الشهداء والمصابون في ثورة25 يناير هم أنبل ما أنجبت هذه الأمة, ضحوا بأرواحهم وبدمائهم من أجل حريتنا وكرامتنا الإنسانية.. ومن العجائب المدهشة لهذه الثورة الرائعة,
اأن أروع شباب هذه الأمة فقدوا عيونهم, وهم يصنعون نهارا جديدا لهذه الأمة التي رزحت طويلا تحت وطأة نظام شديد الفساد. اا
السطور التالية.. ترصد حكايات3 شبان لا يريدون من أحد أي شيء.. فهم مقتدرون ماديا.. ورغم ذلك شاركوا في هذه الثورة, وكانوا في صفوفها الأمامية, وفقدوا عيونهم ليعيش فقراء هذه الأمة في نور المعرفة والوعي والعدالة الاجتماعية.
يقول عادل أحمد عبدالله34 عاما بدأت رحلتي مع الثورة يو25 يناير.
أخذت أولادي الثلاثة أيمن9 سنوات وتغريد7 سنوات وبلال4 سنوات حيث أعيش بمنطقة شبرا فوجئت بأن كل من يقابلني من الضباط يطلبون منا العودة إلي منازلنا ويقولون اوعوا تكونوا رايحين المظاهرات قلت لهم بالفعل نحن ذاهبون لميدان التحرير وعندما وصلنا إلي شارع الجلاء وفوجئت بأن عددنا وصل إلي أكثر من7 آلاف متظاهر بعدما كنا500 فقط, قال لي أحد الضباط ارجع عشان أولادك قلت له لقد نزلت بناء علي رغبة أولادي هم يريدون تغيير الحياة يريدون مستقبلا أفضل وعندما وصلنا إلي دار القضاء العالي لاحظت أن الضباط وجنود الأمن المركزي يحتكون بالمواطنين وعندئذ طلبت من أولادي وحرصا عليهم أن يقوموا بالسلام علي الضباط ويقولون لهم( سلمية.. سلمية) ربما نتقي شرورهم وفي اليوم الثاني26 يناير خرجنا في مظاهرة عند نقابة الصحفيين وتم محاصرتنا وتم القبض علي الكثير من المتظاهرين وبدأت عجلات وحشية وزارة الداخلية تدور وفي يوم الخميس27 يناير قام الأمن بضربنا في شارع باب اللوق بوحشية غير عادية وغير مبررة
وفي يوم جمعة الغضب أخذتني قوات الأمن المركزي ورموني في احدي السيارات وقالوا لي هنكسرك انتي والعربية وذلك بعدما صلينا الجمعة بمسجد اليقين
هربت من طريق آخر واتجهت مع المتظاهرين وتجمعنا عند دوران شبرا إلي ميدان تحرير وسط حصار هائل من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والحي دخلنا ميدان التحرير من ناحية الجامعة الأمريكية وبعد دخول الجيش إلي ساحة الميدان قلنا الحمد لله ان الشرطة انسحبت ولكننا فوجئنا في الساعة11 مساء بالقناصة يصطادون الواحد تلو الآخر قبلها كنا قد اطمئنينا علي المتحف المصري وقمنا بتأمينه بمجموعة من الشباب ووسط القذف الهائل من الرصاص الحي ضربني أحد القناصة بثلاث طلقات في العين اليسري تسببوا في نزيف في الشبكية وقال لي الأطباء لن تري بعينك بعد اليوم وسوف أسافر للعلاج في احدي الدول المتقدمة للعلاج علي حسابي الشخصي ولست محتاجا إلي شيء من أي أحد ولكن أطالب الشعب والحكومة بمساعدة المصابين الذين مازالوا يعالجون في المستشفيات.
ويضيف عادل أحمد عبدالله الذي يعمل مهندس أجهزة طبية لقد علمت بخطاب التنحي قبل يوم من إعلانه حيث اتصل بي صديق وهو مسئول كبير في الدفاع الجوي الساعة الخامسة مساء يوم الخميس10 فبراير وقال لي أبشر ان مبارك غادر القاهرة قلت له كيف قال عندما تسمع بيان الجيش ستعرف وعندما سمعت بيان القوات المسلحة بأن الجيش سيحقق مطالب الشعب اطمأن قلبي نظرا لثقتي المفرطة في جيشنا العظيم.
ويضيف ما أحب قوله الآن أنه لابد من البناء علي الثورة والبعد عن مطالبنا الفئوية الآن ولابد أن يأخذ النظام القادم شرعية من محاكمة الفساد وعزل التافهين ومدعي الموهبة
يقول إسلام صلاح الدين أنا عمري43 سنة متزوج ولدي فاطمة وحمزة وصهيب بدأت قصتي مع الثروة صباح يوم26 يناير بعدما شاهدت الأخبار ولاحظت خروج الآلاف بالشوارع للمطالبة بالتغيير عرفت أن الأمور لن تنتهي بفض اعتصامات أو تفرقة متظاهرين وكنت أذهب إلي الميدان ثم أعود للبيت وهكذا إلي أن جاء يوم جمعة الغضب28 يناير عندما صلينا الجمعة بشارع أبوبكر وعمر بالهرم وفوجئت بأن خطيب المسجد يتحدث عن الرحمة وصلة الأرحام وتجاهل تماما ما يحدث في ميدان التحرير وقال لي أحد المصلين أن هذا الخطيب مؤجر من قبل رجال النظام قلت في ذهني ـ ياربي ـ حتي خطباء المساجد أفسدوهم ذهبت والمتظاهرون وكلنا غضب علي النظام في مظاهرة حاشدة عبرنا نفق نصرالدين متجهين إلي وسط البلد ورجعت إلي البيت متأخرا وصباح السبت29 يناير ذهبت إلي ميدان التحرير وفجأة وأنا أنادي علي أحد الأصدقاء رأيت الدم ينزف من كل مكان في جسدي ورأسي ورأيت حالة الذعر التي تنتاب كل من يراني وصراخ السيدات وأخذني الرفقاء إلي مستشفي عين شمس التخصصي وعرفت انه حدث عندي انفجار في العين اليسري وكتاراكت وانفصال شبكي ونزيف بالجسم الزجاجي وأجروا لي جراحة لمحاولة اصلاح القرنية والشبكية ولم تنجح وقال لي الأطباء أنني لن أري بعيني اليسري مطلقا, بالإضافة إلي أن أطباء المخ والأعصاب أخبروني أني مصاب بشظايا ناحية الشريان الأيسر أسفل المخ وشظايا أخترقت الجمجمة وقاع العين وقالوا لي احمد ربنا انك لسة عايش وان الشظية توقفت عند الشريان بالإضافة إلي أنني مصاب بـ6 شظايا تحت الحاجب مؤثرين علي أعصاب الوجه وقال لي الأطباء أنهم خائفون التدخل الجراحي حتي لا أصاب بشلل في الوجه. ويضيف إسلام أنني لا أحكي ما حدث لأنني محتاج شيء ولكن بالعكس أنا والحمد لله مقتدر ماديا وسوف أبحث عن علاج لنفسي ولكن ما أطلبه هو الاهتمام بالأخوة المصابين الذين مازالوا في المستشفيات لابد من رعايتهم فمنهم من أصيب بالعمي ومنهم من أصيب بالشلل.
ويضيف إسلام بأننا ونحن مصابون وأثناء إلقاء مبارك لخطابه يوم30 يناير بدأ الناس المتعاطفون معه يتهموننا بالتخريب واننا بتوع كنتاكي ولكن بعد يوم الأربعاء الأسود انقلب السحر علي الساحر ووقف الجميع بجوارنا وعرفوا أننا علي حق.
ولكن كنا ننتظر كل يوم خطاب التنحي وأصبنا بالشلل من مواعيد الخطاب والبيان وننتظر ساعات ـ ويقول إسلام ـ ضاحكا كان بيعذبنا حتي واحنا منتظرين خطابه يقولون الخطاب الساعة الثامنة ونفاجأ به في الساعة الحادية عشرة. ويضيف إسلام أنه فعلا حاصل علي دكتوراه في العند وما يدل علي ذلك خطاب يوم الخميس حيث كنا ننتظر جميعا خطاب التنحي وإذا به يفوض عمر سليمان بصلاحياته وفقا للدستور. في هذه اللحظة انهارت أعصابي ولم أستطع النوم إلا بمسكن. وفي اليوم الثاني يوم الجمعة وبعد صلاة المغرب عرفنا بخبر التنحي وانطلقنا في الفرحة وكأننا لم يصبنا أي سوء.
يضيف إسلام صلاح الدين. علينا الان بناء بلد جديد قائم أركانه علي العدل والحرية والمساواة ومحاربة الظلم وإلغاء المحاكمات العسكرية ويجب أن يتم تفكيك الأمن المركزي وتوزيع جنوده للعمل في الخدمة الميدانية التابعة للجيش في مجال المخابز والمزارع والطرق والكباري والاستفادة من عددهم الكبير لأنهم أصبح ليس لهم دور الآن بالإضافة إلي فتح ملفات الفاسدين وعائلهم وتطهير كل مؤسسات البلد منهم وعدم اعطاء الفرصة للمتحولون للقفز علي الثورة والالتفاف عليها.
يقول محمد حمودة48 سنة طبيب أسنان كنت مثل كل المصريين أعاني مما اراه في كل مكان من فساد ورشوة ومحسوبية ومحاربة الكفاءات ولم يكن عندي أي توقع بأن شباب مصر ممكن أن يفعل ما فعله ويقول كلمته.
ولكن يوم جمعة الغضب فوجئت بالمسجد الذي أصلي به بجوار منزلي بوادر خوف أن خطيب الجمعة غير الخطيب الذي نعرفه أخذ يتحدث عن أهل قريش تخيلوا. وعندما عدت إلي البيت فوجئت بالاتصالات قد قطعت وقاموا بفصل شبكة الإنترنت وأخذت أشاهد المظاهرات علي التليفزيونات ـ طبعا مش التليفزيون المصري ـ الذي حاول تشويه الثوار. لم أتمالك نفسي من الغضب علي النظام وقررت النزول إلي ميدان التحرير أخذت حظي في شارع الجلاء من الغازات المسيلة للدموع والرصاصات المطاطة وأدخلوني مستشفي الجلاء وضمدوا لي الجراح وعلي العكس ازداد اصراري علي الوقوف في ميدان التحرير حتي ولو اقتصر الأمر أن تكون رأسي موجودة وسط رؤوس الأحرار وكان مكان وقوفي أمام الجامعة الأمريكية ونسيت ان أولادي كانوا مصابين بالانفلونزا ولكن قلت في نفسي ربنا معاهم وقررت أن استمر في الميدان وفي المساء فوجئت باطلاق نار بشكل هستيري لدرجة أني لاحظت أن الضابط إذا لم يصب هدفه يأخذ في تتبع الشخص المراد ضربه إلي أن يصيبه وعندما أردت أن أنظر إلي أعلي العمارات وبمجرد رفع رأسي فوجئت بالرصاص ينهال علي برصاصات الرشاشات التي جعلت جسدي عبارة عن غربال من الرصاص بالإضافة لاختراق رصاصتين لمقلة العين والغلاف العظمي للعين فأصابوني بنزيف حاد سقطت علي اثره علي الأرض.
ويضيف محمد حمودة بأنهم لم يكتفوا باطلاق الرصاص بل ألقوا قنابل دخان لدرجة أننا لم نستطع التنفس لدرجة أنني تمنيت الموت من شدة الألم. وتم نقلي مع مئات المصابين إلي المستشفيات وكنا نكتوي نارا عندما نري التليفزيون المصري وكذبه حيث صور للناس أننا عملاء الكنتاكي والدولار وأن عددنا لا يزيد عن5 آلاف متظاهر إلي أن جاءت لحظة التنحي وكانت سعادتي غامرة وأحسست أنني ولدت من جديد ولأول مرة أفتخر بمصريتي, لقد خسرت عيني وكسبت كرامتي, أحسست في عيون الناس بأننا كنا في سجن كبير وتم تحريرنا. ولكن الآن أناشد كل اخواني بالبعد عن المسائل الشخصية الآن فالثورة هي مرادها كان تكوين الدولة السليمة وهذه الثورة قامت علي مباديء عظيمة وأصل التكوين سيضمن حل جميع المشاكل الفردية والفئوية تلقائيا ونطالب الآن وليس غدا بمساعدة المصابين الذين مازالوا يعانون في المستشفيات ومحاربة الفساد في كل مكان.
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد