الملاحقات القضائية تطارد قادة إسرائيل
كتب : عادل شهبون
كان2009 بحق هو عام الملاحقات القضائية لقادة إسرائيل السياسيين والعسكريين, فهناك نحو ألف ملف في أنحاء العالم تم إعدادها لرفع دعاوي قضائية ضد هؤلاء القادة.
وتشمل التهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أثناء عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة هناك تعاون وتنسيق بين فريق من المحامين في عدة دول لجمع معلومات ووثائق تدين مسئولين إسرائيليين كي يؤدي ذلك في النهاية الي القاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة, وهؤلاء المحامون منتشرون في انجلترا ـ إيرلندا ـ إسبانيا ـ النرويج ـ هولندا ـ نيوزيلندا, وإن عاجلا أو آجلا كما يقول هؤلاء المحامون سوف ينجحون في وضع قادة سياسيين وضباط كبار في الجيش الإسرائيلي علي مقاعد المتهمين.
وكلمةwanted أو مطلوب تحلق فوق رءوس نحو15 مسئولا إسرائيليا علي موقع الانترنت الذي ينشر صور وأسماء هؤلاء المسئولين وهم: إيهود باراك ـ جابي أشكنازي ـ إليعازر شكدي ـ ماتان فلنائي ـ آفي ديختر ـ كرمي جيلون ـ جيور آيلاند ـ إيهـــود أولمـــرت ـ عميـــر بيرتس ـ شاءول موفاز ـ تسيبي ليفني ـ دان حالوتس ـ موشيه يعلون ـ بنيامين بن اليعازر ـ ودورون ألموج.
وتقول إعلانات موقع الإنترنت هذا ان كل من يعرف أن أحد هؤلاء المسئولين موجود في دولة ما خارج إسرائيل, عليه أن يبلغ علي الفور محامي حقوق الإنسان الموجودين في تلك الدولة والأمر هنا كما يقول القائمون علي موقع الإنترنت يتعلق بمبادرة ظهرت عقب عملية الرصاص المصبوب, وتم جمع المعلومات من وسائل الإعلام ومن التصريحات العلنية لممثلي الأمم المتحدة أو من منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية, وهناك فريق دولي من المحامين ونشطاء حقوق الإنسان المناصرين للفلسطينيين يتعاونون في جمع الوثائق وإعداد الملفات, وهؤلاء المحامون في دول تسمح قوانينها بإصدار أوامر اعتقال ضد مواطنين أجانب متهمين بارتكاب جرائم حرب وهم محامون مخضرمون يشاركون منذ سنوات في نشاط منظمات حقوق الإنسان في انحاء العالم ومعظمهم متطوعون وهم يرون أن تقديم المسئولين الإسرائيليين للمحاكمة مهمة مقدسة وهم يعتمدون علي تقرير جولدستون الذي يؤكد ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب في غزة, وعلي الجانب الآخر هناك ثلاثة محامين إسرائيليين مكلفون بمتابعة كل الملفات المفتوحة, هذا الفريق من المحامين الثلاثة تابع للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية والمستشار ميني مزوز نفسه واحد منهم يعاونه نائبه داني طاوب والمحامية عيدي شايمان, وعدد الملفات المفتوحة يمكن أن يتغير بين لحظة وأخري في أي مكان من العالم.
وعلي المستوي السياسي في إسرائيل بداية من رئيس الوزراء ومن يليه يدركون أنه يجب تعزيز فريق الدفاع من المحامين الإسرائيليين بشكل عاجل لمواجهة ما ينتظر المسئولين من إجراءات سواء كانت دعاوي قضائية أو أوامر اعتقال مثلما حدث مع زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني التي كانت تتولي حقيبة الخارجية في أثناء عملية الرصاص المصبوب في غزة, وهذه الأيام هناك عدد كبير من الوزراء وضباط الجيش سواء كانوا سابقين أو حاليين لا يستطيعون مغادرة إسرائيل والتوجه الي دول معينة دون التشاور أولا مع الفريق القانوني الخاص بالمخاطر التي تواجه المسئولين, والتعليمات الصادرة لضباط الجيش بدءا من رئيس هيئة الأركان جابي إشكنازي ومن يليه ممن شاركوا في عملية الرصاص المصبوب هي توخي الحذر قبل السفر الي أي دولة, أيضا رجال الشاباك والموساد من يوفال ديسكين ومائير داجان وغيرهم ممنوعون من السفر الي دول قد يكونون مطلوبين أمامها, خاصة دول اسكندنافيا وبريطانيا واسبانيا, أحد المسئولين الإسرائيليين اعترف بأن الوضع صعب للغاية خاصة بعد تقرير جولدستون, وأبرز مثال علي ذلك هو ما حدث مع نائب رئيس الوزراء موشيه يعلون الذي امتنع عن الذهاب الي لندن في شهر نوفمبر الماضي لحضور احدي المناسبات.
يقول المحامي دانيال علي زعماء إسرائيل أن يفهموا أن الزمن قد تغير واليوم وبعد عملية الرصاص المصبوب في غزة لن يكون هناك أي تدخل سياسي لانقاذهم.
00000000000000000000000000000000000
عرب2010 : قليل من التفاؤل... كثير من التحديات
مسعود الحناوي
قليلة هي الإنجازات التي شهدتها الساحة العربية خلال العام الذي يلفظ بعد ساعات أنفاسه الأخيرة..
فرغم الجهود المضنية والاجتماعات المتعددة والمؤتمرات الكثيرة والمباحثات المكثفة التي قادتها جامعة الدول العربية والدول العربية المؤثرة.. تبقي المحصلة النهائية ـ مع الأسف ـ متواضعة للغاية.. ولا تلبي طموحات المواطن العربي.. ولا تبشر بمستقبل واعد مع بزوغ شمس عقد جديد!!
فالتحديات التي تنتظرنا جسيمة.. والأخطار المحدقة كثيرة في ظل حسابات دولية معقدة.. وصراعات إقليمية خطيرة.. وتوازنات سياسية دقيقة.. وعالم لم يعد يحترم إلا الأقوياء.. ولم يعد للضعفاء فيه مكان.
اللهم إلا لغة الغدر والخداع والمماطلة والتسويف وفي أرق الحالات التعاطف الشفوي ومصمصة الشفاة.
ويكفي نظرة عابرة علي قضية العرب الأولي في فلسطين لنكشف أنها لا تزال تراوح مكانها.. رغم نسمات التفاؤل التي كانت قد هبت من خطاب الرئيس أوباما بجامعة القاهرة.. ولم تشأ إسرائيل أن يمر عام2009 قبل أن تفاجئنا بطرح ثلاثة عطاءات لإقامة نحو700 وحدة سكنية جديدة بالقدس الشرقية.. وتسرب أنباء باطلاع حليفها الأمريكي بتفاصيل تلك العطاءات, لا يهمنا أنها تلقي المباركة والتأييد.. ورغم مسارعة واشنطن بالافصاح عن رفضها لهذه المخططات.. إلا أن الرفض وحده لم يعد يكفي.. وعلي الطرف العربي أن يسعي خلال العام الجديد لحث إدارة الرئيس أوباما إما أن تمارس ضغطا حقيقيا علي الطرف المتعنت أو أن تفض يدها عن هذا الملف.. ولكن يبقي السؤال هل يملك العرب القدرة والشجاعة للسير في هذا الاتجاه؟!
وفي العراق تأتي الانتخابات النيابية في شهر مارس المقبل وسط توقعات بتصاعد موجة العنف عكستها الأيام القليلة الماضية من العام الذي يلفظ انفاسه الأخيرة وفي ظل حالة من التجاذب حول كركوك بين الحكومة المركزية وفي بغداد وحكومة اقليم كردستان في إطار ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها بين الجانبين!!
وسيكون عام2010 هو عام الحسم والتحدي الحقيقي للسودان خلال تاريخه الحافل, حيث سيتم البت في قضيتي وحدته وسلامة أراضيه عبر الانتخابات المقررة في أبريل واستفتاء تقرير المصير لجنوب السودان المقرر بعد نهايته بأيام, وهي قضايا مازال يحيط بها الكثير من التعقيدات والمشكلات, مما يجعل بقاء السودان بلدا موحدا بحاجة الي معجزة حقيقية.
وفي اليمن دخلت الحرب مع المتمردين الحوثيين منعطفا خطيرا تدور رحاها في الشمال وتهدد بتداعيات إقليمية أوسع بعد أن تخطت الحدود وامتدت الي السعودية الجارة الكبري, في الوقت الذي تعلو فيه صيحات دعاوي الانفصال في الجنوب كلها أمور تهدد وحدة وكيان اليمن!!
وها هو الصومال لا تزال تمزقه الخلافات والصراعات.. وموريتانيا التي تدخل هي الأخري في حرب علي الفساد والإرهاب بعد الخروج من مأزقها السياسي بإجراء انتخابات ديمقراطية طوت به صفحة الانقلاب العسكري.
وربما لولا شمس التفاؤل التي اشرفت من بلاد الأرز في لبنان.. وانتصارها علي أزمات وانقسامات بين طوائفه المختلفة كادت ان تطل حرب أهلية جديدة بين أبنائها.. لمضي العام دون ومضة تفاؤل يذكر.. ولكن لبنان الدولة انتصرت بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية حازت علي ثقة البرلمان.. وإن ظلت البلاد تواجه تحديات مصير سلاح حزب الله وقضية اللاجئين الفلسطينيين.. والعلاقات مع سوريا بعد الانفراجة التي أحدثتها زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري لدمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد.
ويقودنا الحديث عن لبنان الي سوريا التي تتحرك في أكثر من اتجاه في وقت واحد. فعلي الرغم من علاقاتها القوية بإيران وحركة حماس وحزب الله إلا أنها تنفتح في الوقت نفسه علي الإدارة الأمريكية الجديدة وتمد الجسور معها, كما أجرت عمليات مصالحة مع السعودية وخصومها السابقين في لبنان!!
وبالرغم من كل ذلك.. فمازلنا قادرين علي الحلم والأمل نستقبل بهما عامنا الحديد.. بقليل من التفاؤل.. حتي نكون موضوعيين.. ولكن برغبة حقيقية في الجد والعمل لمواجهة تحديات جسيمة تلاحقنا وتطالبنا بالالتقاء معها في منتصف الطريق. بعد أن مضي عام ضاع فيه الأمل.. وزادت خلاله الأوجاع وفيما يلي تفاصيل ما أوجزنا
000000000000000000000000000000000000000000
فلسطين : معطيات صعبة ومستقبل مجهول!
سمير السيد
رسمت تطورات الأحداث في عام2009 صورتين متناقضتين لمستقبل القضية الفلسطينية في الأعوام المقبلة.
الأولي شديدة القتامة وتظهر ملامحها الرئيسية في تخاذل المجتمع الدولي في حمل إسرائيل علي تطبيق القرار رقم1860 في شأن الحرب علي غزة لجهة فتح المعابر ورفع الحصار وإعادة الإعمار, وتوقف عملية المصالحة الفلسطينية, علي حدود التماس بين محوري الاعتدال والممانعة وإعلان تيار الحل السلمي الفلسطيني عن فشل مسار أوسلو في ظل تراجع اليسار الإسرائيلي وتوجه المجتمع نحو مزيد من التشدد وجمود عملية المفاوضات وتواري بشارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي فشل في اثناء بنيامين نيتانياهو زعيم اليمين المتشدد الحاكم في إسرائيل عن موقفه الرافض للوقف الكامل للاستيطان والتهويد الشرس للقدس.
أما الصورة الثانية فتبدو متفائلة وتتجلي معالمها, في التداعيات القانونية والدبلوماسية المستمرة للحرب علي غزة, والتي تنذر علي المدي البعيد وفي ظل غياب طويل للحل السياسي علي أساس الدولتين بصعوبة خروج إسرائيل من نفق نزع الشرعية, ويزج بها في حروب الحقوق المدنية للفلسطينيين التي اجتازها النظام العنصري الأبيض في جنوب إفريقيا وأدت إلي انهياره قبل ثلاثين عاما.
وبدت هذه المعالم واضحة في تبني مجلس حقوق الإنسان الدولي لتقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية برئاسة القاضي اليهودي ريتشارد جولدستون الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية, الأمر الذي كبل يدها عن شن حروب طويلة في المستقبل, علي غرار الحرب علي غزة22 يوما والحرب علي لبنان34 يوما ووفر لـ الجولدستونيين من نشطاء حقوق الإنسان البنية التحتية لملاحقة قادة تل أبيب من السياسيين والعسكريين المسئولين عن الحرب قضائيا في انحاء أوروبا.
ويزيد من حجم هذه الصورة ان إ سرائيل تتعرض منذ حرب الرصاص المصبوب علي غزة لطوفان من الهجمات اسهم في إضعاف مكانتها وتشويه سمعتها الاخلاقية وظهر عمليا في اتجاه تركي نحو تبريد العلاقات مع تل أبيب وتصاعد حملات مقاطعة الدولة العبرية في أوروبا, وقرار الحكومة البريطانية وضع علامات علي منتجات المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة للتسهيل علي من يريد مقاطعتها.
غير أن العنوان الابرز لهذه الصورة المشرقة يبقي في تبلور تيار داخل دول الاتحاد الأوروبي الـ27 يقف وراء وثيقة انهاء الاحتلال وإقامة الدولة التي أعلنها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض المدعوم أمريكيا في25 أغسطس الماضي وتهدف الي اتخاذ خطوات استباقية بإقامة مؤسسات الدولة الفلسطينية علي الأرض( وفقا لمرجعية إعلان الاستقلال الفلسطيني عام1988 وليس إعلان أوسلو), تمهيدا للاعتراف بهذه الدولة من جانب واحد ثم الذهاب إلي مجلس الأمن لاستصدار قرار ملزم بإقامتها علي حدود4 يونيو1967, وهو ما كشف عنه روح مشروع البيان الذي أعدته الرئاسة السويدية للاتحاد بشأن عملية السلام والذي خرج في نسخة نهائية معدلة في8 ديسمبر الحالي متجنبا الاشارة المباشرة تحت ضغوط قادتها فرنسا إلي حدود الدولة الفلسطينية, لكنه ألمح اليها ضمنا حينما رفض الاعتراف بأي تغييرات تطرأ علي حدود العام1967 وضم القدس الشرقية لإسرائيل.
وعلي الرغم من أن نص البيان النهائي خفف من حدة الاشارة المباشرة في المشروع السويدي إلي إمكانية الاعتراف مستقبلا بإعلان فلسطيني احادي الجانب عن دولة فلسطينية في تلميح لمشروع سلام فياض مكتفيا بالتأكيد علي استمرار مساهمات الاتحاد في العمل علي بناء الدولة الفلسطينية وجاهزيته للاعتراف بها في اللحظة المناسبة فإن كل هذه التفاعلات تظل انعكاسا لنضوج رأي عام داخل أورقة الاتحاد, ينذر بقيام أوروبا بدور أكثر فعالية في عملية السلام يتجاوز مرحلة سابقة اتهمت فيها بأنها نمر من ورق ومجرد دفتر شيكات.
وإذا كان من الممكن اعتبار الإعلان الأوروبي الجماعي بشأن عملية السلام, ورفض أوباما منح إسرائيل شيكا علي بياض, ثمرة أولي لمبادرة السلام العربية بعد9 سنوات من إطلاقها رسميا, إلا أن تفاعلات هذا التطور في ظل سيطرة اليمين المتشدد علي الحكم في إسرائيل وغياب مشروع وطني فلسطيني تبقي قيد قدرة العرب والفلسطينيين علي الاصطفاف إما وراء مشروع سلام فياض باعتباره مشروع المقاومة الوحيد المطروح علي الطاولة والمدعوم دوليا, في اتجاه فرض حل الدولتين علي إسرائيل علي أساس حدود4 يونيو1967 أو البدء في ولوج الطريق الثاني نحو خيار حل الدولة الواحدة والذي سيمر عبر حروب قانونية طويلة من أجل انتزاع الشرعية عن إسرائيل.
000000000000000000000000000
عدل سابقا من قبل الدكتور شديد في الأربعاء فبراير 02, 2011 9:39 pm عدل 2 مرات
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد