروبات سواء معدية أو تنفسية نتيجة لعمليات معقدة.. ونحن نؤكد أنه لا خوف علي الاطلاق علي الجنين فالأمر الذي يحدد ذلك هو هل تمكن الفيروس من تخطي حاجز المشيمة والوصول إلي الجنين أم لا ؟ فهناك أنواع من الفيروسات تتمكن من ذلك مثل الحصبة والإيدز, لكن هناك فيروسات ذات احجام كبيرة منها الإنفلونزا غير القادرة علي اختراق المشيمة والوصول إلي الجنين لإصابته بالعدوي,
وبالتالي فهو يظل سليما برغم إصابة الأم.. وبشكل عام فليس الآن هو الوقت الأمثل للحمل فمن الأفضل تأجيله مع انتقاء الوسيلة الآمنة للمنع, وذلك بالقطع وفقا لاستشارة الطبيب المتخصص الذي ننصحها ايضا بالتوجه إليه فور شعورها بأية أعراض غير عادية لكي يرشدها إلي التوجه السليم والمهم في مثل هذه الحالات هو التحرك السريع دون تباطؤ خوفا من تصاعد الأمور وحدوث اعراض جانبية قد تمثل خطورة علي المرأة الحامل.
د.فتحي شبانة مدير مستشفي حميات امبابة يؤيد الكلام السابق مضيفا أنه إذا أحست الحامل خصوصا بعد الشهر الثالث بأي ارتفاع في درجة الحرارة( فوق الـ38 درجة) فإن عليها التوجه إلي أي مستشفي حكومي قريب من مقر سكنها, حيث انها جميعا تعمل في هذا المجال لاتخاذ الإجراءات السليمة والسريعة للتعامل معها.. فالتراخي قد يؤدي في بعض الاحيان إلي الوفاة.. ففي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من المعروف أنه16% ـ20% من الحوامل معرضاتن للوفاة في مثل هذه الحالات,
لكن ذلك لا يمنع أن نؤكد من أن تلقي العلاج بأسرع وقت ممكن يجنبنا الوصول إلي مثل هذه النتائج وليس أدل علي ذلك من أنه كانت هناك6 حالات إصابة لنساء حوامل احداهن كانت مصابة بالتهاب رئوي, وأخري كانت في العناية المركزة وتم شفاؤهن وعدن إلي منازلهن.. ولا ينبغي أن نغفل هنا أن التوجه إلي المستشفي يفيد في سرعة اكتشاف المرض سواء من خلال الاعراض أو من خلال عمل الاشعة علي الصدر,
وهنا يعود د.عبدالرحمن شاهين إلي الحديث مرة أخري قائلا إن ما تحققنا منه بالفعل هو أن معظم المضاعفات الخطيرة تحدث بعد مضي الثلاثة أشهر الأولي من الحمل والتي قد يكون الجهاز المناعي للمرأة الحامل يعمل خلالها بكفاءة.. قد يبدأ بعدها في التراخي بدءا من الشهر الرابع حتي نهاية الشهر التاسع. حيث تستوي درجة الخطورة المعرض, لها الحامل خلال هذه الفترة.. فإذا كان الشخص العادي السليم معرضا للإصابة بنسبة معينة فإن الحامل معرضة لها بعشرة أمثال هذه النسبة,
فإن الحامل معرضة لها بعشرة أمثال هذه النسبة, فالحمل يؤدي إلي حدوث تغيير في كثير من الأوضاع الفسيولوجية في جسم المرأة نظرا لأن منطقة البطن تأخذ وضعا جديدا بحيث تضغط علي الرئة, وتتوافر فرص تكوين مياه بداخلها, وتتأثر الاجسام المناعية الموجودة بالجسم, وكذلك تتوافر فرص للفيروس لاقتحام الخلية والتعديل من مكوناتها فتبدأ ظهور المشكلات وبالتالي فإنه من الأفضل تأجيل الحمل خلال هذه الفترة إلي ما بعد شهر فبراير المقبل مع التكثيف المستمر لكل الإجراءات الاحترازية المتمثلة في غسل الايدي بالماء والصابون والتهوية المستمرة واستخدام المنظفات والمطهرات بكثرة مع البعد التام عن الأماكن المزدحمة ومناطق التجمعات وأية أشخاص يحتمل إصابتهم بالفيروس مع التغذية السليمة بالقطع.
وبالنسبة للتطعيمات ـ كما يضيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة ـ فنحن بالفعل قد تعاقدنا علي وصول5 ملايين جرعة إلي مصر..وصلت منها دفعات, حيث تم اعطاء75 ألف جرعة للحجاج, والآن يتم تطعيم الاطباء وهيئات التمريض في المستشفيات وأقسام الرعاية المركزة ورعاية الأطفال المبتسرين والاستقبال والعيادات الخارجية بـ55 ألف جرعة, وبعد ذلك ومع نهاية شهر ديسمبر تأتي دفعات جديدة نقوم من خلالها بتطعيم الفئات الأكثر احتكاكا بالجماهير كالعاملين في محطات المياه والصرف الصحي والكهرباء والنقل العام والمرور والتراخيص والإعلاميين ومعهم المرضي ذوو الأمراض المزمنة والحوامل ثم تأتي بعد ذلك دفعات في شهري يناير وفبراير ثم تأتي آخر هذه الدفعات في بداية شهر مارس المقبل.
د.عبد الرحمن شاهين المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة يوضح بعض الحقائق العلمية حول المرض قائلا إننا نتعامل معه علي أنه مرض فيروسي يسببه فيروسH1N1 الذي أطلق عليه الإنفلونزا المستجدة أو إنفلونزا الخنازير وهو في شكله العام لايختلف كثيرا عن الانفلونزا العادية من حيث الأعراض ومن وحيث طريقة العلاج, ولكن الاختلافات الجوهرية بينهما أنه سريع الانتشار بدرجة أكثر وأسرع من الانفلونزا العادية وأنه كذلك يذهب إلي الرئة مباشرة, بل أن من مضاعفاته المهمة أنه إذا أصاب الجهاز التنفسي وتمكن من الرئتين فانه يؤدي إلي التهاب رئوي حاد إما في رئة واحدة أو إلي التهاب رئوي مزدوج وهنا تكمن الخطورة.
أما الفرق الثالث فهو يتمثل في أن الأطفال وكبار السن هم أكثر الفئات عرضة للانفلونزا الموسمية, بينما هذا الفيروس المستجد لايقتصر علي فئة عمرية محددة فلايفرق بين الشباب وكبار السن ولابين الرجل والمرأة.
ومن وحسن الحظ أن هذا الفيروس له علاج يتمثل في عقار التاميفلو المتوفر علي هيئة عبوة للكبار( أقراص) وللأطفال( شراب معلق) والعالم أجمع كان يسابق الزمن من أجل انتاج اللقاح لأنه المخرج الوحيد للوقاية من المرض, ولعلها المرة الأولي في تاريخ البشرية التي يظهر فيها وباء عالمي في شهر أبريل ويتوافر له لقاح يقي من الاصابة منه في أقل من4 أشهر نظرا للرعب الشديد الذي ساد العالم من هذا الفيروس.. فشركات الأمصال واللقاحات تأثرت تاريخيا بالوباء الذي حدث في يونيو1918 الذي جاء علي هيئة موجة عارمة اتسم الفيروس فيها بالضعف الشديد ولكن في نهاية العام نفسه جاءت موجة أخري شديدة العنف حتي أنها حصدت30 مليون مواطن علي مستوي العالم في شتاء1919
وكان هذا الفيروس هو إنفلونزا الخنازير, وفي الستينيات والسبعينيات جاءت موجات أخري أقل حدة ولعل ذلك هو مايفسر القلق الشديد الذي ينتاب العالم الآن حيث أن الأمراض التي تسببها البكيتريا تكون تحت السيطرة أما الأمراض التي تسببها فيروسات فهي تكون ذات قدرة غير عادية علي المراوغة( التحور) ولاينبغي أن نغفل هنا ـ كما يتابع د.عبد الرحمن شاهين أن إنفلونزا الطيور متوطنة في22 محافظة في مصر لذلك فقد أصبح هناك نوعان من الانفلونزا هماH5N1AH1N1, ومن هنا ومنذ ظهور أول إصابة لإنفلونزا الخنازير في مصر في يوليو الماضي
فقد قمنا باحكام السيطرة علي المنافذ البرية والبحرية والجوية للقادمين من الخارج حيث كان يتم حجز الحالات المشتبه فيها من المطارات إلي مستشفيات الحميات لأنه من الضروري أن تقوم وزارة الصحة بمتابعة جميع الحالات المكتشفة أولا بأول لتكون تحت أعين المتخصصين حتي تكتمل لدي الوزارة قاعدة بيانات ومعلومات دقيقة لأول1000 حالة إصابة في مصر لرصد طبيعة الفيروس والتوزيع الجغرافي للحالات والمراحل العمرية والقدرة علي مقاومة الفيروس وتأثير التاميفلو ومقارنة الأعراض ونسب الشفاء وتطور الحالات في مصر ومقارنتها بغيرها من الدول.
تغيير الاستراتيجية
وفي أول سبتمبر الماضي كان لابد لنا من تغيير الاستراتيجية في التعامل مع الموقف بعد اكتمال قاعدة البيانات في حيث تحولنا إلي مرحلة العلاج في المنازل لمعظم الحالات واقتصار العلاج في المستشفيات علي حالات معينة, ففي مصر نسبة الوفاة بين المصابين هي1% بينما المعدل العالمي هي1,6% وهناك مجموعات عالية الخطورة وهم من ذويو الأمراض المزمنة كأمراض الدم أو الجهاز التنفسي أو المتعلقة بالجهاز المناعي والمتعاطين لأدوية كيميائية, وكذلك المرضي ذوي السمنة المفرطة والأطفال أقل من عامين والحوامل
حيث أصيبت حتي الآن91 سيدة حامل وتوفي منهن13 سيدة, أي بنسبة تصل إلي12% وهي بالقطع ليست نسبة ضئيلة وفي هذه الحالات لم تكن كل الحوامل اللاتي توفين مصابات بأمراض الضغط أو السيدات الرئوية أو السمنة المفرطة فعلي سبيل المثال منهن الحالة رقم8 التي كانت حاملا في36 أسبوعا والحالة رقم11 التي كانت حاملا في38 أسبوعا وكذلك الحالة رقم28 فهؤلاء لم يكن مصابات ولكننا بشكل عام توصلنا إلي مؤشر هام, هو أن الحوامل من بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة
وهنا تلتقط الحوامل خيط الحديث ليعبرن عن قلقهن البالغ إزاء الإصابة بالفيروس وهو ماتشير إليه ميري رءوف حامل في الشهر الثامن قائلة أشعر بالرعب الشديد, ومنعت طفلتي من الذهاب إلي الحضانة خوفا من إصابتها وإصابتي أنا الأخري بالتبعية لأنها بالقطع شديدة الالتصاق بي ونعاني من حالة حبس لي ولها في المنزل لأننا نخشي التجمعات في أي مكان حتي في النادي فحتي الآن لم يتم تطعيمنا ضد المرض ولا أدري إلي أين أتوجه إذا حدثت لي أية أعراض: هل أتوجه إلي أي مستشفي عام أو إلي الحميات فأنا أخشي من انتقال العدوي لي من هناك.
قلق علي الجنين
أشعر بالقلق الشديد علي الجنين أيضا ـ هكذا تقول نشوي محمد فأنا إمرأة عاملة وفي شهور أصبحت أخشي حتي من وضع يدي علي أي سطح صلب حتي في وسائل النقل العام وكذلك لا أدري ماهو الموقف بالنسبة لطفلي الرضيع بعد ولادته باذن الله.
حنان شاكر مقبلة علي الزواج خلال الاسابيع المقبلة وتنوي أن تؤجل الحمل إلي فترة لاحقة حتي يتبين الأمر وتنقشع هذه الكارثة لكنها لا تعرف ما هي الوسيلة المثلي لذلك, بحيث لا تؤدي إلي مشكلات تعوق الحمل فيما بعد لاسيما إذا طالت الأزمة الحالية.
د.محمد عبدالسلام استشاري أمراض النساء والتوليد بمستشفي الجلاء التعليمي يؤكد من جانبه أن التشخيص المبكر أمر مهم للغاية في مثل هذه الحالات لأنه يفيد في تحديد المضاد الحيوي المناسب مع خوافض الحرارة والراحة التامة والاكثار من السوائل حتي يتم الحصول علي عينة من الحلق مسحة, وارسالها إلي البنوك المركزية لتحديد ما إذا كان المرض التهابا في الحلق أو إنفلونزا عادية أو إنفلونزا الخنازير, وبالنسبة للادوية والتطعيمات فمن المعروف أن ينصح بعدم تناولها في الثلاثة أشهر الأولي, ومن الأفضل تناولها بدءا من الشهر الرابع أو الخامس حتي تكون أعضاء الجنين قد تم تكوينها لكن في مثل هذه الحالات فان حياة الأم تفوق أية اعتبارات.
تأجيل الحمل
د.علاء محيي الدين استشاري أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة يشير إلي أن عقار التاميفلو لا يؤثر عليها لكن المشكلة تكمن في أن الفاكسين الخاص بهذا الفيروس غير معروف وليس هناك دراسة كافية حول أعراضه الجانبية علي المدي الطويل وبالقطع لاينصح بتناوله إلا بعد التأكد من سلامته, وهذا هو سر الجدل حوله الآن.. أما فيما تعلق بارتباط الإصابة بالنسبة للمرأة الحامل بالمرحلة العمرية, فنحن نؤكد أنه لا يوجد أي ارتباط فيما بينهما فالأمر برمته يتوقف علي حالتها الصحية وجهازها المناعي ومدي عمله بكفاءة من عدمه
وبالتالي مدي مقاومتها للمرض والتصدي له بالنسبة لأي فيروسات سواء موسمية أو غيرها فمن المعروف أن المرأة الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بأية ميكروبات سواء معدية أو تنفسية نتيجة لعمليات معقدة.. ونحن نؤكد أنه لا خوف علي الاطلاق علي الجنين فالأمر الذي يحدد ذلك هو هل تمكن الفيروس من تخطي حاجز المشيمة والوصول إلي الجنين أم لا ؟ فهناك أنواع من الفيروسات تتمكن من ذلك مثل الحصبة والإيدز, لكن هناك فيروسات ذات احجام كبيرة منها الإنفلونزا غير القادرة علي اختراق المشيمة والوصول إلي الجنين لإصابته بالعدوي,
وبالتالي فهو يظل سليما برغم إصابة الأم.. وبشكل عام فليس الآن هو الوقت الأمثل للحمل فمن الأفضل تأجيله مع انتقاء الوسيلة الآمنة للمنع, وذلك بالقطع وفقا لاستشارة الطبيب المتخصص الذي ننصحها ايضا بالتوجه إليه فور شعورها بأية أعراض غير عادية لكي يرشدها إلي التوجه السليم والمهم في مثل هذه الحالات هو التحرك السريع دون تباطؤ خوفا من تصاعد الأمور وحدوث اعراض جانبية قد تمثل خطورة علي المرأة الحامل.
د.فتحي شبانة مدير مستشفي حميات امبابة يؤيد الكلام السابق مضيفا أنه إذا أحست الحامل خصوصا بعد الشهر الثالث بأي ارتفاع في درجة الحرارة( فوق الـ38 درجة) فإن عليها التوجه إلي أي مستشفي حكومي قريب من مقر سكنها, حيث انها جميعا تعمل في هذا المجال لاتخاذ الإجراءات السليمة والسريعة للتعامل معها.. فالتراخي قد يؤدي في بعض الاحيان إلي الوفاة.. ففي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من المعروف أنه16% ـ20% من الحوامل معرضاتن للوفاة في مثل هذه الحالات,
لكن ذلك لا يمنع أن نؤكد من أن تلقي العلاج بأسرع وقت ممكن يجنبنا الوصول إلي مثل هذه النتائج وليس أدل علي ذلك من أنه كانت هناك6 حالات إصابة لنساء حوامل احداهن كانت مصابة بالتهاب رئوي, وأخري كانت في العناية المركزة وتم شفاؤهن وعدن إلي منازلهن.. ولا ينبغي أن نغفل هنا أن التوجه إلي المستشفي يفيد في سرعة اكتشاف المرض سواء من خلال الاعراض أو من خلال عمل الاشعة علي الصدر,
وهنا يعود د.عبدالرحمن شاهين إلي الحديث مرة أخري قائلا إن ما تحققنا منه بالفعل هو أن معظم المضاعفات الخطيرة تحدث بعد مضي الثلاثة أشهر الأولي من الحمل والتي قد يكون الجهاز المناعي للمرأة الحامل يعمل خلالها بكفاءة.. قد يبدأ بعدها في التراخي بدءا من الشهر الرابع حتي نهاية الشهر التاسع. حيث تستوي درجة الخطورة المعرض, لها الحامل خلال هذه الفترة.. فإذا كان الشخص العادي السليم معرضا للإصابة بنسبة معينة فإن الحامل معرضة لها بعشرة أمثال هذه النسبة,
فإن الحامل معرضة لها بعشرة أمثال هذه النسبة, فالحمل يؤدي إلي حدوث تغيير في كثير من الأوضاع الفسيولوجية في جسم المرأة نظرا لأن منطقة البطن تأخذ وضعا جديدا بحيث تضغط علي الرئة, وتتوافر فرص تكوين مياه بداخلها, وتتأثر الاجسام المناعية الموجودة بالجسم, وكذلك تتوافر فرص للفيروس لاقتحام الخلية والتعديل من مكوناتها فتبدأ ظهور المشكلات وبالتالي فإنه من الأفضل تأجيل الحمل خلال هذه الفترة إلي ما بعد شهر فبراير المقبل مع التكثيف المستمر لكل الإجراءات الاحترازية المتمثلة في غسل الايدي بالماء والصابون والتهوية المستمرة واستخدام المنظفات والمطهرات بكثرة مع البعد التام عن الأماكن المزدحمة ومناطق التجمعات وأية أشخاص يحتمل إصابتهم بالفيروس مع التغذية السليمة بالقطع.
وبالنسبة للتطعيمات ـ كما يضيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة ـ فنحن بالفعل قد تعاقدنا علي وصول5 ملايين جرعة إلي مصر..وصلت منها دفعات, حيث تم اعطاء75 ألف جرعة للحجاج, والآن يتم تطعيم الاطباء وهيئات التمريض في المستشفيات وأقسام الرعاية المركزة ورعاية الأطفال المبتسرين والاستقبال والعيادات الخارجية بـ55 ألف جرعة, وبعد ذلك ومع نهاية شهر ديسمبر تأتي دفعات جديدة نقوم من خلالها بتطعيم الفئات الأكثر احتكاكا بالجماهير كالعاملين في محطات المياه والصرف الصحي والكهرباء والنقل العام والمرور والتراخيص والإعلاميين ومعهم المرضي ذوو الأمراض المزمنة والحوامل ثم تأتي بعد ذلك دفعات في شهري يناير وفبراير ثم تأتي آخر هذه الدفعات في بداية شهر مارس المقبل.
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد