تعالت الأصوات المعادية لمصر الدولة والسلطة والدور والتاريخ والناس في المنطقة طوال الأشهر الماضية, وبدا لأهل العالم من حولنا, وكأن مصر هي الشيطان الذي يجب رجمه والتخلص من شروره.
نسي هذا الفريق الاحتلال الأمريكي للعراق, وحروب إسرائيل في لبنان عام2006 وفي قطاع غزة ديسمبر2008 يناير2009, وتسلطها في الضفة الغربية قائمة الاتهامات, إغلاق معبر رفح والاشتراك مع إسرائيل في حصار سكان قطاع غزة, والحرص علي معاهدة السلام مع إسرائيل, والتعاون مع الأمريكيين ضد قوي الممانعة, والمقصود هنا إيران وسوريا وحزب الله ومنظمة حماس, بالإضافة إلي العمل ضد المقاومة. وهذه الاتهامات وغيرها, ليست أكثر من أكاذيب وافتراءات. فبالنسبة لمعبر رفح وباقي المعابر المؤدية إلي قطاع غزة, يعرف الجميع أن الاغلاق وفرض الحصار بدأ مع استيلاء منظمة حماس علي القطاع بانقلاب عسكري علي السلطة الشرعية القائمة.
ولأن العالم وإسرائيل يعتبرون حماس منظمة إرهابية, فقد رفضوا التعامل معها. وعاني سكان القطاع من الحصار وأخيرا من الحرب, ولكن المعاناة الحقيقية كانت من استمرار مطاردة حماس لاعدائها وخصومها وقتلهم سحلا وتمزيقا وبإلقائهم أحياء من فوق أسطح المنازل, ومن لم تقتلهم وضعتهم في السجون والمعتقلات وعذبتهم بصورة تتجاوز كل تصور. وبجانب هذا التسلط مارست القهر والبطش, وعلي الجانب الآخر, بدأت تغدق علي أعضائها المال والعطايا والمناصب. و عندما بدأ العدوان الأخير علي غزة, اختبأ قادة وأعضاء حماس في الأنفاق الحصينة وتركوا الناس عرضة للقتل. ومن بين ما يقرب من1500 قتيل لم تخسر حماس سوي49 قتيلا.
ولو أرادت حماس إنهاء الحصار المفروض علي القطاع فورا, لتمكنت من تحقيق ذلك, فالأمر ببساطة لا يتطلب أكثر من التراجع عن الانقلاب العسكري وإعادة الحكومة الشرعية ولكن حماس لن تتخلي عن السلطة حتي لو كان في ذلك القضاء علي أي أمل في حل المشكلة الفلسطينية, الاستمرار في السيطرة علي مقاليد الأمور في قطاع غزة هو الهدف, أما معاناة الناس والخسائر المادية والبشرية فإنها لا تساوي شيئا. ثم ما أسهل الهجوم علي مصر للفت الأنظار بعيدا عن أسباب المحنة الحقيقية. كما أن الهجوم علي مصر, خطوة لابعادها عن دورها في المشرق العربي لافساح المجال أمام إيران لكي تبسط نفوذها وتتمدد في المنطقة كقوة إقليمية عظمي.
أما حديث المقاومة وقوي الممانعة فكلام خايب, فأين هي المقاومة التي يتحدثون عنها؟ وكم تبلغ خسائر إسرائيل من جراء هذه المقاومة التي يرفعون رايتها؟ وكما يعرف الجميع, فإن حزب الله لم يجرؤ علي تنفيذ عملية واحدة بعد عدوان يوليو2006, وبعد أن خسر ما خسر, وبعد أن دفع لبنان ككل ثمنا فادحا بشريا وماديا. وبالمثل توقفت حماس تماما عن أي شيء له علاقة بالمقاومة, وسعت ومازالت تسعي للتهدئة مع إسرائيل, وبما يضمن لها الاستمرار في السيطرة علي القطاع.
وقوي الممانعة التي يتحدثون عنها, ليس هناك من يستطيع أن يشرح ماذا تعني؟ إن سوريا منغمسة في مفاوضات سلام غير مباشرة مع إسرائيل تحت رعاية تركية, كما أنها تتسول تدخلا ودورا أمريكيا في هذه المفاوضات.
فأين الممانعة, يا أهل الممانعة؟
أما إيران, فلم تتوقف عن التعاون مع إسرائيل في أي عهد من العهود. في ظل نظام الشاه, وكان التحالف وثيقا بين إيران وإسرائيل ضد العالم العربي ككل بصفة عامة وضد الدول الراديكالية بصفة خاصة وفي مقدمتها مصر. والوقود الذي استخدمته القوات المسلحة الإسرائيلية خاصة في معركة يونيو1967 كان إيرانيا. وفي عصر آية الله الخوميني, استمر التحالف, واعتمدت القيادة الايرانية علي الأسلحة والمعدات الإسرائيلية, وعلي المعلومات التي كانت تحصل عليها من المخابرات الإسرائيلية في حربها ضد العراق1980 ـ1988, هذا بجانب ما كانت تحصل عليه من الولايات المتحدة.
وكان هذا التعاون أو التحالف مع الشيطانين الأكبر والأصغر السبيل الذي سلكه الخوميني من أجل تحقيق الانتصار الذي لم يتحقق كما أن السيد آية الله الخوميني شارك بقرار منه فيما عرف بايران ـ جيت أو إيران الكونترا جيت, وهذه العملية التي انكشفت وتحولت إلي فضيحة عالمية مدوية, كانت عملا تآمريا جمع بين الخوميني والرئيس الأمريكي ريجان ومساعده اوليفر نورث وإسرائيل ورجل المخابرات الإسرائيلي يعقوب نمرودي من أجل دعم منظمة الكونترا التي كانت تحارب الشيوعيين في نيكاراجوا الذين حملوا اسم السانديستا. وإذا كان هذا هو حال سوريا وإيران, فأين هي الممانعة؟ بل ما هو معناها أساسا؟ و ماهو المقصود بها؟ وهنا لا يمكن الاعتداد بحزب الله أو منظمة حماس, فهما ليسا أكثر من عساكر علي لوحة الشطرنج تلعب بهما إيران, أي أنهما مجرد أدوات, تنفذ ما يطلب منها.
أن الأمر الواضح دائما, أن كلا من إيران وإسرائيل أصحاب مصلحة في التحالف ضد العالم العربي, كما أنهما يستهدفان دائما تقليص دور مصر في المشرق العربي لتتاح لهما فرصة اقتسام النفوذ في المنطقة, والآن هناك اللاعب التركي الذي يبحث عن دور, ويري في الصراعات الموجودة الفرصة المناسبة للعودة إلي العالم العربي. ومن الجدير بالذكر أن وزير الخارجية التركي الجديد هو مهندس سياسة عودة تركيا إلي العالم العربي, وتوسيع نشاطها في العالم الإسلامي. وعندما نضجت الظروف تم الدفع به إلي مقعد وزارة الخارجية لقيادة الدبلوماسية التركية نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة.
ولكن هذا التحالف يؤثر علي مسيرة المشروع النووي الإيراني لأنه يخل بالتوازن الحالي في المنطقة والذي يميل لصالح إسرائيل, كما أنه يحمل في طياته إذا ما اكتمل تهديدا لكل دول المنطقة, وتكريسا لأطماع إيران في التحول إلي قوة إقليمية عظمي لها الكلمة العليا في سياسة وتوجهات المنطقة والمساومات والمفاوضات والاتصالات التي تدور حاليا والتي تشارك فيها الادارة الأمريكية الحالية تبحث عن نقطة التقاء.
ومثل هذه المساومات التي تستهدف إعادة تشكيل المنطقة تصبح أيسر إذا ما تمكنت إيران ومن تحالفت معهم من تقليص دور مصر في المشرق العربي أو علي الأقل إصابتها بشروخ داخلية وزعزعة استقرارها.
من هنا كانت اللهفة والهجوم المتواصل والمظاهرات واقتحام مقار البعثات الدبلوماسية, ونشاط خلايا حزب الله داخل مصر, وكسب الأنصار والمتعاطفين سواء من جانب الاخوان المسلمين أو عدد من الإعلاميين وحملة الأقلام حتي لو تطلب الأمر دفع الملايين من الدولارات.
والآن وفي ظل وضوح الصورة بشكل أفضل مما قبل يتضح للجميع أن مصر ليست الشيطان في المنطقة, وأن الشيطان يقيم في عاصمةأخري .
نسي هذا الفريق الاحتلال الأمريكي للعراق, وحروب إسرائيل في لبنان عام2006 وفي قطاع غزة ديسمبر2008 يناير2009, وتسلطها في الضفة الغربية قائمة الاتهامات, إغلاق معبر رفح والاشتراك مع إسرائيل في حصار سكان قطاع غزة, والحرص علي معاهدة السلام مع إسرائيل, والتعاون مع الأمريكيين ضد قوي الممانعة, والمقصود هنا إيران وسوريا وحزب الله ومنظمة حماس, بالإضافة إلي العمل ضد المقاومة. وهذه الاتهامات وغيرها, ليست أكثر من أكاذيب وافتراءات. فبالنسبة لمعبر رفح وباقي المعابر المؤدية إلي قطاع غزة, يعرف الجميع أن الاغلاق وفرض الحصار بدأ مع استيلاء منظمة حماس علي القطاع بانقلاب عسكري علي السلطة الشرعية القائمة.
ولأن العالم وإسرائيل يعتبرون حماس منظمة إرهابية, فقد رفضوا التعامل معها. وعاني سكان القطاع من الحصار وأخيرا من الحرب, ولكن المعاناة الحقيقية كانت من استمرار مطاردة حماس لاعدائها وخصومها وقتلهم سحلا وتمزيقا وبإلقائهم أحياء من فوق أسطح المنازل, ومن لم تقتلهم وضعتهم في السجون والمعتقلات وعذبتهم بصورة تتجاوز كل تصور. وبجانب هذا التسلط مارست القهر والبطش, وعلي الجانب الآخر, بدأت تغدق علي أعضائها المال والعطايا والمناصب. و عندما بدأ العدوان الأخير علي غزة, اختبأ قادة وأعضاء حماس في الأنفاق الحصينة وتركوا الناس عرضة للقتل. ومن بين ما يقرب من1500 قتيل لم تخسر حماس سوي49 قتيلا.
ولو أرادت حماس إنهاء الحصار المفروض علي القطاع فورا, لتمكنت من تحقيق ذلك, فالأمر ببساطة لا يتطلب أكثر من التراجع عن الانقلاب العسكري وإعادة الحكومة الشرعية ولكن حماس لن تتخلي عن السلطة حتي لو كان في ذلك القضاء علي أي أمل في حل المشكلة الفلسطينية, الاستمرار في السيطرة علي مقاليد الأمور في قطاع غزة هو الهدف, أما معاناة الناس والخسائر المادية والبشرية فإنها لا تساوي شيئا. ثم ما أسهل الهجوم علي مصر للفت الأنظار بعيدا عن أسباب المحنة الحقيقية. كما أن الهجوم علي مصر, خطوة لابعادها عن دورها في المشرق العربي لافساح المجال أمام إيران لكي تبسط نفوذها وتتمدد في المنطقة كقوة إقليمية عظمي.
أما حديث المقاومة وقوي الممانعة فكلام خايب, فأين هي المقاومة التي يتحدثون عنها؟ وكم تبلغ خسائر إسرائيل من جراء هذه المقاومة التي يرفعون رايتها؟ وكما يعرف الجميع, فإن حزب الله لم يجرؤ علي تنفيذ عملية واحدة بعد عدوان يوليو2006, وبعد أن خسر ما خسر, وبعد أن دفع لبنان ككل ثمنا فادحا بشريا وماديا. وبالمثل توقفت حماس تماما عن أي شيء له علاقة بالمقاومة, وسعت ومازالت تسعي للتهدئة مع إسرائيل, وبما يضمن لها الاستمرار في السيطرة علي القطاع.
وقوي الممانعة التي يتحدثون عنها, ليس هناك من يستطيع أن يشرح ماذا تعني؟ إن سوريا منغمسة في مفاوضات سلام غير مباشرة مع إسرائيل تحت رعاية تركية, كما أنها تتسول تدخلا ودورا أمريكيا في هذه المفاوضات.
فأين الممانعة, يا أهل الممانعة؟
أما إيران, فلم تتوقف عن التعاون مع إسرائيل في أي عهد من العهود. في ظل نظام الشاه, وكان التحالف وثيقا بين إيران وإسرائيل ضد العالم العربي ككل بصفة عامة وضد الدول الراديكالية بصفة خاصة وفي مقدمتها مصر. والوقود الذي استخدمته القوات المسلحة الإسرائيلية خاصة في معركة يونيو1967 كان إيرانيا. وفي عصر آية الله الخوميني, استمر التحالف, واعتمدت القيادة الايرانية علي الأسلحة والمعدات الإسرائيلية, وعلي المعلومات التي كانت تحصل عليها من المخابرات الإسرائيلية في حربها ضد العراق1980 ـ1988, هذا بجانب ما كانت تحصل عليه من الولايات المتحدة.
وكان هذا التعاون أو التحالف مع الشيطانين الأكبر والأصغر السبيل الذي سلكه الخوميني من أجل تحقيق الانتصار الذي لم يتحقق كما أن السيد آية الله الخوميني شارك بقرار منه فيما عرف بايران ـ جيت أو إيران الكونترا جيت, وهذه العملية التي انكشفت وتحولت إلي فضيحة عالمية مدوية, كانت عملا تآمريا جمع بين الخوميني والرئيس الأمريكي ريجان ومساعده اوليفر نورث وإسرائيل ورجل المخابرات الإسرائيلي يعقوب نمرودي من أجل دعم منظمة الكونترا التي كانت تحارب الشيوعيين في نيكاراجوا الذين حملوا اسم السانديستا. وإذا كان هذا هو حال سوريا وإيران, فأين هي الممانعة؟ بل ما هو معناها أساسا؟ و ماهو المقصود بها؟ وهنا لا يمكن الاعتداد بحزب الله أو منظمة حماس, فهما ليسا أكثر من عساكر علي لوحة الشطرنج تلعب بهما إيران, أي أنهما مجرد أدوات, تنفذ ما يطلب منها.
أن الأمر الواضح دائما, أن كلا من إيران وإسرائيل أصحاب مصلحة في التحالف ضد العالم العربي, كما أنهما يستهدفان دائما تقليص دور مصر في المشرق العربي لتتاح لهما فرصة اقتسام النفوذ في المنطقة, والآن هناك اللاعب التركي الذي يبحث عن دور, ويري في الصراعات الموجودة الفرصة المناسبة للعودة إلي العالم العربي. ومن الجدير بالذكر أن وزير الخارجية التركي الجديد هو مهندس سياسة عودة تركيا إلي العالم العربي, وتوسيع نشاطها في العالم الإسلامي. وعندما نضجت الظروف تم الدفع به إلي مقعد وزارة الخارجية لقيادة الدبلوماسية التركية نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة.
ولكن هذا التحالف يؤثر علي مسيرة المشروع النووي الإيراني لأنه يخل بالتوازن الحالي في المنطقة والذي يميل لصالح إسرائيل, كما أنه يحمل في طياته إذا ما اكتمل تهديدا لكل دول المنطقة, وتكريسا لأطماع إيران في التحول إلي قوة إقليمية عظمي لها الكلمة العليا في سياسة وتوجهات المنطقة والمساومات والمفاوضات والاتصالات التي تدور حاليا والتي تشارك فيها الادارة الأمريكية الحالية تبحث عن نقطة التقاء.
ومثل هذه المساومات التي تستهدف إعادة تشكيل المنطقة تصبح أيسر إذا ما تمكنت إيران ومن تحالفت معهم من تقليص دور مصر في المشرق العربي أو علي الأقل إصابتها بشروخ داخلية وزعزعة استقرارها.
من هنا كانت اللهفة والهجوم المتواصل والمظاهرات واقتحام مقار البعثات الدبلوماسية, ونشاط خلايا حزب الله داخل مصر, وكسب الأنصار والمتعاطفين سواء من جانب الاخوان المسلمين أو عدد من الإعلاميين وحملة الأقلام حتي لو تطلب الأمر دفع الملايين من الدولارات.
والآن وفي ظل وضوح الصورة بشكل أفضل مما قبل يتضح للجميع أن مصر ليست الشيطان في المنطقة, وأن الشيطان يقيم في عاصمةأخري .
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد