من مشارك في ثورة25 يناير, إلي عضو في أولي قوافل إغاثة مصابي ثورة ليبيا, انه الدكتور راشد امام, جراح العظام بطب الأزهر, الذي يروي لشباب التحرير, شهادته علي أبشع جرائم حرب القذافي ضد شعب فاض به الكيل,
وكل ما يطالب به هو حقه في الحرية. رحلة استغرقت ستة أيام, عاد منها بصورة ومشاهدات بها العديد من الفظائع والمفاجآت وأيضا التحذيرات.
فإلي نص كلمات د.راشد الذي يصف ما شهده بقوله: شهداء ومصابون برصاص حارق وخارق محرم دوليا, أطفال تطايرت محتويات جماجمهم, جرائم ضد الإنسان ومجازر أعادت لذاكرتي مشاهد الحرب علي غزة التي كنت أحد الشهود عليها في يناير.2009
الدكتور راشد كان عضوا في إحدي قوافل الاغاثة الطبية إلي غزة, ضمت وقتها نخبة من أهم أطباء مصر كان علي رأسهم, الرائع محمد غنيم, وعاد محملا بصور وشهادات علي جرائم إسرائيل.ضد شعب أعزل واليوم يعود من ليبيا, لتختلط عليه المشاهد بل والكلمات أحيانا, رغم أن الحرب هذه المرة موجهة من رئيس عربي نحو شعبه.لكن ذلك لم يمنع من إرتكاب أسوأ جرائمها في غزة أقصد بني غازي والبيضا.. هكذا يتكرر خطأ, د.راشد أثناء الحوار, خطأ غير مقصود تتسبب في تكرار المشاهد وبشاعة الاصابات.
البداية كما يقول: كانت يوم السفر, الثلاثاء22 فبراير, حين تحركنا من مقر نقابة الاطباء ونحن لا نعلم إذا كنا سنستطيع العبور إلي ليبيا أم لا مع توارد الاشاعات عن إصابة أو قتل بعض عناصر القافلة التي سبقتنا.. وفي اليوم التالي وبعد مرور أكثر من6 ساعات في المعبر عبرت القافلة التي ضمت15 طبيبا وإمدادات طبية إلي أرض ليبيا.ليستقبلنا المنسقون وأعضاء اللجان الشعبية, بترحاب كبير, مسلحون برشاشات وآربي جي, يحملون أعلام ليبيا قبل ثورة الفاتح وتغلب عليهم روح الانتصار حتي وصلنا إلي مساعد, أول مدينة علي الحدود.
بعدها كان علينا التوجه إلي بني غازي علي بعد حوالي700 كم2 مرورا بنقاط تفتيش كثيرة يؤكد لنا من فيها في كل مرة أن الطريق آمن كأنكم في مصر بينما تسود حالة من التفاؤل بين ليبي الشرق بأنه النصر قريب.
مسافة طويلة في طريق غير مضاء وبدون علامات, يبدو خطر السير فيه أكبر من خطر الاعتداءات.
وحين وصلنا بني غازي عند المحكمة التي قامت من أمامها الثورة, حكوا لنا أنهم وجدوا في مقر أمن الدولة بالقرب منه أكياس بها ألسنة بشر, كما اكتشفوا انفاقا تحت الأرض بها حرروا مئات السجناء منها بينما يسمعون أصواتا لاخرين, لم يستطيعوا حتي الآن التوصل لهم.
قصص وحكايات لا تنتهي عن أساليب مختلفة للقهر والتعذيب لديكتاتور ومصاص دماء جثم علي صدر شعبه42 عاما. في الوقت الذي تمر فيه السيارات مرددة في الميكروفونات.
لا إله إلا الله, الشهيد حبيب الله كنوع من الاستنفار لاستمرار الصمود والاستعداد لمرحلة قادمة صعبة حتي النصر والتخلص من الديكتاتور.
ويضيف قضينا ليلتنا في بني غازي, في مستوصف تحول لمركز استقبال الامدادات والاطباء لتوزيعهم.
نتابع معهم القنوات الاخبارية ونشاهد كليب ذبح للطيارين الذين رفضوا الإنصياع لأوامر القذافي وضرب اخوانهم, وآخر للمرتزقة ذوي الأجسام الضخمة كلاعبي الملاكمة والباسكت الذين امسكوا بهم, مرتزقة من تشاد وغانا والنيجر ومن السودان, يصل عددهم كما يقولون لأكثر من500 يدفع لهم2500 دولار في المرة الواحدة. ناس ربنا باعد عنهم مخهم. كما يصفون يعني لا يمكن التفاهم معهم يرددون جئنا لتصل رجالكم ونستبيح نسائكم.
قضيا ليلة في كنف الثوار, نشاركهم همومهم ونبارك صمودهم, في حين يحاول الجميع إجراء اتصالات لمعرفة أماكن العجز الطبي, لكن الهواتف مغلقة معظم الوقت.فالشركتان تابعتان لابناء القذافي ـ كما علمنا حتي أنقذنا أحد أطباء لجنة الإغاثة ممن سبقونا ليؤكد أن المستشفيات في بني غازي اكتفت وأن الحاجة ملحة لأطباء في البيضا, فكان القرار السفر إلي مستشفي الثورة في البيضا الذي تحول لمستشفي الشهداء.
خاصة ان البيضا فقدت في اليوم الأول للاحداث اكثر من65 شهدا.
في المدينة الصامدة وجدنا أن دكتور رمزي رئيس قسم العظام قام وحده باجراء60 عملية هو ومساعده فقط, ثلاثة أيام لم يذق خلالها النوم في محاولة تجنيب كثير من الحالات العجز والشلل الدائم.
فهناك عدد كبير من الشهداء والجرحي من الصعب احصاؤه, اصابات إن لم تكن قاتلة فهي تؤدي إلي بتر أو العجز بسبب تهتك الأنسجة, وتفتيت العظام, بينما الإمكانات والأجهزة المتاحة قليلة مثبتات خارجية وطبيب واحد أوعية دموية لانقاذ الأطراف المهددة بالبتر.
فكانت الحاجة الطبية ملحة في مقابل اصابات كثيرة تم قصفها بمضادات الطائرات برصاصات حارقة وخارقة محرمة دوليا.
فقد عانت المدينة ثلاثة أيام مرت عليها كالكابوس حتي التحرير.. الليبيون الموالون للقذافي في الصفوف الأولي لضرب أبناء شعبهم من الثوار بينما المرتزقة خلفهم يضربون من لايضرب علي الثوار.
أيام عصيبة وشهداء كثيرون منهم طفلة تفتت مخها بسبب الرصاص المضاد للطائرات والقذائف التي تواجه الجيوش بها المدنيين حتي استطاع الثوار تحرير المدينة في يوم انهالت فيه السيول ليخرج المرتزقة وجيش القذافي من خنادقهم فينتصر عليه أبناء الشعب ممن يريدون تحرير البلاد.ويوضح الدكتور راشد: لقد خلف الانتصار عددا كبيرا من الشهداء وايضا من المصابين الذين يحتاجون لعمليات لترقيع الأعصاب وخياطتها بعد أن دمرتها الأسلحة المستخدمة فلقد مكثت أكثر من5 ساعات أحاول إعادة يد مصابة لوظيفتها بعد أن قطعت أعصاب الرسغ وفقدت الأنسجة عمليات معقدة ودقيقة واجهناها جميعا علي رأسنا أستاذ العظام أحمد عبدالعزيز في مستشفي إمكاناته ضعيفة ومحدودة جدا كحال مدن الشرق المهملة في ليبيا رغم أنها دولة بترولية مستشفي تنقصه أجهزة مهمة مثل جهاز الأشعة المقطعية والتليفزيونية الذي كان معطلا.
ورغم كم حالات الاصابة 60 حالة عظام فقط خلال ثلاثة أيام ـ إلا أن روح الصمود والتفاؤل كانت تبدو مسيطرة بين الليبيين بعد أن استطاعوا تحرير المدن الشرقية صور ملهم الثورة عمر المختار في كل مكان وعلم النصر والنكات الساخرة تتدفق ويتم تناقلها حول شباب الهلوسة وحبوبها حتي ان معرضا لكاريكاتير الثورة قد تم عمله في بنغازي تعبيرا عن روح شباب الثورة الساخرة.إنه شباب استطاع تحرير مدن واستولي علي استراحات القذافي التي تحوي جميعها انفاقا تصل الي تشاد ومناطق أخري فهو كالفار كما يقولون يهرب من الأنفاق.
ويضيف الدكتور راشد: الثوار يستعدون لمرحلة أخري ربما تكون أشد قسوة لدخول سرت وطرابلس والتعامل مع عائلة القذافي وجيشه بالنسبة لهم هي مسألة وقت لكن الدكتاتور قد سقط وقت لكن علي حساب مزيد من الضحايا.
ويشير الي أن الليبيين رغم آلامهم يرفضون أي تدخل أجنبي أما المصريون كما يقول دكتور راشد فهم يعانون كثيرا في مدن سرت وطرابلس كما سمعت من بعضهم ممن استطاعوا الفرار وقابلتهم في المعبر سعيد عبدالمجيد عامل في أحد الشركات أكد لي أنهم يهانون ويحبسون في غرفهم في سرت بعد خطاب ابن القذافي الذي قال فيه إن المصريين هم المحرضون علي الثورة والسبب فيها.
واضاف سعيد للدكتور راشد أنهم أخذوا الكثير من المصريين إلي السجون وأخذوا بطاقات الهوية من آخرين بينما ذبح المرتزقة البعض وأنهم يرددون في سرت مركز القذاذفة احنا داخلين حرب وانتو السبب.
وأوضح سعيد أن مناشدة السفير لم تحل مشكلتهم وقال لهم مقدرش اعمل حاجة. سعيد نجا من الموت باعجوبة بينما ترك آخرين كثيرين يعانون السجن والموت.
وهو ما أكده عبدالرحمن نجار مسلح لدكتور راشد هو أيضا استطاع الفرار من الجحيم ليصرخ مطالبا بانقاذ مليون مصري في ليبيا مهددين بأن يكونوا دروعا بشرية لجيش القذافي في مواجهة الثوار في سرت وطرابلس.
سرت مقفولة علي من فيها لا أحد يستطيع أن يعلم من يموت فيها ومن يسجن فلابد من انقاذهم.
يقول عبدالرحمن مؤكدا إنه تعرض للإهانة والتفتيش كالجاسوس الخائن لبلده ويتسائل لماذا لا يتدخل الجيش المصري بطائراته لانقاذ أبناء ليبيا والمصريين هناك.
رأي يشاركه فيه دكتور راشد مؤكدا ضرورة تدخل الجيوش العربية ومجلس الأمن العربي لقصف العزيزية مقر إقامة القذافي ومرتزقته فأمريكا تتشدق بالذرائع المختلفة للتدخل العسكري الذي يرفضه الليبيون حتي لا يدفعون الفاتورة كالعراق وحتي لا يلحق بهم عار الاستعانة بالغرب لتحرير أنفسهم لكن لماذا لا يحدث تدخل عربي؟
سؤال عاد به دكتور راشد من رحلته الشديدة القسوة من ساحة حرب التحرير في ليبيا التي لازالت تستقبل المزيد من الضحايا.
واذا كان السفير المصري في ليبيا قد صرح منذ يومين بأن التدخل الدولي أصبح حتميا وشرعيا لأن مايحدث هو جرائم حرب فإن الأولي بالتدخل.
كما يقول دكتور راشد هو الجيوش العربية
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد