قيام الثورة في يوم عيد الشرطة تحديدا ـ25 يناير ـ كان رسالة واضحة لم تقبل اللبس او التأويل عند كل عاقل رشيد, لكن بعض القيادات في الداخلية علي مايبدو لم تقرأ الرسالة علي النحو الصحيح.
وبخلاف حبيب العادلي والخمسة الكبار الذين سقطوا, وصاروا نزلاء ليمان طرة, بقي كل اللواءات ومساعدي الوزير, ثابتين في اماكنهم.
ومن لم يتم تصعيده منهم, بقي في مقعده, بنفس الصلاحيات والمزايا والمخصصات المالية الضخمة, وبنفس العناد والصلف والاستبداد والفكر العقيم.
استفز بقاء الوضع هكذا جموع الشرفاء من رجال الداخلية قبل غيرهم, خاصة شباب الائتلاف العام لضباط الشرطة, الذي انتظر التغيير وترقب هواء الحرية, شهورا بعد قيام الثورة, الي ان صار الاحتقان والاحباط اقرب اليه من وعد الوزير!
وبلغ اليأس مداه بين البعض حتي تعالت الاصوات الداعية لاضراب عام عن العمل في جميع قطاعات الشرطة في القاهرة والمحافظات والاقاليم, وتم اختيار يوم( شم النسيم) لتنفيذ الإضراب, لكن الاغلبية الساحقة من ضباط الائتلاف, حالت دون وقوعه ووصفته بالعملية الاجرامية التخريبية, المرفوضة شكلا وموضوعا.
وكانت فكرة الائتلاف ولدت علي يد ضباط شباب تحمسوا للتغيير والمشاركة في اسقاط النظام اثناء اندلاع الثورة, وبعد تنحي مبارك بثلاثة ايام خرجوا بملابسهم الرسمية في مسيرة الشهداء التي انطلقت من امام قسم شرطة الدقي, وسار البعض يردد فيها( الشرطة والشعب ايد واحدة).. يومها كان علي الفيس بوك نحو25 مجموعة تدافع عن الشرفاء المخلصين في كل القطاعات بوزارة الداخلية, مثل: ضباط ضد الفساد, ونادي البوليس, واتحاد الضباط الشرفاء, وضابط وارفض تخويني, وكلنا صلاح السجيني, والدعم المعنوي للشرطة..
وهي في معظمها صفحات لتقريب وجهات النظر واعادة الثقة بين الناس والشرطة والطريف حقا ان زوجات الضباط وامهاتهم ابدين نشاطا الكترونيا فائقا, لتفعيل تلك الصفحات والدعاية لها, وتزويدها يوميا بالمعلومات والاخبار والقصص الإنسانية التي من شأنها خلق التعاطف والدعم النفسي اللازم.
وحاول الناشطون علي الفيس بوك والموجودون بين الناس في الشارع والمتحدثون منهم للصحف ومحطات التليفزيون المختلفة, ان يفتحوا حوارا مع الرأي العام ويحسنوا من صورة الجهاز الشرطي, لتعويض الفشل الذريع الذي تعاملت به ادارة الإعلام والعلاقات العامة مع الازمة.
في العشرين من فبراير توحدت الجهود, وتقابل الضباط مع وزير الداخلية السابق محمود وجدي, الذي وعد بتنفيذ بعض مطالبهم ودراسة بعضها مستقبلا, وهكذا اعطي الوزير للائتلاف شرعيته, وفي اليوم الرابع من مارس تم الإعلان الرسمي الاول عن تكوين الائتلاف العام لضباط الشرطة, وصار اجتماعهم الاسبوعي الثابت, كل يوم جمعة من بعد الصلاة, بنادي ضباط الشرطة بمدينة نصر الشهير بدار الضيافة.
في البداية تجمع لهذا الائتلاف750 ضابطا في الخدمة من مختلف قطاعات الداخلية في محافظات مصر, ابتداء من ملازم اول حتي عقيد, وافرزت الانتخابات منهم40 ضابطا تم اختيار17 من بينهم لقيادة الائتلاف والتحدث رسميا باسمه.
وقام اكثر من9000 ضابط في الخدمة بعمل توكيلات مكتوبة للائتلاف, بينما صار من يدعمونه ويتابعون انشطته علي الفيس بوك نحو35 ألف ناشط من الضباط والمدنيين معا.
في منتصف مارس اصدر الائتلاف العام بيانا رسميا يؤكد فيه دعم الوحدة الوطنية ويأسف للاحداث الاليمة التي اعقبت هدم كنيسة الشهيدين بقرية صول مركز اطفيح.
وبعيدا عن الشجب والأسف والتأييد, نجح الائتلاف في فض اعتصامات ضباط مديرية الامن في الشرقية ثم في بني سويف ثم في السويس.
وبنفس القوة تصدوا اكثر من مرة للضباط المفصولين من الخدمة, من اصحاب التصريحات التي وصفها الائتلاف بغير المسئولة والمسيئة لصورة الشرطة وعلاقتها بالناس.
وكان وفد من الائتلاف يضم كلا من: الملازم اول احمد رءوف ـ مباحث دهب بجنوب سيناء والرائد طارق سري بالادارة العامة لشئون المجندين والمقدم ياسر ابوالمجد ـ بمديرية امن الجيزة التقي الدكتور عصام شرف بمقر رئاسة الوزراء, يحملون عدة مطالب علي رأسها استبعاد جميع اللواءات من مناصبهم في الداخلية, وباستثناء عدد قليل فيهم لايتعدي العشرين لواء علي مستوي مصر كلها, من المشهود لهم بالكفاءة الفائقة والإخلاص والآداء المشرف وفيما عدا ذلك يتم افساح الطريق لقيادات شابة ووجوه جديدة وعقول متحررة وطاقات نشيطة, تعيد الامور لنصابها, وتزيل الاحتقان من صفوف الضباط جنبا لجنب مع المواطنين, وتعيد للداخلية دورها وهيبتها ووجهها المضئ.
واستشهد ضباط الائتلاف اثناء حديثهم مع شرف بتجربة القوات المسلحة بعد نكسة67 في تسريح جميع الرتب العسكرية الكبيرة التي حملت وزر الهزيمة او تسببت فيها بشكل مباشر, لدرجة ان بعض الكتائب كانت وقتها توكل لقيادة ضباط برتبة رائد, فما الذي يمنع ان تكرر الداخلية نفس الاجراء الآن.
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد