حصل الأهرام علي تفاصيل جديدة في القضية المتهم فيها ضابط المخابرات الإسرائيلية إيلان تشايم ـ والمحبوس حاليا علي ذمة التحقيقات, وتكشفت معلومات حول الدور المكلف به الجاسوس لاختراق الثورة المصرية وجميع القوي السياسية.
مسألة الحصول علي اعترافات من ضابط في الاستخبارات هي في غاية الصعوبة, ولكن الحرفية في التحقيق تؤدي في النهاية إلي تكوين دلائل مؤكدة حول الدور الذي جاء من أجله هذا الجاسوس إلي مصر عقب الثورة, لكن المخابرات العامة كانت له بالمرصاد تتابعه وتراقب تحركاته, فهي تعلم أن الصيد الثمين سيقع في قبضتها, في التوقيت المناسب, وربما نكشف للمرة الأولي عن مفاجأة, بأن المخابرات المصرية. حصلت علي عدد من الأذون من المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا, لكي تكون إجراءات المراقبة والتصوير قانونية بعد مجيء الجاسوس إلي الوطن عقب تنحي الرئيس السابق.
ولكن ماذا جاء في التحقيقات التي يتابعها المستشار د.عبدالمجيد محمود النائب العام, ويجريها المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا.
عند القبض علي إيلان تشايم جرابيل في أحد فنادق وسط القاهرة, لم تكن لديه أية مقاومة, بل أعتبر أن هناك خطأ من جانب المحققين, وحاول الأيهام بأنه صحفي ويعمل في مجالات الأغاثة واللاجئين, وأخرج جواز سفره الأمريكي أ مام المحقق الا أنه جري نقله إلي مقر النيابة بعد تفتيش غرفته والتحفظ علي ما بداخلها من تليفونات وكمبيوتر وحصلت الأهرام علي النقاط الرئيسية للتحقيقات التي جرت مع ضابط الموساد:
< سأل المحقق: طبيعة عملك؟!
> جرابيل: أعمل صحفيا وأتابع الأعمال الأنسانية واللاجئين خاصة السودانيين والعراقيين.
< سبب وجودك بين المتظاهرين في التحرير والأزبكية؟!
> جرابيل: جئت إلي مصر.. هذا البلد الذي أعشقه, لأنني متعاطف مع الشعب المصري, فهذه ثورة لم تحدث في أي مكان في العالم وهي حدث كبير ومهم جدا, ووجودي في القاهرة شئ عادي مثل أي أجنبي أو صحفي يتابع مثل هذه الثورات.
< لكنك حملت لافتات مختلفة وأنت في مواقع هذه التظاهرات؟!
> جرابيل: لأنني متعاطف مع الشعب المصري, وهذه ثورة وكنت أعبر عما بداخلي من مشاعر وتعاطف لمساندة الثورة والتي نجحت في إسقاط النظام السابق.
< قمت بإرسال تقارير ومعلومات حول الأوضاع الداخلية في مصر والتي تمس الأمن القومي وهذه التقارير أرسلت للمخابرات الإسرائيلية الموساد؟!
> جرابيل: لست جاسوسا.. أنا مراسل صحفي فقط.. كنت أزور الميادين والمساجد والأزهر ومدنا كثيرة منها الأقصر والإسكندرية وأسوان, لأنني أحب هذا البلد.. ولم أرسل تقارير, بل كل المعلومات متوافرة علي الانترنت فالمعلومات العامة موجودة.
< تواجدت في الكثير من المؤتمرات والندوات الخاصة بالسلفيين والليبراليين والاخوان؟!
> حضرت بصفتي الصحفية وكنت أتابعها لمعرفة الاتجاهات العامة والآراء المختلفة في هذه المؤتمرات وهي مسألة متاحة أمام الصحفيين والمراسلين.
< أيضا وجدت أمام كنيسة مارمينا بإمبابة؟!
> ذهبت لأنقل الأحداث وتصوير احتراق الكنيسة وهذا يدخل ضمن عملي الصحفي أيضا.
< ما علاقة كل هذه اللقاءات وتصوير الأحداث بعملك في مجال حقوق اللاجئين في مصر؟!
> كنت أتابع هذه الامور علي الطبيعة, أنتم تفهمون عملي بشكل خاطيء.. لست جاسوسا, المعلومات متوافرة وموجودة علي الانترنت, وقد جئت لأتابع أحوال اللاجئين السودانيين والعراقيين ومعرفة وضع معيشتهم وما إذا كانوا في حاجة إلي الأموال.
وقد كشفت التحقيقات الكثير من الغموض, حيث أرسل ضابط المخابرات الإسرائيلي إيلان تشايم عدة تقارير إلي المخابرات الإسرائيلية من خلال شبكة الانترنت, إذ كان يذهب إلي بعض المقاهي ليرسل منها هذه التقارير بعيدا عن الفندق الذي كان يقيم فيه, وفي كل مرة يرسل تقريرا من مكان مختلف عن غيره وذلك للتمويه وأخفاء نشاطه الأستخباري وتعد واقعة القاء القبض علي الجاسوس المرة الأولي منذ إقامة الدولة اليهودية التي يسقط من جهاز الموساد, ضابط في قبضة جهاز أمني أخر, فعدة يكون تجنيد العملاء لأشخاص عاديين مدنيين, وليسوا ضباطا يتم الدفع بهم إلي أماكن جمع المعلومات, وهو الأمر الذي يؤكد نجاح خطة متابعته ورصده من المخابرات العامة,, هي المرة الأولي أيضا التي يسقط فيها جاسوس يحمل جنسيتين: الولايات المتحدة وإسرائيل التي هاجر إليها من وطنه الأصلي أمريكا عام.2004
وأشارت التحقيقات إلي أنه قد شارك في اللقاءات والندوات التي عقدتها جماعة الاخوان والسلفيين والوفد والائتلافات المنبثقة عن الثورة, وكان الهدف من هذا الرصد والاختراق للجماعات والقوي السياسية الاجابة عن التساؤلات حول الاتجاهات العامة لدي هذه القوي وموقفهما من اسرائيل واتفاقية السلام الموقعة بين مصر واسرائيل وتقدير الموقف في حالة سيطرة الإخوان أو وصولهم للحكم وماذا سيفعلون علي الأرض أو في علاقاتهم الخارجية, والحصول علي أراء من المواطنين عن العلاقات المصرية مع إيران, ومدي قبول أو رفض الرأي العام للتوجهات المصرية للتقارب مع النظام الايراني, وهل الأغلبية في مصر مع مسألة التقارب أم أن هناك معارضة لهذا الاتجاه.
ونجح الضابط الاسرائيلي في جمع معلومات حول المصالحة التي أبرمتها مصر بين حركتي فتح وحماس, ورد فعل الشارع المصري حول هذه المصالحة, وما إذا كان الرأي العام يقف في صف حماس أو فتح, ومدي موافقة الناس علي هذه المصالحة؟!
وكشفت المصادر عن أن الدفع من جانب الموساد بضابط إلي مصر لم يكن فقط لجمع المعلومات, ولكن هذا الجاسوس وضع نصب اعينيه تنفيذ أهم التكليفات الصادرة إليه وهي التحريض السافر من جانبه للمواطنين علي القوات المسلحة, وكان يردد عبارات كثيرة في لقاءاته وجلساته ومع الأشخاص الذين أقنعهم بأفكاره, لكي يعتدوا علي رجال الجيش, وفي هذه النقطة تحديدا كان لديه إصرار علي التحريض المستمر للاعتداء علي أفراد القوات المسلحة بميدان التحرير, واستطاع هذا الجاسوس أن يخترق القوي المختلفة وائتلاف الثورة, بترديد عبارات مثل: حبه لمصر وما فعله الثوار عمل عظيم وثورة سلمية ضد الظلم والقهر.
ولم يترك الجاسوس أي حدث يقع إلا ويتواجد علي مسرحه في لحظات, فجميع التظاهرات التي تمت في ميدان التحرير بعد وصوله للقاهرة عقب تنحي مبارك, كان يشارك فيها, وحادث فتنة امبابة, وخلاله كان يقف مع المسلمين ليسألهم ويتقصي منهم حقيقة ما جري وأسبابه, ثم يذهب ليجلس مع مجموعة أخري من المسيحيين ويقوم بأعمال تحريض واضحة لكي يعتدو علي المسلمين أو دور العبادة, وحاول السفر إلي موقع أحداث الفتنة في مدينة أبو قرقاص بالمنيا, لكي يجمع معلومات ويتابع بنفسه ما جري في المعركة التي جرت بين المسلمين والمسيحيين الشهر الماضي, وشارك في الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي أمام قسم الأزبكية وقد كانت كل هذه المتابعات بعيدة تماما عن طبيعة عمله المزعومة أو التي اتخذها ستارا لنشاطه الاستخباري وهو متابعة حقوق اللاجئين السودانيين والعراقيين.
وكشفت التحقيقات التي يباشرها المستشار طاهر الخولي المحامي العام عن أن ضابط المخابرات الاسرائيلي, اختلط بالمواطنين واستغل إجادته العربية بطلاقة في القدرة علي التواصل مع من يقابلهم, ودخل الأزهر وعددا من المساجد الصغري في عدة مناطق شعبية, بزعم حاجته لتعلم القرآن الكريم وأخذ دورات عن تعاليم الاسلام وأنه لكي يقنع من حوله كان يقرأ الكتب الدينية والتفسير وكتاب الله عندما يدخل لأي من المساجد.
ومن الأمور اللافتة, أن هذا الجاسوس لم يأت إلي مصر من خلال إسرائيل مباشرة, بل كان اتجاهه دائما من فيينا ـ القاهرة, وفي رحلة العودة نفس الاتجاه, وكرر ذلك في المرات التي جاء لمصر وغادرها, وفي المرة الأولي بعد تنحي الرئيس السابق استخدام جواز سفره الاسرائيلي غير أنه في المرة الأخيرة يوم12 مايو دخل بجواز سفره الأمريكي.
وكشفت التحقيقات كذلك عن محاولاته المستمرة, لتجنيد شباب من المصريين من الجنسين, وكان يقرأ يوميا الصحف القومية والخاصة والمعارضة. ومن خلالها يحدد الاتجاهات والآراء المتباينة في الصحف المصرية وينعكس ذلك في حركته واستكمال معلومات معينة تتعلق بالثورة والقوي السياسية ودائما يبحث عن اجابات لسؤاله حول توجه المجلس الأعلي للقوات المسلحة مع كافة الاتجاهات والقوي والعلاقات مع الدول المختلفة.
المؤكد وحسب ما جري في التحقيقات, فإن هذا الجاسوس لديه قدر كبير من التدريب والتثقيف وعلي دراية كبيرة بالتركيبة للشعب المصري ولم يكن من السهولة أن يعطي معلومات أو تفاصيل حول علاقته بالموساد فهو ينفي ذلك تماما. ومن النادر في قضايا التخابر, أن يقبض علي جاسوس في أي دولة ويعترف بعلاقته بجهاز الاستخبارات, الذي يعمل لصالحه, وفي هذه الحالة فالوضع أصعب, لكون من ضبط متلبسا بجريمته هو ضابط وليس جاسوسا عادى
الاهرام
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد