من طرف الدكتور شديد الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 3:56 am
دول أوروبا بين التسامح والتعصب
كتب ـ شريف طه:
عاد النقاش عن الإسلام واندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية إلي الواجهة بعد استفتاء سويسرا وتصويت الأغلبية ضد بناء المآذن في البلاد, فقد جاء التصويت كتعبير صريح عن بواعث القلق من انتشار الإسلام في أوروبا.
وقد تشابهت ردود الفعل الأوروبية بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء, وقد عبر عدد كبير من الناس في ألمانيا وهولندا وبريطانيا, وكذلك في فرنسا عن استيائهم من نتائج الاستفتاء, في وقت يتفهم فيه عدد من الخبراء والسياسيين أسباب خلفية هذه النتائج التي تنطلق ـ في رأيهم ـ من تخوفات المواطنين الأصليين من أن يسيطر الإسلام يوما ما علي محيطهم الأوروبي فيصبحون مهمشين. كما تستغل أحزاب الأقلية اليمينية المتطرفة قضية المآذن لإذكاء المخاوف الشعبية, وتنمية ظاهرة الاسلاموفوبيا. غير أن المراقب يلاحظ أن حجم هذه التخوفات الأوروبية لا يتناسب مع نسبة المسلمين في البلدان الأوروبية المختلفة.
ففي سويسرا بلد الاستفتاء أربعة مساجد فقط لها مآذن, وهناك نحو350 ألف مسلم, وبرغم ذلك فإن57.5% من الناخبين السويسريين اختاروا في استفتاء عام الموافقة علي حظر بناء المآذن, زاعمين أن قرارهم هذا يستند إلي مخاوفهم من' الأصولية' و''الأسلمة البطيئة'' لسويسرا.
علي العكس نجد الإسلام في فرنسا يعتبر الدين الثاني, ويفوق عدد المسلمين خمسة ملايين, بنسبة8% أو تزيد. وهذه الأرقام ليست رسمية أو حكومية, فقانون الإعلام يمنع تعداد المواطنين حسب انتمائهم العرقي أو الديني أو الفلسفي. فطبيعة هذه الأرقام لا تتجاوز كونها استقراءات علماء الاجتماع واستطلاعات مختصة للرأي.
وفرنسا دولة علمانية منذ عام1905, فهي لا تعترف بالأديان ولا تعاديها, فدستورها ينص في مادته الثانية علي أنها جمهورية علمانية, لكنها تحترم كل الأديان. فنظريا وقانونيا, يعامل الإسلام في فرنسا كما تعامل جميع الأديان, أما في الواقع المعاش فيختلف الأمر قليلا أو كثيرا حسب تعاقب السياسات وتقلب الأحداث المتعلقة بالإسلام محليا أو عالميا, فعلي سبيل المثال فقد استغلت ماري لوبن نائبة زعيم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف التصويت السويسري لتقول: إن الأوروبيين يرفضون العلامات التفاخرية التي كثيرا ما تكون مستفزة, والتي تدل علي الجماعات السياسية الدينية المسلمة.
ولكن في الوقت نفسه يجب الإشارة إلي أن بناء المساجد أصبح أشبه بالروتين في فرنسا. أما في ألمانيا فوفق دراسة ميدانية فإن عدد المسلمين في ألمانيا عام2009 يتراوح بين3.8 و4.3 مليون نسمة يشكلون نسبة5% من تعداد سكان ألمانيا. وقد برزت المخاوف من انتشار التطرف في أوساط المسلمين في ألمانيا, خاصة بعد أحداث سبتمبر عام2001 في الولايات المتحدة وبعد تعرض مدريد ولندن لضربات تنظيم القاعدة, خاصة بعد الأخذ بعين الاعتبار أن منفذي أحداث سبتمبر قد جاءوا من ألمانيا فيما يعرف بخلية هامبورج. وبرغم ذلك تشير التقديرات الرسمية إلي وجود2500 مصلي في ألمانيا الكثير منها عبارة عن مجرد غرفة لأداء الصلاة. ويوجد في ألمانيا فعليا147 مسجدا حاليا, والدستور الألماني يضمن حرية العقيدة والديانة ومزاولتهما للجميع في مكان مناسب.
أما في بريطانيا فتشير الإحصائيات إلي أن عدد المسلمين في بريطانيا يصل إلي نحو6,1 مليون ويوجد بها نحو1500 مسجد. ويظهر الإسلام بوضوح في بريطانيا, حيث يرجع ذلك إلي تأكيد بريطانيا التعددية الثقافية والحقوق الدينية للجميع.
و علي الرغم من زيادة المشاعر المعادية للمسلمين فإن هولندا تظل دولة منفتحة علي مجموعة متنوعة من أماكن العبادة بما في ذلك الأماكن الخاصة بالمسلمين.و يتم تطبيق حرية ممارسة الشعائر الدينية والعقائدية فيها ضمن الإطار الاجتماعي والقانوني, ويسمح للفرد بممارسة عقيدته الدينية. سواء بشكل فردي أو جماعي, من دون القيام بأية أفعال تزعج الآخرين, أو تشكل خطرا علي الصحة العامة, أو الإخلال بالنظام العام. وهناك العديد من المنظمات الدينية التي تشرف علي المساجد وأماكن إقامة الصلاة المنتشرة في مختلف المدن الهولندية والتي بلغ عددها حاليا نحو450 مسجدا ومركزا لإقامة الصلاة.
ومنذ أحداث11 سبتمبر, انتشرت في الدنمارك موجة عداء شديدة للمسلمين, ولاسيما بين السياسيين والإعلاميين, الأمر الذي دفع العديد من الدنماركيين المنصفين والموضوعيين إلي الوقوف في وجهها.حتي انه في يناير2005 كتب اثنا عشر مفكرا بيانا مشتركا في صحيفة بوليتكن ضد ما سموه' اضطهاد المسلمين في الدنمارك'.
وفي عام2007 أصدر مجلس الأمن والتعاون الأوروبي تقريرا جاء فيه عن الدنمارك: إن وضع المسلمين ازداد سوءا في السنوات الأخيرة, خاصة مع قضية الرسوم الكاريكاتتيرية التي بلغت الذروة. وبناء علي التقرير أيضا, فإن المسلمين يتعرضون للتضييق بشكل يتجاوز كل حد, يتناقض مع المعاهدات المتعلقة بالعنصرية.
إن مشكلة الغرب مع المسلمين ليست مشكلة أمنية بالدرجة الأولي, فإن التحدي الذي يمثله الإسلام والمسلمون للمجتمع الدنماركي هو التحدي الحضاري, وهو ما كانت قد أشارت إليه ملكة الدنمارك إليزابيث الثانية في كتاب مذكراتها عام2004, حيث قالت: إن الإسلام يشكل تحديا للقيم الغربية والدنماركية.
الإثنين يوليو 27, 2020 10:53 am من طرف الدكتور شديد
» شعيد وابن شهيد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:18 am من طرف الدكتور شديد
» رباعيات في الخاطر
الإثنين يوليو 27, 2020 10:16 am من طرف الدكتور شديد
» احوالك يا بلد
الإثنين يوليو 27, 2020 10:15 am من طرف الدكتور شديد
» الله ما عارف
الإثنين يوليو 27, 2020 10:04 am من طرف الدكتور شديد
» امسك امسك
الإثنين يوليو 27, 2020 9:54 am من طرف الدكتور شديد
» ادينا ماشين
الإثنين يوليو 27, 2020 9:50 am من طرف الدكتور شديد
» اة منك يا دنيا
الإثنين يوليو 27, 2020 9:48 am من طرف الدكتور شديد
» ماتلومنيش يا صاحبي
الإثنين يوليو 27, 2020 9:38 am من طرف الدكتور شديد