المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية:
نجاح الدبلوماسية المصرية في التصدي للتحديات
أجرت الحوار:سالى وفائى
بين التوتر والهدوء, والسخونة والجمود, والتسارع والبطء, والتقدم والتراجع, والأمل واليأس... مرت الأيام ومعها الأحداث السياسية في2009.
ولأن مصر دولة محورية ولها اهتمامات ومصالح وتحركات وأنشطة وجهود محليا وإقليميا ودوليا.. سواء في محيطها الإفريقي أو في عالمها العربي أو مع جيرانها علي ضفاف المتوسط والعالم أجمع, تأتي أهمية الدبلوماسية المصرية العريقة التي يترأسها السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية...
حول أهم أحداث2009 كان هذا الحديث مع السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.. ليكشف ويشرح لنا كواليس عمليات التصدي المصري لكل تلك الأحداث بدءا من وقوع العدوان الإسرائيلي علي غزة وانتهاء بالأزمة بين مصر والجزائر بسبب مباراة لكرة القدم. وهي الأحداث التي اعتبرها تحديات نجحت الدبلوماسية المصرية في التصدي لها.
* في مثل هذا التوقيت من العام الماضي بدأ العدوان الإسرائيلي علي غزة مما ترتب عليه مساع مصرية كبيرة لوقف هذا العدوان.. حدثنا عن تلك المساعي وكيف تعاملت الدبلوماسية المصرية مع تلك الأزمة؟
{ هذه كانت أحد أكبر الأزمات التي واجهناها خلال عام2009.. كان وضعا صعبا, وكان العمل الدبلوماسي أساسيا من أجل وضع نهاية سريعة للعمليات العسكرية الإسرائيلية.. من خلال مجلس الأمن الدولي وتم بالتنسيق مع الدول العربية, وكان الجهد المصري فيه محوريا ونتج عنه قرار من مجلس الأمن وكانت هناك أيضا مبادرة مصرية ـ فرنسية لوقف إطلاق النار وبالفعل نتج عنها وقف اطلاق النار بعد أكثر من23 يوما من العمليات العسكرية وبالتالي اعتبرنا أن المبادرة المصرية ـ الفرنسية التي طرحها الرئيس مبارك كانت هي الأساس لإنهاء الحرب الإسرائيلية علي غزة.
* ماذا عن الدعوة لعقد اجتماع لزعماء العالم من أجل وقف اطلاق النار ثم الدعوة لاجتماع إعادة إعمار غزة؟
{ هذا كان الشق الآخر من العمل.. عندما انتهت الحرب علي غزة استطاعت مصر أن تنظم خلال48 ساعة واحدة من أكبر وأهم القمم جمعت بين الزعماء العرب والإقليميين مثل تركيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وإسبانيا وبريطانيا, بهدف الإعلان عن وقف إطلاق النار والتعهد بتحسين الوضع.. لكن الجهود المصرية واجهتها بعد ذلك عقبة إسرائيلية تمثلت في وقف التفاوض علي إطلاق النار تحت دعوي أن هناك جنديا إسرائيليا هو شاليط محتجزا لدي الجانب الفلسطيني.. لكن تخطينا هذا الأمر كله بالدعوة الي عقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة وعقد هذا المؤتمر في مطلع شهر مارس وكان مؤتمرا ناجحا للغاية حيث تم جمع تبرعات وصلت الي نحو خمسة مليارات دولار.. المؤسف أن هذه الأموال لم يتم صرفها لأن الاحتلال الإسرائيلي استمر في حصار قطاع غزة وبالتالي منع دخول وخروج أي شيء من والي القطاع.
* شهد عام2009 استمرار إسرائيل لتعطيل جهود السلام كما شهد انتخاب حكومة إسرائيلية جديدة برئاسة نيتانياهو.. كيف تعاملتم مع هذا التحدي؟
{2009 شهد انتخابات إسرائيلية نتج عنه حكومة لها مواقف سياسية مختلفة عن المواقف التي كانت للحكومة السابقة, نعتقد أن هذه الحكومة أضاعت وقتا كثيرا وثمينا كان يمكن خلاله أن تستأنف العملية التفاوضية بالشكل الذي يقربنا من الحل, لكن للأسف الشديد كانت هناك مماطلة ومناورات وتضييع للوقت, وفي النهاية لم تلتزم بتنفيذ ما اتفقنا عليه من التزامات واردة في خريطة الطريق حيث لم تنفذ بشكل كامل وقف النشاط الاستيطاني في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا بالطبع عقد الجهود خاصة بعد التركيز الكبير الذي وضعته الولايات المتحدة علي هذا الأمر. لكن التعامل مع هذا التحدي مستمر والمسألة تأخذ أبعادا عديدة وهناك تطور في التعامل معها وحتي هذه اللحظة نحن مستمرون في التعامل.
* ألا تعتبر اختيار الرئيس أوباما القاهرة في2009 لإلقاء خطابه للعالم الإسلامي نجاحا آخر للدبلوماسية المصرية؟
{ اختيار الرئيس الأمريكي للقاهرة لإلقاء خطابه للعالم الإسلامي كان مثارا للجدل, حيث اعتقد البعض أن الرئيس الأمريكي عندما زار تركيا قبل ذلك, كان هذا هو البيان الموجه للعالم الإسلامي.. وكان لدينا معرفة مسبقة من الجانب الأمريكي أن هناك نية متجهة الي اختيار مصر وعندما استشارونا في هذا الموضوع أبلغناهم ترحيب مصر بزيارة الرئيس الأمريكي وإلقاء كلمته الي العالم الإسلامي من علي أرضها وبالتالي المسألة لم تكن مفاجأة بالنسبة لمصر اطلاقا ولكنها عكست أمرين, الأول الثقل المصري في العالم الإسلامي ومغزي ما يمثله الأزهر ومصر من أهمية, والأمر الثاني هو أن العلاقة المصرية ـ الأمريكية مهما اعتراها من بعض الصعوبات أو سوء الفهم تبقي علاقة استراتيجية قوية يمكن أن تدفع الرئيس الأمريكي أن يأخذ قرارا مثل إلقائه بيانه الي العالم الإسلامي كله انطلاقا من هذا البلد.
* شهد عام2009 غياب العمل العربي المشترك ممثلا في الانقسام الفلسطيني من ناحية, وغياب المصالحة العربية بشكل عام من ناحية أخري.. كيف واجهت الدبلوماسية المصرية هذا التحدي؟
{ مسألة المصالحة العربية تبقي أحد التحديات المهمة التي ينبغي التعامل معها وفي مطلع العام كان هناك لقاء مصالحة مبدئي علي هامش قمة الكويت شارك فيه الرئيس مبارك, ثم عقد اجتماع آخر في الرياض في شهر مارس أيضا شارك فيه الرئيس مبارك.. ولكن التعامل مع تحدي المصالحة العربية ـ العربية لا يتم من خلال المشاعر ولكن من خلال تقييم السلوك الذي أدي الي الجفوة التي نبغي التعامل معها أو المصالحة بشأنها. موضوع الانقسام الفلسطيني هو بلاشك موضوع مزعج ومؤلم ومؤسف بالنسبة لمصر حيث كان مطروحا التوقيع علي شيء بنهاية2008 ورفضت حماس هذا.. وبعد انتهاء الحرب علي غزة استأنفت مصر جهدها وعقدت سلسلة من الجولات الحوارية أدت الي ورقة تفاهم تم تمريرها لكل الناس ووافقوا عليها, وعندما حان وقت التوقيع فوجئنا أن حماس والبعض لا يريد التوقيع وعلي الرغم من بعض التحفظات فإن حركة فتح وقعت والرئيس أبومازن استطاع أن يتجنب ويقاوم كل الضغوط التي مورست عليه,. للأسف الشديد حماس لم تستطع ذلك وخضعت لضغوط أدت بها الي عدم التوقيع.
* أثير في2009 ما نستطيع أن نسميه أزمة بين مصر ودول حوض النيل حول حصة مصر من مياه النهر.. كيف تعاملت الدبلوماسية مع هذا التحدي, خاصة مع مخاوف من تدخلات إسرائيلية للضغط علي دول حوض النيل من أجل ايصال المياه لها ؟
{ ينبغي التعامل مع هذا الموضوع وما يمثله دون تهوين أو تهويل, بمعني دون استهانة بما قد يمثله من مخاطر وتهديد لأمننا المائي ودون تهويل لمثل هذه المخاطر.. يجب التعامل بعقلانية وحكمة.. هناك وضع ما مع دول المنبع كل من هذه الدول لها وجهة نظر في مسألة استخدامه لمياه النيل ومصر أيضا لها وجهة نظرها, المبينة والقائمة علي القانون الدولي ولدينا اتفاقيات نتمسك بها وبحقوقنا المكتسبة باستخدام المياه والوضع الذي تحاول بعض الدول أن تفرضه هو وضع جديد وهناك الآن مباحثات كثيرة بشأنه, اذا استطعنا أن نقرب وجهات النظر سيكون هذا أمرا جيدا.. أما اذا لم نستطع فلكل حادث حديث.. لكن بالطبع هذا الموضوع يمثل أحد المحاور الرئيسية التي تتحرك فيها الدبلوماسية المصرية.
* بقاء وحدة السودان ومتابعة مصر للتطورات المتلاحقة بشأن علاقة الشمال والجنوب.. كيف كانت آليات التحرك المصري في هذه القضايا ومدي تأثير ذلك علي حصة مصر من مياه النيل أيضا؟
{ موضوع انفصال السودان في حد ذاته أمر يسبب قلقا ليس فقط لمصر ولكن لكل الاقليم وهناك احتمالات حادة لحدوثه يمكن أن تكون لها تداعيات تعاني منها دول الجوار وبالتالي المسألة لها حساسيتها البالغة.. لكن اذا ما حدث أي نوع من أنواع الانفصال أو الاستقلال أو أي كانت نتيجة الاستفتاء الذي سينظم في جنوب السودان في2010 فلا نتوقع أن يكون لذلك تأثير سلبي في موضوع حصة مياه النيل وتوزيعه.
* شهد2009 عودة الوجود المصري في العراق وإرسال سفير الي بغداد.. حدثنا عن هذا التحدي..؟
{ بالطبع أحد الأمور التي وضعناها نصب أعيننا هو عدم الابتعاد عن العراق رسميا أكثر, وقرار ارسال السفير الهدف منه إعادة الوجود المصري العربي الي هذا البلد العربي الكبير الذي لا نتصور أن يستمر الوضع فيه هكذا بدون وجود عربي فاعل.
* كيف كان شكل الجهود والمساعي الدبلوماسية المصرية في2009 للمشاركة في وقف الانتشار النووي ونزع السلاح؟
{ هذا موضوع في غاية الأهمية.. فهناك جهد مصري يتم في الأمم المتحدة وهناك مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار في مايو2010 هذا المؤتمر المهم جار التحضير له منذ فترة وهو الآن في مراحله الأخيرة.. ومصر تصر علي مواقفها فيما يتعلق بمبادرة إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي وضرورة النص علي قرار مؤتمر المراجعة لعام1995.. وهناك مواقف أخري تتعلق بمفاهيم مطروحة حول عالمية المعاهدة والاستخدامات السلمية وحول أمور كثيرة أخري.
* مع اقتراب2009 من النهاية وقعت أزمة مصر والجزائر بسبب مباراة لكرة القدم بين فريقي البلدين ما الذي تم فيه وهل هناك جديد لحل هذا الخلاف؟
{ موضوع تلك الأزمة لم يكن أحد يتوقعه وأن ينتج عن مباراة لكرة القدم مهما تعالت أهميتها مثل هذه التداعيات, لكن وزارة الخارجية تنبهت الي هذا الأمر قبل أن يحدث وقمت بتكليف من السيد وزير الخارجية بإصدار بيان للتحذير من مغبة ما يقوم به الإعلام الخاص في البلدين لشحن الجماهير بشكل خاطيء ومبالغ, وللأسف الشديد مخاوفنا تحققت والكل يحاول الآن أن يضع الموضوع وراءه لكن الخارجية هي الجهة المنوط بها التعامل اليومي مع إدارة هذا الموقف مع الجانب الجزائري, وللأسف الشديد هذا الموضوع لن يحل بين يوم وليلة ويحتاج الي وقت وجهد وعمل بيننا وبين الأخوة في الجزائر ونأمل أن يكون لدي الجميع الحكمة لوضع نهاية إيجابية وسعيدة لهذا الملف الحزين.
00000000000000000000000000000000
عدل سابقا من قبل الدكتور شديد في الأربعاء فبراير 02, 2011 9:43 pm عدل 3 مرات
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد