فى أسوأ موجة عنف تجتاح بريطانيا منذ ثمانينيات القرن الماضى ، امتدت أمس اعمال الشغب والنهب من العاصمة لندن إلى ثلاث مدن أخرى ، حيث تحولت شوارع هذه المدن إلى ساحات حرب بين مثيرى الشغب وقوات الشرطة ،وأحرق شباب ملثمون السيارات والمبانى وحطموا واجهات المتاجر وألقوا زجاجات المولوتوف والحجارة على قوات الأمن ، الأمر الذى دفع برئيس الورزاء ديفيد كاميرون إلى قطع إجازته واستدعاء البرلمان من إجازته السنوية لبحث تطورات الأزمة ، فى حين تبحث الشرطة استدعاء الجيش للسيطرة على الموقف.
وذكرت تقارير إعلامية بريطانية ان اعمال الشغب امتدت صباح أمس إلى ثلاث مدن أخرى بعد لندن ، وهى برمنجهام وبريستول وليفربول ، حيث انتشرت السرقات وتصاعدت اعمدة اللهب من المبانى واحتدمت المواجهات مع الشرطة التى قررت استدعاء 13 ألفا من أفرادها للانتشار فى شوارع لندن والمدن الأخرى ، كما قررت إلغاء الإجازات بين أفراد الشرطة.
ومن جانبها ، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماى انه جرى اعتقال 450 شخصا على مدار الثلاث ليال الماضية ، وتم توجيه الاتهام إلى 69 شخصا من بينهم صبى عمره 11 عاما وجهت إليه تهمة السرقة ، كما سقط أمس أول قتيل فى لندن متأثرا بجروحه التى أصيب بها فى أعمال الشغب.
وأكدت الوزيرة على أن الشرطة تحتاج لدعم ومساندة المواطنين لإعادة الأوضاع تحت السيطرة.
وعلى الرغم من أن بعض مصادر الشرطة أعلنت أنها تبحث الاستعانة بالجيش ، فإن تيم جودوين القائم بأعمال قائد الشرطة فى لندن صرح لهيئة الإذاعة البريطانية »بى بى سي« بأنه ليست هناك نية للاستعانة بالجيش لاحتواء الشغب.
وكانت شرارة تلك الاضطرابات قد اندلعت فى اعقاب مظاهرة سلمية قام بها عدد من المواطنين احتجاجا على مقتل شخص على يد الشرطة عندما كانت تحاول اعتقاله فى توتنهام يوم الخميس الماضى ، ورغم ان تصاعد الموقف الى هذا الحد لم يعرف له سبب محدد حتى الان ، إلا ان بعض المحللين يقولون إن التصعيد سببه الاعتراض الشعبى على تقليص الخدمات الاجتماعية نتيجة سياسة التقشف التى اقرتها الحكومة للحد من العجز فى الميزانية.
وذكرت وكالة »رويترز« للأنباء أن كثيرا من السارقين جاءوا من المناطق التى تعانى ارتفاع نسبة البطالة والنقص فى الخدمات الاجتماعية ، وقالوا إنهم شعروا بالغربة عن المجتمع ، بينما تؤكد الشرطة والساسة أنهم مجرد «مجرمين» ، فى حين تورط آخرون - بحسب وكالة أسوشييتبرس للأنباء - فى هذه الأعمال لمجرد المشاركة و«الاستمتاع« ، لدرجة أن البعض تداول رسائل نصية على الهواتف المحمولة تقول : «تعالوا وشاركوا معنا فى هذه المتعة»!
وقال مراسل رويترز انه فى حى ولويتش الفقير جنوب شرق لندن نهب عشرات من السكان المحليين من جميع الأعمار المتاجر ، وأضرموا النار فى مبنيين على الأقل وتناثرت قطع الزجاج المحطم والملابس فى الشوارع ، واضاف أن متاجر الهواتف المحمولة والسلع الرياضية والملابس كانت اهداف السارقين المفضلة يليها متاجر المجوهرات ومكاتب المراهنات ، وحمل عدة شبان التليفزيونات ذات الشاشات المسطحة وأجهزة الكمبيوتر على أكتافهم ، وكانت الشرطة غير قادرة على منع عمليات السلب والنهب.
وفى محاولة منه لاحتواء الازمة ، اضطر رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الى قطع اجازته التى كان يقضيها فى ايطاليا ، كما استدعى البرلمان من اجازته لعقد اجتماع طارئ ، وسط دعوات متزايدة من الجماهير للمسئولين للسيطرة على الأزمة ، كما قطع عمدة لندن ايضا اجازته.
وأعلن كاميرون فى كلمة له امام مقر الحكومة البريطانية - 10 دواونينج ستريت - عن تعزيز كبير لقوات الشرطة فى لندن لمواجهة أعمال الشغب المستمرة ، وقال كاميرون إن 16 ألفا من رجال الشرطة سينتشرون فى شوارع لندن مقارنة بستة آلاف فقط كانوا متواجدين ليلة أمس الأول.
وأضاف كاميرون فى كلمته التى جاءت عقب اجتماع طارئ أن حكومته ستفعل كل ما هو ضرورى لإعادة الانضباط إلى شوارع بريطانيا ، واصفا مشاهد العنف التى تبثها وسائل الإعلام من بلاده بـ«الجريمة المقززة» ، وتوعد كاميرون مثيرى الشغب بعقوبات صارمة ، وقال مخاطبا إياهم : «ستشعرون بقوة القانون» ، وأضاف : «من بلغ السن المناسب لارتكاب مثل هذه الجرائم فهو فى سن يسمح بتلقى العقوبة أيضا».
وأعلن كاميرون عن جلسة استثنائية للبرلمان يوم الخميس المقبل ليقطع بذلك العطلة الصيفية للبرلمان.
وقال نيك كليج نائب رئيس الوزراء «هذه سرقة انتهازية وعنف بلا داع .. لا أكثر ولا أقل .. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق» ، ووصف مسئولو الحكومة مثيرى الشغب بـ«المجرمين« ، وقالوا إن العنف لن يؤثر على الاستعدادات لدورة الألعاب الأوليمبية فى لندن 2012 ، لكن الصور التى عرضها التليفزيون للمبانى المحترقة وأعمال الشغب ستفسد صورة العاصمة على الأرجح.
وعلى الصعيد ذاته ، اهتمت وسائل الاعلام البريطانية بالأحداث ، حيث نشرت الصحف البريطانية صورا مروعة لحرائق المتاجر والمبانى ، وحمل صدر الصفحة الأولى من صحيفة »ديلى تليجراف »عنوان »حكم البلطجة« ، بينما قال عنوان صحيفة »تايمز« إن »البلطجية يحكمون والشرطة تنسحب من الشوارع».
وعلقت صحيفة «الإندبندنت« على الأحداث قائلة : «إن الشرطة تتعرض للانتقادات لأنها كانت بطيئة فى رد فعلها على العنف ، لكن يتعين أيضا الدفاع عن رجال الشرطة بكل إنصاف ، فلو كانوا تدخلوا بقسوة لتم اتهامهم بالمبالغة فى رد الفعل».
وذكرت الصحيفة أنه «يتعين الحذر أيضا عندما يتم إرجاع سبب اندلاع هذه الفوضى إلى التهميش الاجتماعى لشباب مظلومين ، ففقدان الفرص فى الأحياء التى تعانى من مشكلات فى مدننا يمثل مشكلة بالتأكيد ، لكن سيكون من الخطأ إرجاع اندلاع أعمال العنف خلال الأيام الأخيرة فقط إلى المظلومين وحدهم».
ويبدو أن أحداث الشغب فى لندن قد انعكست على كافة الاصعدة ،حيث أكدت متحدثة باسم اتحاد شركات التأمين البريطانية إن ثلاث ليال من أعمال الشغب فى لندن ومدن كبيرة أخرى ستكلف شركات التأمين »عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية.
كما ألغيت مباراة ودية دولية لكرة القدم كانت ستجمع بين منتخب إنجلترا وضيفه الهولندى اليوم بسبب أعمال الشغب ، وألغيت كذلك عدة مباريات فى كأس رابطة الأندية الإنجليزية.
وفى مشهد رائع ، قام أمس سكان لندن بحملة لتنظيف مدينتهم من آثار أعمال الشغب ، وساعدوا أصحاب المحلات فى إزالة الحطام والزجاج المحطم الذى نجم وعن هجوم السارقين عليه ، وانطلقت حملة على موقعى »فيس بوك« و«تويتر« باسم «نظفوا لندن» انضم إليها عشرات الآلاف.
وفى برلين ، أصدرت ألمانيا أمس تحذيرا لمواطنيها المتواجدين فى بريطانيا بضرورة توخى الحذر ، كما حثت إيران الحكومة البريطانية على ضبط النفس وهى تتعامل مع المحتجين.
الاهرام
وذكرت تقارير إعلامية بريطانية ان اعمال الشغب امتدت صباح أمس إلى ثلاث مدن أخرى بعد لندن ، وهى برمنجهام وبريستول وليفربول ، حيث انتشرت السرقات وتصاعدت اعمدة اللهب من المبانى واحتدمت المواجهات مع الشرطة التى قررت استدعاء 13 ألفا من أفرادها للانتشار فى شوارع لندن والمدن الأخرى ، كما قررت إلغاء الإجازات بين أفراد الشرطة.
ومن جانبها ، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماى انه جرى اعتقال 450 شخصا على مدار الثلاث ليال الماضية ، وتم توجيه الاتهام إلى 69 شخصا من بينهم صبى عمره 11 عاما وجهت إليه تهمة السرقة ، كما سقط أمس أول قتيل فى لندن متأثرا بجروحه التى أصيب بها فى أعمال الشغب.
وأكدت الوزيرة على أن الشرطة تحتاج لدعم ومساندة المواطنين لإعادة الأوضاع تحت السيطرة.
وعلى الرغم من أن بعض مصادر الشرطة أعلنت أنها تبحث الاستعانة بالجيش ، فإن تيم جودوين القائم بأعمال قائد الشرطة فى لندن صرح لهيئة الإذاعة البريطانية »بى بى سي« بأنه ليست هناك نية للاستعانة بالجيش لاحتواء الشغب.
وكانت شرارة تلك الاضطرابات قد اندلعت فى اعقاب مظاهرة سلمية قام بها عدد من المواطنين احتجاجا على مقتل شخص على يد الشرطة عندما كانت تحاول اعتقاله فى توتنهام يوم الخميس الماضى ، ورغم ان تصاعد الموقف الى هذا الحد لم يعرف له سبب محدد حتى الان ، إلا ان بعض المحللين يقولون إن التصعيد سببه الاعتراض الشعبى على تقليص الخدمات الاجتماعية نتيجة سياسة التقشف التى اقرتها الحكومة للحد من العجز فى الميزانية.
وذكرت وكالة »رويترز« للأنباء أن كثيرا من السارقين جاءوا من المناطق التى تعانى ارتفاع نسبة البطالة والنقص فى الخدمات الاجتماعية ، وقالوا إنهم شعروا بالغربة عن المجتمع ، بينما تؤكد الشرطة والساسة أنهم مجرد «مجرمين» ، فى حين تورط آخرون - بحسب وكالة أسوشييتبرس للأنباء - فى هذه الأعمال لمجرد المشاركة و«الاستمتاع« ، لدرجة أن البعض تداول رسائل نصية على الهواتف المحمولة تقول : «تعالوا وشاركوا معنا فى هذه المتعة»!
وقال مراسل رويترز انه فى حى ولويتش الفقير جنوب شرق لندن نهب عشرات من السكان المحليين من جميع الأعمار المتاجر ، وأضرموا النار فى مبنيين على الأقل وتناثرت قطع الزجاج المحطم والملابس فى الشوارع ، واضاف أن متاجر الهواتف المحمولة والسلع الرياضية والملابس كانت اهداف السارقين المفضلة يليها متاجر المجوهرات ومكاتب المراهنات ، وحمل عدة شبان التليفزيونات ذات الشاشات المسطحة وأجهزة الكمبيوتر على أكتافهم ، وكانت الشرطة غير قادرة على منع عمليات السلب والنهب.
وفى محاولة منه لاحتواء الازمة ، اضطر رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الى قطع اجازته التى كان يقضيها فى ايطاليا ، كما استدعى البرلمان من اجازته لعقد اجتماع طارئ ، وسط دعوات متزايدة من الجماهير للمسئولين للسيطرة على الأزمة ، كما قطع عمدة لندن ايضا اجازته.
وأعلن كاميرون فى كلمة له امام مقر الحكومة البريطانية - 10 دواونينج ستريت - عن تعزيز كبير لقوات الشرطة فى لندن لمواجهة أعمال الشغب المستمرة ، وقال كاميرون إن 16 ألفا من رجال الشرطة سينتشرون فى شوارع لندن مقارنة بستة آلاف فقط كانوا متواجدين ليلة أمس الأول.
وأضاف كاميرون فى كلمته التى جاءت عقب اجتماع طارئ أن حكومته ستفعل كل ما هو ضرورى لإعادة الانضباط إلى شوارع بريطانيا ، واصفا مشاهد العنف التى تبثها وسائل الإعلام من بلاده بـ«الجريمة المقززة» ، وتوعد كاميرون مثيرى الشغب بعقوبات صارمة ، وقال مخاطبا إياهم : «ستشعرون بقوة القانون» ، وأضاف : «من بلغ السن المناسب لارتكاب مثل هذه الجرائم فهو فى سن يسمح بتلقى العقوبة أيضا».
وأعلن كاميرون عن جلسة استثنائية للبرلمان يوم الخميس المقبل ليقطع بذلك العطلة الصيفية للبرلمان.
وقال نيك كليج نائب رئيس الوزراء «هذه سرقة انتهازية وعنف بلا داع .. لا أكثر ولا أقل .. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق» ، ووصف مسئولو الحكومة مثيرى الشغب بـ«المجرمين« ، وقالوا إن العنف لن يؤثر على الاستعدادات لدورة الألعاب الأوليمبية فى لندن 2012 ، لكن الصور التى عرضها التليفزيون للمبانى المحترقة وأعمال الشغب ستفسد صورة العاصمة على الأرجح.
وعلى الصعيد ذاته ، اهتمت وسائل الاعلام البريطانية بالأحداث ، حيث نشرت الصحف البريطانية صورا مروعة لحرائق المتاجر والمبانى ، وحمل صدر الصفحة الأولى من صحيفة »ديلى تليجراف »عنوان »حكم البلطجة« ، بينما قال عنوان صحيفة »تايمز« إن »البلطجية يحكمون والشرطة تنسحب من الشوارع».
وعلقت صحيفة «الإندبندنت« على الأحداث قائلة : «إن الشرطة تتعرض للانتقادات لأنها كانت بطيئة فى رد فعلها على العنف ، لكن يتعين أيضا الدفاع عن رجال الشرطة بكل إنصاف ، فلو كانوا تدخلوا بقسوة لتم اتهامهم بالمبالغة فى رد الفعل».
وذكرت الصحيفة أنه «يتعين الحذر أيضا عندما يتم إرجاع سبب اندلاع هذه الفوضى إلى التهميش الاجتماعى لشباب مظلومين ، ففقدان الفرص فى الأحياء التى تعانى من مشكلات فى مدننا يمثل مشكلة بالتأكيد ، لكن سيكون من الخطأ إرجاع اندلاع أعمال العنف خلال الأيام الأخيرة فقط إلى المظلومين وحدهم».
ويبدو أن أحداث الشغب فى لندن قد انعكست على كافة الاصعدة ،حيث أكدت متحدثة باسم اتحاد شركات التأمين البريطانية إن ثلاث ليال من أعمال الشغب فى لندن ومدن كبيرة أخرى ستكلف شركات التأمين »عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية.
كما ألغيت مباراة ودية دولية لكرة القدم كانت ستجمع بين منتخب إنجلترا وضيفه الهولندى اليوم بسبب أعمال الشغب ، وألغيت كذلك عدة مباريات فى كأس رابطة الأندية الإنجليزية.
وفى مشهد رائع ، قام أمس سكان لندن بحملة لتنظيف مدينتهم من آثار أعمال الشغب ، وساعدوا أصحاب المحلات فى إزالة الحطام والزجاج المحطم الذى نجم وعن هجوم السارقين عليه ، وانطلقت حملة على موقعى »فيس بوك« و«تويتر« باسم «نظفوا لندن» انضم إليها عشرات الآلاف.
وفى برلين ، أصدرت ألمانيا أمس تحذيرا لمواطنيها المتواجدين فى بريطانيا بضرورة توخى الحذر ، كما حثت إيران الحكومة البريطانية على ضبط النفس وهى تتعامل مع المحتجين.
الاهرام
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد