[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أوبرا وينفري.. حدوتة أمريكية
هناء دكروري
قليلون هم من يدركون حقا أن التغيير هو سـنة الحياة, وأنه فرض لاستمرار النجاح والبقاء علي القمة, ومن هؤلاء أوبرا وينفري المذيعة الأمريكية الأشهر في العالم,
أوبرا وينفري استطاعت خلال العقدين الماضيين أن تصبح ظاهرة ونموذجا يتطلع إليه الكثيرون, ليس فقط داخل الولايات المتحدة الأمريكية, بل حول العالم, وانطلاقا من إيمانها العميق بضرورة التغيير, أعلنت أوبرا في أواخر نوفمبر الماضي أنها قررت وقف برنامجها الحواري في سبتمبر2011 القادم, والذي يوافق مرور25 عاما علي بدء بثه.
وقالت أوبرا(55 عاما) وهي تغالب دموعها, أمام جمهورها في الاستوديو والملايين الذين يشاهدونها عبر شاشات التليفزيون في نحو145 دولة, أحب هذا البرنامج, هذا البرنامج هو حياتي, أحبه بما يكفي لكي أعرف أنه جاء وقت الوداع. صحيح أن قرار أوبرا بوقف برنامجها أوبرا وينفري شو لا يعني اعتزالها عالم الإعلام والأضواء, حيث انها ستقوم في2011 ببث محطتها التليفزيونية الخاصة والتي تحمل اسمOWN أي شبكة أوبرا وينفري.
وعلي الرغم من ذلك, فإنه مازال يعد قرارا جريئا وصدمة كبيرة ليس فقط لملايين المشاهدين الذين ارتبطوا بالبرنامج, بل وشركات الدعاية ودور النشر التي كانت تعتمد عليه في الترويج.
ربما يحاول البعض التقليل من تأثير هذا القرار بالإشارة إلي أن برنامج أوبرا قد تقدم في العمر مع مقدمته, وأنه بدأ في الآونة الأخيرة يتحول تدريجيا إلي مخاطبة من هم في منتصف العمر, كما تشير الإحصاءات إلي أن البرنامج فقد بريقه, وأن نسبة مشاهدته تراجعت7% خلال العام الماضي فقط, وأن عدد المشاهدين داخل الولايات المتحدة انخفض إلي7 ملايين, مقارنة بـ12,9 مليون في عام1992. حتي هؤلاء لا يمكن أن ينكروا أن البرنامج كان مدرسة إعلامية ناجحة تقف وراءها سيدة تعد ظاهرة فريدة علي المستويين المهني والشخصي.. فأوبرا كما تصفها الصحفية البريطانية لولا ادسيوي, أشهر امرأة وأول مليارديرة من أصل إفريقي في العالم(2.7 مليار دولار), وممثلة رشحت لجائزة الأوسكار ومحاورة موهوبة وناشرة ومنتجة أفلام صاحبة أعمال خيرية كثيرة.
ولكن كيف استطاعت أوبرا تحقيق كل هذه الانجازات والشهرة, وهي التي ولدت في الجنوب لأب يعمل حلاقا وأم تعمل في خدمة البيوت, وعاشت طفولة معدمة لدرجة أنها كانت ترتدي أثوابا مصنوعة من أجولة البطاطس.. وقد تعرضت للاغتصاب وهي في التاسعة من عمرها وحملت وهي بعد مراهقة في الرابعة عشرة, ولكن فقدت ابنها بعد الولادة.
والغريب أن هذه الصعاب البالغة هي التي غرست في أوبرا روح التحدي والرغبة في تغيير الواقع المرير.. وأدركت مبكرا أن التعليم سيكون سلاحها الأول للتغلب علي ظروفها وتحويل مسارها. أما سلاحها الثاني, والذي أصبح محور برنامجها اليومي الناجح, فكان القدرة علي تقبل الذات بكل ما فيها من عيوب, والتركيز علي الجانب الإنساني, مع الكشف عن المخاوف والآلام بكل صراحة.. فقبل برنامجها كان من غير المألوف أن يقوم شخص, خاصة المشاهير, بالتحدث علي الهواء علي التليفزيون الوطني عن أدق أسرار حياته الخاصة, كاشفا عن أنه تحت هالة الشهرة والثراء التي تحيط به إنسان عادي عليه التعامل مع أفراح وأطراح الحياة كما نفعل جميعا.. حتي أوبرا نفسها كثيرا ما اعترفت بما يؤرقها من مشاكل تتعلق بماضيها أو زيادة وزنها.
أما السلاح الثالث, فكان استغلال الفرص والحرص علي التجديد, فقد صرحت أوبرا أكثر من مرة بأنها لا تؤمن بالمصادفة, وأنها دائما ما تثق بحسها الداخلي وتستغل أي فرصة للوصول لهدفها.. ولهذا لم تكتف أوبرا باستضافة الضيوف البارزين في جميع المجالات, وحثهم علي فتح قلوبهم حتي تربع برنامجها علي عرش البرامج الحوارية لسنوات, ولكنها توسعت لتشكل امبراطورية تضم شركة هاربو للإنتاج السينمائي, ومجلتي أو وأو في المنزل وموقع أوبرا علي الإنترنت ومحطة راديو فضائية, ومدرسة أوبرا للبنات في جنوب إفريقيا, بالإضافة إلي مشروعات أخري.
ويكمن السلاح الرابع في إحساسها بالمسئولية تجاه جذورها والمجتمع الذي تعيش فيه, فقد منحها إخلاصها للقضايا التي تؤمن بها مذاقا مختلفا عن سائر الوجوه الإعلامية, ومصداقية كبيرة لدي المشاهدين, وهو مازاد من تأثيرها حتي احتلت المركز الثاني في قائمة المائة شخصية الأكثر نفوذا في العالم وفق تصنيف مجلة فوربس لعام2005. ومن أبرز الأدلة علي هذا التأثير ما أظهرته دراسة أجريت بجامعة ميريلاند الأمريكية حول مساهمة تأييد أوبرا لباراك أوباما في أثناء حملته للرئاسة في فوزه بمليون صوت إضافي في صناديق الاقتراع.
مثال آخر أنه عندما ذكرت أوبرا في إحدي الحلقات أنها تتفادي أكل لحوم الأبقار, تدهورت مبيعات اللحوم.
هذا التأثير هو نفسه الذي يدفع البعض إلي اتهام أوبرا باستغلال النفوذ ومحاولة السيطرة علي الرأي العام بما يتوافق مع أهوائها, كما يشيع البعض عنها بأنها رئيسة يصعب ارضاؤها جدا, رغم كل ذلك تعد أوبرا تجسيدا حيا للحلم الأمريكي, ودليلا علي أنه يمكن لأي شخص تغيير واقعه, وتحقيق النجاح, بغض النظر عن خلفيته وتنشئته.*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
00000000000000000
أوبرا وينفري.. حدوتة أمريكية
هناء دكروري
قليلون هم من يدركون حقا أن التغيير هو سـنة الحياة, وأنه فرض لاستمرار النجاح والبقاء علي القمة, ومن هؤلاء أوبرا وينفري المذيعة الأمريكية الأشهر في العالم,
أوبرا وينفري استطاعت خلال العقدين الماضيين أن تصبح ظاهرة ونموذجا يتطلع إليه الكثيرون, ليس فقط داخل الولايات المتحدة الأمريكية, بل حول العالم, وانطلاقا من إيمانها العميق بضرورة التغيير, أعلنت أوبرا في أواخر نوفمبر الماضي أنها قررت وقف برنامجها الحواري في سبتمبر2011 القادم, والذي يوافق مرور25 عاما علي بدء بثه.
وقالت أوبرا(55 عاما) وهي تغالب دموعها, أمام جمهورها في الاستوديو والملايين الذين يشاهدونها عبر شاشات التليفزيون في نحو145 دولة, أحب هذا البرنامج, هذا البرنامج هو حياتي, أحبه بما يكفي لكي أعرف أنه جاء وقت الوداع. صحيح أن قرار أوبرا بوقف برنامجها أوبرا وينفري شو لا يعني اعتزالها عالم الإعلام والأضواء, حيث انها ستقوم في2011 ببث محطتها التليفزيونية الخاصة والتي تحمل اسمOWN أي شبكة أوبرا وينفري.
وعلي الرغم من ذلك, فإنه مازال يعد قرارا جريئا وصدمة كبيرة ليس فقط لملايين المشاهدين الذين ارتبطوا بالبرنامج, بل وشركات الدعاية ودور النشر التي كانت تعتمد عليه في الترويج.
ربما يحاول البعض التقليل من تأثير هذا القرار بالإشارة إلي أن برنامج أوبرا قد تقدم في العمر مع مقدمته, وأنه بدأ في الآونة الأخيرة يتحول تدريجيا إلي مخاطبة من هم في منتصف العمر, كما تشير الإحصاءات إلي أن البرنامج فقد بريقه, وأن نسبة مشاهدته تراجعت7% خلال العام الماضي فقط, وأن عدد المشاهدين داخل الولايات المتحدة انخفض إلي7 ملايين, مقارنة بـ12,9 مليون في عام1992. حتي هؤلاء لا يمكن أن ينكروا أن البرنامج كان مدرسة إعلامية ناجحة تقف وراءها سيدة تعد ظاهرة فريدة علي المستويين المهني والشخصي.. فأوبرا كما تصفها الصحفية البريطانية لولا ادسيوي, أشهر امرأة وأول مليارديرة من أصل إفريقي في العالم(2.7 مليار دولار), وممثلة رشحت لجائزة الأوسكار ومحاورة موهوبة وناشرة ومنتجة أفلام صاحبة أعمال خيرية كثيرة.
ولكن كيف استطاعت أوبرا تحقيق كل هذه الانجازات والشهرة, وهي التي ولدت في الجنوب لأب يعمل حلاقا وأم تعمل في خدمة البيوت, وعاشت طفولة معدمة لدرجة أنها كانت ترتدي أثوابا مصنوعة من أجولة البطاطس.. وقد تعرضت للاغتصاب وهي في التاسعة من عمرها وحملت وهي بعد مراهقة في الرابعة عشرة, ولكن فقدت ابنها بعد الولادة.
والغريب أن هذه الصعاب البالغة هي التي غرست في أوبرا روح التحدي والرغبة في تغيير الواقع المرير.. وأدركت مبكرا أن التعليم سيكون سلاحها الأول للتغلب علي ظروفها وتحويل مسارها. أما سلاحها الثاني, والذي أصبح محور برنامجها اليومي الناجح, فكان القدرة علي تقبل الذات بكل ما فيها من عيوب, والتركيز علي الجانب الإنساني, مع الكشف عن المخاوف والآلام بكل صراحة.. فقبل برنامجها كان من غير المألوف أن يقوم شخص, خاصة المشاهير, بالتحدث علي الهواء علي التليفزيون الوطني عن أدق أسرار حياته الخاصة, كاشفا عن أنه تحت هالة الشهرة والثراء التي تحيط به إنسان عادي عليه التعامل مع أفراح وأطراح الحياة كما نفعل جميعا.. حتي أوبرا نفسها كثيرا ما اعترفت بما يؤرقها من مشاكل تتعلق بماضيها أو زيادة وزنها.
أما السلاح الثالث, فكان استغلال الفرص والحرص علي التجديد, فقد صرحت أوبرا أكثر من مرة بأنها لا تؤمن بالمصادفة, وأنها دائما ما تثق بحسها الداخلي وتستغل أي فرصة للوصول لهدفها.. ولهذا لم تكتف أوبرا باستضافة الضيوف البارزين في جميع المجالات, وحثهم علي فتح قلوبهم حتي تربع برنامجها علي عرش البرامج الحوارية لسنوات, ولكنها توسعت لتشكل امبراطورية تضم شركة هاربو للإنتاج السينمائي, ومجلتي أو وأو في المنزل وموقع أوبرا علي الإنترنت ومحطة راديو فضائية, ومدرسة أوبرا للبنات في جنوب إفريقيا, بالإضافة إلي مشروعات أخري.
ويكمن السلاح الرابع في إحساسها بالمسئولية تجاه جذورها والمجتمع الذي تعيش فيه, فقد منحها إخلاصها للقضايا التي تؤمن بها مذاقا مختلفا عن سائر الوجوه الإعلامية, ومصداقية كبيرة لدي المشاهدين, وهو مازاد من تأثيرها حتي احتلت المركز الثاني في قائمة المائة شخصية الأكثر نفوذا في العالم وفق تصنيف مجلة فوربس لعام2005. ومن أبرز الأدلة علي هذا التأثير ما أظهرته دراسة أجريت بجامعة ميريلاند الأمريكية حول مساهمة تأييد أوبرا لباراك أوباما في أثناء حملته للرئاسة في فوزه بمليون صوت إضافي في صناديق الاقتراع.
مثال آخر أنه عندما ذكرت أوبرا في إحدي الحلقات أنها تتفادي أكل لحوم الأبقار, تدهورت مبيعات اللحوم.
هذا التأثير هو نفسه الذي يدفع البعض إلي اتهام أوبرا باستغلال النفوذ ومحاولة السيطرة علي الرأي العام بما يتوافق مع أهوائها, كما يشيع البعض عنها بأنها رئيسة يصعب ارضاؤها جدا, رغم كل ذلك تعد أوبرا تجسيدا حيا للحلم الأمريكي, ودليلا علي أنه يمكن لأي شخص تغيير واقعه, وتحقيق النجاح, بغض النظر عن خلفيته وتنشئته.*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
00000000000000000
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد