صورة وردية لمسلمي أمريكا
متابعة ـ جيلان الجمل:
الاهرام
حوار دار من السفارة الأمريكية بالقاهرة عبر الفيديو, مع المحلل الأمريكي ـ المصري د. محمد يونس, حول دور الأمريكيين العرب في السياسة الأمريكية, وهو ما اختلف عليه كثير من الحضور ممن وجدوا في وجهة النظر التي يتبناها د. يونس, كبير المحللين الأمريكيين من أصل مصري,
ما يغاير الحقيقة التي نعيشها كل يوم, وهي أن المسلمين في أمريكا مازالوا يسددون فاتورة أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلي يومنا هذا حتي إن بعض المشاركين في الحوار من كتاب وسياسيين ومفكرين وصفوا د. يونس بأنه يقدم صورة وردية غير حقيقية عن الواقع الذي يعيشه المسلمون في أمريكا.
وكان لـ الأهرام سؤال حول عدم الوجود السياسي الفعلي للأمريكيين المسلمين في الإدارة الأمريكية, رغم أنهم مواطنون أمريكيون كان من الأجدر أن يكونوا قوة مؤثرة حقيقية بما يخدم قضية المسلمين, بل وصورتهم الإعلامية أيضا, لاسيما بعد أحداث11 سبتمبر. ونفي د.يونس أن يكون للحكومة أي دور في ذلك مدافعا عن السياسة الأمريكية تجاه المسلمين في أمريكا, واعتبر الإعلام هو المتهم الأول والأخير في تشويه صورة الإسلام والمسلمين. واستطرد متحاملا علي وسائل الإعلام التي تتعمد من وجهة نظره, حجب صورة المجتمع الإسلامي الحقيقي وتسليط الضوء علي كل ما هو سلبي ومسيء للإسلام سواء داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها.
وقال: الفرق كبير بين ما يفعله الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية وما تفعله الحكومة, برغم أحداث11 سبتمبر التي هزت المجتمع الأمريكي, إلا أنها كانت فرصة لتأييد اندماج المسلمين سياسيا في النظام الأمريكي, بعد أن كانوا يعزفون في السابق عن التصويت والمشاركة الفعلية في الحياة السياسية الأمريكية, بدعوي أنها غير مبنية علي أسس إسلامية.. فالحكومة الأمريكية تبذل جهودا كبيرة للاهتمام بالجالية الإسلامية الأمريكية, وتسعي لحل المشكلات المتعلقة بالمعاملات والمصالح الشخصية الخاصة بأبناء هذه الجالية, وهو ما يقتضي وجود منظمات قوية ولوبي مؤثر يحارب الإعلام بالإعلام لتقديم صورة حقيقية للعالم عن الإسلام.
وردا علي سؤال لصحفي آخر بدا غير مقتنع بأطروحة الفكر الجديد السائد في الولايات المتحدة الأمريكية بتفعيل دور الأمريكيين العرب والمسلمين في السياسة الأمريكية, دعم د. يونس رده بالدور القوي الذي يلعبه كل من مجلس شئون المسلمين إيمباك, الذي تأسس منذ عام1988 بهدف دمج المسلمين الأمريكيين في الحياة السياسية الأمريكية. وكذلك مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير باعتباره أكبر المنظمات الإسلامية الأمريكية التي تدافع عن الحقوق والحريات الدستورية للمسلمين من أفراد ومؤسسات, حيث تعمل هاتان الجهتان مجتمعتين من أجل زيادة فهم المجتمع الأمريكي للإسلام, والتصدي لحملات تشويه الإسلام والمسلمين, سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها. موضحا أن شبكة كير نت الإلكترونية, هي السبب في جعل كير تحظي بثقة ووزن كبيرين في المجتمع الأمريكي, حتي انها قد أصبحت أحد المصادر الأساسية لمد وسائل الإعلام الأمريكية بخبراء إعلاميين من المسلمين للتصدي للقضايا الإسلامية. وضرب د.يونس المثل بالإفطار الرمضاني السنوي الذي تنظمه الجالية المسلمة في مقر الكونجرس, والذي يعد بمثابة رسالة تسامح, تؤكد احترام التعددية الدينية وتوطيد أواصر العلاقات مع رجال سياسة ونواب لهم تأثيرهم في صنع القرار.
وأشار أيضا إلي دور مهم يقوم به الشباب الأمريكي المسلم الذين يعملون كمساعدين لمجلس الشيوخ في الكونجرس ولهم منظمة خاصة بهم نظرا لزيادة أعدادهم, وهو ما يعني أن هناك لوبي قوي في الولايات المتحدة الأمريكية يمثل طموحات المسلمين وآراءهم وتوجهاتهم في إطار أنهم مواطنون أمريكيون لهم حقوق وعليهم واجبات, وهي الإشارة التي أضفت لمحة إيجابية للحديث.
وردا علي سؤال أحد الصحفيين حول دور مركز جالوب في الدفاع عن المسلمين والتصدي للمزاعم والافتراءات الإعلامية حول الإسلام, رد د. يونس من خلال موقعه بمركز جالوب للدراسات الإسلامية في واشنطن, وقد بدا مستفزا بعض الشيء: دورنا في مركز الدراسات الإسلامية جالوب ليس تحسين صورة المسلمين, فلسنا لوبيا ولا منظمة ولا شركة إسلامية, دورنا محايد تماما, فنحن شركة أبحاث, أغلب العاملين فيها غير مسلمين وتقوم الشركة بجمع المعلومات حول آراء المسلمين في العالم, وهذا هو عملها منذ أن أسسها جورج جالوب, الإخصائي الأمريكي عام1935, فهناك منظمات إسلامية متخصصة تهتم بذلك مثل( إيمباك) و(كير), كما ذكرت سالفا.
وقد تطرق أيضا د. يونس خلال الحوار للتحدي الأكبر الذي يواجهه المسلمون الأمريكيون الذين يشكلون أكبر مجموعة دينية في الولايات المتحدة, فهم يختلفون في جنسياتهم وأعراقهم وانتماءاتهم, وهو ما يعد بحق سلاحا ذا حدين إذا لم يحسن توظيفه فوق أرض يقطنها مهاجرون من كل حدب وصوب, يشكل المهاجر الإفريقي فيها35% من المسلمين الأمريكيين ليأتي بعده الآسيوي, ثم الأوروبي, مما جعل هذا التباين يتجلي بشكل واضح بين مسلمي هذه الدول. وقال: بإمكاننا أن نكون صوتا إسلاميا واحدا, ونعمل بما فيه مصلحة الجالية الإسلامية في أمريكا إذا عرفنـــا كيف نوظـــف هذه الميــزة ونوحد من لغتنا السياسية.' وتساءل في النهاية: كيف نواجه تيارات سياسية متعددة فوق أرض الولايات المتحدة الأمريكية, ونحن نختلف من بلد إلي بلد؟
في النهاية, خرج الحضور بانطباع أن هناك توجها جديدا في محاولة لتحسين صورة الإسلام أمام العالم, وهو ما يعلي من أسهم الإدارة الأمريكية الجديدة بالطبع, وحصر بؤرة الإرهاب في تنظيم القاعدة وحركة طالبان ومد جسور جديدة من الثقة مع العالم الإسلامي, ولكن كنت أتمني لو أن الباحث يونس الذي قدم رؤية مهمة وجديدة للمجتمع الأمريكي في عهد الرئيس أوباما, قد دعم دراساته الميدانية بالإحصائيات من قلب الشارع الأمريكي حول أوضاع المسلمين هناك, عوضا عن شبكة المعلومات الإلكترونية التي استعان بها في تحليلاته.
0000000000000000000000000000000
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد